الابتكار لا يعرف حدوداً جغرافية كما تثبت هذه اللائحة التي تضم شركاتٍ مختارة من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. يتحدر بعض هذه الشركات التي تقود هذه التطورات من اقتصادات قائمة على الابتكار وأخرى من اقتصادات ناشئة بينما يبرز عددٌ منها من دولٍ أثقلتها المأساة.
معالجة التربة الجافة
«صَنْ كالتشرSun Culture»: طورت هذه الشركة نظام ري يعمل بالطاقة الشمسية يساعد المزارعين الصغار على ري محاصيلهم.
يعتمد 96 في المائة من المزارعين في أفريقيا على الشتاء لري أراضيهم، وهذا هو سبب تراجع محاصيلهم بنسبة 50 في المائة عن بقية العالم. ومن المرجح أن يزيد هذا الأمر خطورة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة حول العالم وتفاقم التغير المناخي.
ولكن شركة «صن كالتشر» في كينيا وقعت عقد شراكة مع الحكومة المحلية وأحد الموزعين العام الماضي لتزويد أكثر من 15 ألف عائلة بنظامي «كلايمت سمارت باتري ClimateSmart Battery» و«رين ميكر 2 - Rainmaker2» اللذان يتيحان للمزارعين الاعتماد على الأرض بدل السماء للري.
تسمح هذه التقنية التي لا تحتاج إلى الطاقة الكهربائية للمزارعين بسحب ما يقارب 2800 لتر من المياه في الساعة بسهولة من الأرض على أعماق تصل إلى 30 متراً دون الحاجة إلى مصدر طاقة ثابت بفضل شبكة تعمل بالطاقة الشمسية. وهذا الأمر يعني أن أصغر المزارعين في أبعد المناطق باتوا يستطيعون اليوم الحصول على إمكانيات للري كانت في الماضي حكراً على المزارع الكبيرة.
«ديزرت كونترول Desert Control». تتخصص هذه الشركة في تحويل الصحارى والأراضي الجافة إلى تربٍ خصبة من خلال استخدام علاج يعتمد على الطين لحبس المياه.
طورت شركة «ديزرت كونترول» في النرويج تقنية جديدة تتيح للدول تحويل أراضيها الجافة إلى أخرى قادرة على تحقيق نمو مستدام. يمزج العلاج الثوري «ليكويد نانو كلايLiquid NanoClay» الذي تصنعه هذه الشركة، الطين مع المياه في عملية معالجة خاصة. عنما يُصار إلى رش هذا السائل على الأراضي الرملية الجافة، يتشبع هذا المزيج في التربة ويحولها إلى ما يشبه قماشاً إسفنجياً يحتبس المياه والأغذية ويعطي أراضي قابلة للزراعة كانت فيما مضى قاحلة.
تتطلب الوسائل التقليدية التي تستخدم لتحويل الأراضي الجافة إلى أخرى خصبة ما بين 7 و15 سنة في حين أن السائل الثوري الذي طورته «ديزرت كونترول» يؤدي هذه المهمة في سبع ساعات. تم اختبار هذه التقنية الناشئة ميدانياً في مصر والصين وباكستان، كما استخدمت في دبي في مارس (آذار) 2020 لزراعة البطيخ الأحمر والكوسة والدخن في مساحة صحراوية عولجت بالسائل الثوري وتم حصاد المحاصيل التي أنتجتها بعد خمسة أشهر.
«سوفت بوكس سيستمز Softbox Systems». نجحت هذه الشركة في صناعة صناديق ورقية يمكن التحكم بدرجة حرارتها تستخدم في الشحن مع قابلية للتدوير بنسبة 100 في المائة.
كان التخزين البارد حلاً غائباً عن بال معظم الناس قبل العام الماضي ولكن شروط الشحن والحلول اللوجيستية التي يتطلبها نقل لقاحات «كوفيد - 19» غيرت هذا الواقع، فضلاً عن أن الشحن البارد ليس محصوراً باللقاحات فحسب لأنه ضروري في مجال الطب بشكلٍ عام ولنقل المواد الغذائية. ولكن المشكلة هي أن الصناديق المستخدمة في الشحن البارد ليست صديقة للبيئة على اعتبار أنها مصنوعة من مادة «الستايروفورم» وأنواع أخرى من البلاستيك تمنع تبدل درجة الحرارة.
ولكن هذا الأمر تغير بفضل تقنية «سوفت بوكس سيستمز» التي طورتها شركة «تيمبسيل إيكو» في المملكة المتحدة وقدمتها للعالم في يونيو (حزيران) 2020. تستطيع هذه الصناديق التي تستخدم مرة واحدة الحفاظ على درجة حرارة محتواها لمدة 72 ساعة دون الاعتماد على مواد عازلة تقليدية بفضل تقنية عزل الورق الصلب المضلع التي طورتها الشركة باسم «ثيرمافلوت». وعلى عكس مادة الستايروفورم وغيرها من العوازل البلاستيكية، يمكن تدوير «ثيرمافلوت» بنسبة 100 في المائة كونها مصنوعة بالكامل من الورق.
زجاج انفجار بيروت
«جي غريل GGRI». لرفع قطع الزجاج المتناثر في بيروت.
كان عام 2020 مليئاً بالصعوبات التي قد تحول دون تذكر الناس للانفجار المأساوي الذي هز مرفأ مدينة بيروت في أغسطس (آب) الماضي. حصد هذا الانفجار المدمر أراوح 200 شخص وجرح أكثر من 6500 آخرين فضلاً عن تدمير وتهشيم عدد كبير من المباني مخلفاً نحو 5 آلاف طن من الزجاج المتناثر من النوافذ والأبواب المتشظية. ولكن بدل ترك الزجاج يتراكم في مكبات نفايات فائضة أصلاً، عملت مبادرة «غرين غلاس ريسايكلينغ» Green Glass Recycling Initiative Lebanon (GGRIL) المحلية على جمع الزجاج وتنظيفه ثم قدمته لمصانع في طرابلس لدعم صناعة الزجاج اللبنانية التي تعيش أزمة عصيبة ومساعدتها على الاستمرار. كما قدمت مبادرة «جي غريل» مجموعة من المنتجات الزجاجية كأوعية النبيذ والأكواب لتخليد ذكرى الانفجار بشظايا الزجاج المتبقية.
«كلاريو تيك Clario Tech». عملت هذه الشركة على تبسيط التعقيدات التي تشوب الخصوصية والأمن الرقميين على صعيد الأفراد.
في يونيو (حزيران) 2020. أطلقت الشركة منصتها الخاصة «كلاريو»، التي تتخذ شكل لوحة قيادة شخصية بسيطة تعتمد على تطبيقٍ إلكتروني مهمته المراقبة والحماية من جميع أنواع التهديدات الأمنية الرقمية وضمان الخصوصية في ستة مجالات أساسية في حياة الفرد الرقمية، وهي الهوية والتصفح والأجهزة والمال والشبكة والملفات. عند رصد هذا التطبيق لأي تهديد، يبلغ مستخدمه كيف يمكنه مواجهته بلغة بسيطة يمكن لأي شخص فهمها.
* «فاست كومباني»،
- خدمات «تريبيون ميديا»
توظيف الطين لحبس المياه في التربة... وصناديق مبرِّدة صديقة للبيئة
الشركات الأكثر ابتكاراً لعام 2021 من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
توظيف الطين لحبس المياه في التربة... وصناديق مبرِّدة صديقة للبيئة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة