المبادرة السعودية وفرصة عودة «الشرعية» والحوثيين إلى الطاولة

TT

المبادرة السعودية وفرصة عودة «الشرعية» والحوثيين إلى الطاولة

الحل السياسي في اليمن محاولات متكررة، منذ أكثر من خمس سنوات؛ محادثات ومفاوضات ومشاورات وجهاً لوجه بين طرفي الأزمة (الشرعية والانقلابيين)، لكن معظمها كان في جمودها، دون التزام من طرف الميليشيات الحوثية، في ظل تأكيد السعودية التي تقود تحالف دعم الشرعية في اليمن على الحل السياسي منذ ما قبل بدء «عاصفة الحزم».
ومع إعلان السعودية مبادرتها لإنهاء الأزمة اليمنية، فإن الحوثيين قابلوا ذلك بتصعيد متجدد لمحاولة استهداف المدنيين في المملكة، مع تهديد لخطوط الملاحة وكذلك إمدادات الطاقة.
الحوثيون اعتبروها مبادرة «لا تتضمن شيئاً جديداً»، ويتزامن تصعيدهم العسكري مع جولة إلى المنطقة يقوم بها تيم ليندركينج المبعوث الأميركي إلى اليمن، الذي اجتمع مع قيادات من الحوثيين في سلطنة عمان، الذي قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيعود «فوراً» عندما يكونون على استعداد للحديث، مع زخم دولي مرحّب بالمبادرة السعودية.
لكن التساؤلات عن مدى تحقيق المبادرة للقاء مباشرة بين الطرفين على ضوء المبادرة السعودية يأخذ حيزه، حيث شهدت الساحة اليمنية أربع لقاءات للوصول إلى حل سياسي، منذ بداية الأزمة في 2015، قادتها الأمم المتحدة وأطراف إقليمية ودولية بارزة، قامت على قواعد واضحة تستند على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بالإضافة إلى مخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن «2216». وتهدف جميعها للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، إلا أن دائرة الحوار تعود لنقطة البداية دائماً، بسبب انتهاك الحوثي لشروط واتفاقيات محادثات السلام السابقة.
ووصف نجيب غلاب، وكيل وزارة الإعلام اليمينة، الحوثيين، بأنهم «مرعوبون من فكرة الوصول لحل سياسي، لأنها جماعات مغلقة على نفسها، وأن الكتل الشعبية التي تسيطر عليها تنتظر لحظة الخلاص»؛ لافتاً إلى أن المبادرة الحالية وضعته في مأزق.
وأشار الدكتور غلاب في حديث مع «الشرق الأوسط» أنه لا يعتقد أن الحوثي قد يقبل المبادرة بشكل إيجابي، وسيضع اشتراطاته في حال القبول بها، مؤكداً أن «السلام معضلة تقوده إلى حالة من الضعف، ويعيد صياغة تحالفاته بشكل مغاير لجميع الخطابات الإعلامية والتحريضية التي اعتمد عليها خلال الفترات السابقة».
ويعتقد الوكيل أن ميليشا الحوثي ستبحث عن «هدنة مع وضع عدة اشتراطات لكي يتمكنوا من ترتيب أوراقهم»، وفقاً لاستراتيجية تقوم على فكرة ألا يخضعوا لحرب شاملة؛ إذ يفضلون الحروب المتقطعة واستخدام الهدن لإعادة بناء قوتهم.
وبدأت الاستراتيجية المتبعة للحوثي منذ بداية محاولات التفاوض، التي أتت مع هبوب رياح الانقلاب الحوثي على اليمن وبداية الانقلاب، حيث شهدت المفاوضات المباشرة بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي بجنيف في يونيو (حزيران) 2015، حيث كانت أول محادثات سلام تعقدها الأمم المتحدة، ولكن المفاوضات انتهت دون اتفاق.
في الكويت التي شهدت جولات زمنية هي الأطول امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر، من أبريل (نيسان) حتى أغسطس (آب) من عام 2016، كانت المحاولات لبث الروح الإيجابية متوالية، لكنها انتهت بالفشل بعد رحلة مفاوضات كسرت بناء الثقة.
اتفاق «استوكهولم» في ديسمبر (كانون الأول) 2018، برعاية الأمم المتحدة، كان محوره الرئيسي الحديدة، وخلصت المفاوضات في السويد، لاتفاق ينص على انسحاب الميليشيات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء، في مرحلة أولى خلال 14 يوماً، إلى وجود إشراف أممي يجعل الحديدة ممراً آمناً للمساعدات الإنسانية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.