منذ بداية هذا العام، دخلت البرازيل في أسوأ أيامها مع وباء كورونا المستجد، حيث سجلت إصابات ووفيات يومية بأعداد أكبر بكثير من تلك التي قامت بتسجيلها العام الماضي.
وبحسب ما قاله أطباء لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد ظهر نمط مقلق وسط هذه الزيادة، إذ أصبح الفيروس يصيب الشباب بشكل أكبر، بل عانى عدد كبير منهم من أعراض شديدة للفيروس وتوفوا بسببه.
وقال الدكتور بيدرو آرتشر، طبيب العناية المركزة في مستشفى عام بمدينة ريو دي جانيرو، إن خلال الموجة الأخيرة من الوباء، أصبح المرضى الأصغر سناً يدخلون المستشفى أكثر من أي وقت مضى.
أما لوان ماتوس دي مينيزيس، طبيب وحدة العناية المركزة في مستشفى عام بمدينة ماناوس الأمازونية فقد أكد أن «أعداد الإصابات الخطيرة بين الشباب أعلى بكثير مما كانت عليه خلال الموجة الأولى».
وأيد كلام آرتشر ودي مينيزيس عشرة من أطباء وممرضات وحدات العناية المركزة في مستشفيات متعددة بعدة ولايات برازيلية، تحدثت إليهم «سي إن إن».
وأظهرت بيانات لوزارة الصحة البرازيلية أنه، على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، شكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و59 عاماً نحو 27 في المائة من وفيات كورونا، بزيادة قدرها 7 في المائة عن أرقام ما قبل ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي.
وأشارت البيانات أيضاً إلى أن نسبة الوفيات لمن هم في سن 60 عاماً أو أكثر انخفضت بنسبة 7 في المائة خلال الفترة الزمنية ذاتها.
وقال مسؤولو الصحة في ولاية ساو باولو، وهي الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البرازيل، في وقت سابق من هذا الشهر، إن نسبة 60 في المائة من مرضى «كورونا» الأصغر سناً يحتاجون إلى أسرة داخل العناية المركزة، وهو رقم أعلى بكثير من ذلك المسجل في الفترات السابقة من الوباء.
وأوضح المسؤولون أن السبب في هذه الزيادة في كل من المرض والوفاة بين الشباب قد يرجع إلى ظهور متغيرات للفيروس في البرازيل.
ووفقاً لما ذكرته دراسة حديثة، يعد متغير «كورونا» المعروف باسم «P.1»، والذي يقول العلماء إنه نشأ في البرازيل، أكثر قابلية للانتقال بمعدل 2.2 مرة.
ويعتقد الباحثون وجود علاقة بين هذا المتغير وبين التحول الذي حدث في التركيبة السكانية للمرضى.
كما أشار المسؤولون الطبيون إلى أن هناك سبباً آخر قد يفسر هذه الزيادة، وهو زيادة الاحتفالات بالعام الجديد، وزيادة المناسبات الاحتفالية بشكل عام مقارنة بالعام الماضي، حيث يشارك عادة الشباب في هذه الاحتفالات أكثر من غيرهم.
ورغم أن برنامج طرح اللقاحات في البرازيل يعاني من تحديات، فإنه يمضي قدماً ببطء مع اعتبار كبار السن كأولوية. ويقول الخبراء إنه كلما حصل كبار السن على التطعيم، كان عدد الحالات والوفيات أكثر ميلاً تجاه فئة الشباب.
وتجاوزت الحصيلة الإجمالية لضحايا «كورونا» في البرازيل عتبة الـ300 ألف وفاة، في ثاني أعلى حصيلة إجمالية في العالم بعد الولايات المتحدة، فيما وصل إجمالي عدد المصابين إلى 12.2 مليون مصاب.
لماذا يصيب «كورونا» عدداً كبيراً من الشباب بالبرازيل؟
لماذا يصيب «كورونا» عدداً كبيراً من الشباب بالبرازيل؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة