الحكومة الموازية في شرق ليبيا تسلم سلطاتها للحكومة الجديدة

كوبيش يبحث مع المنفي الإسراع في تنفيذ خريطة الطريق

دبيبة خلال لقائه عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات في طرابلس أمس (المفوضية)
دبيبة خلال لقائه عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات في طرابلس أمس (المفوضية)
TT
20

الحكومة الموازية في شرق ليبيا تسلم سلطاتها للحكومة الجديدة

دبيبة خلال لقائه عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات في طرابلس أمس (المفوضية)
دبيبة خلال لقائه عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات في طرابلس أمس (المفوضية)

وسط مطالب أميركية وغربية بضرورة إخراج القوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا، أحكمت حكومة «الوحدة الوطنية»، برئاسة عبد الحميد دبيبة، قبضتها الإدارية على مقاليد الأمور، بعدما تسلمت أمس السلطة من الحكومة المؤقتة بشرق البلاد، في مراسم غاب عنها دبيبة، بينما يعتزم محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي زيارة القاهرة، عقب انتهاء زيارة بدأها إلى باريس أمس.
ولم يقدم دبيبة تفسيرا لتغيبه عن مراسم إجراءات التسليم والتسلم مع الحكومة المؤقتة، برئاسة عبد الله الثني، في مدينة بنغازي، والتي أتمها نيابة عنه نائبه حسين القطراني، الذي ترأس وفداً من حكومة «الوحدة»، ضم ثمانية من وزرائها، كما امتنع محمد حمودة المتحدث باسم دبيبة عن التعليق.
وهذه هي المرة الثانية، التي يتجاهل فيها دبيبة زيارة المدينة، علما بأنه لم يجتمع مع المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني».
وبهذه المناسبة، أكد القطراني، الذي وصل في وقت سابق إلى بنغازي، انتهاء مرحلة الانقسام خلال اجتماع بمقر الحكومة المؤقتة، وأوضح أن حكومة «الوحدة» وجدت لتخدم المواطنين كافة، وفي مختلف ربوع الوطن، مشيداً بما قدمه الثني ووزراؤه خلال السنوات الماضية من مجهودات في سبيل البلاد.
في المقابل، أكد دبيبة لدى اجتماعه أمس في طرابلس مع عماد السائح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، دعمه الكامل لها حتى تتمكن من إجراء الانتخابات في موعدها نهاية هذا العام، مشدداً على ضرورة التواصل مع المعنيين بالإطار الدستوري للوصول إلى الحلول القانونية المناسبة، لتتمكن المفوضية من إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة.
وقال دبيبة في بيان إنه بحث احتياجات المفوضية، وآلية استعدادها لانتخابات ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بالإضافة إلى مدى إمكانية الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور. مجددا تأكيده على إجراء الانتخابات الليبية في موعدها نهاية العام الجاري.
في غضون ذلك، بحث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة المنظمة الدولية للدعم في ليبيا، يان كوبيش، مع مسؤولين ليبيين أمس الإسراع في تنفيذ خريطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، بما في ذلك حشد الدعم والموارد المطلوبة لإجراء الانتخابات الوطنية في ديسمبر المقبل. ووصل كوبيش إلى طرابلس أول من أمس لمواصلة لقاءاته مع حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، ومختلف الجهات الفاعلة الليبية، وفقا لبيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس، تلقته وكالة الأنباء الألمانية.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائباه عبد الله اللافي وموسى الكوني خلال لقائهم أمس بكوبيش على التزامهم بتنفيذ خريطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، بما في ذلك تعزيز عملية المصالحة الوطنية الشاملة، وتوحيد المؤسسات السيادية، وإجراء الانتخابات. كما تطرق الاجتماع مع رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى ضرورة تسريع التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك إخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، وتوحيد المؤسسات الأمنية. كما أكد رئيس المجلس ونائباه على ضرورة قيام مجلس النواب بتسريع عملية تعيين المناصب القيادية للمؤسسات السيادية.
ومن جهته، هنأ المبعوث الخاص الرئيس ونائبيه على مباشرة عملهم بشكل رسمي، مشيداً بالتزامهم بخريطة الطريق، التي اعتمدها ملتقى الحوار السياسي الليبي. كما أكد على التوجه الموحد من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم الشعب الليبي، والقيادة الجديدة للبلاد لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها في الإطار الزمني، الذي حدده الملتقى.
كما التقى المبعوث الخاص برئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، وهنأه على تصويت مجلس النواب التاريخي لمنح حكومته الثقة، والتسلم السلس للسلطة من حكومة الوفاق الوطني، وبحث معه سبل الإسراع في تنفيذ خريطة الطريق، وأطلعه على نتائج زياراته للعديد من العواصم الأوروبية والإقليمية. بالإضافة إلى تواصله مع عدد من الأطراف المعنية بالشأن الليبي دولياً وإقليمياً. وطمأن رئيس الوزراء بإجماع المجتمع الدولي على دعم حكومته لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية، وحقوق الإنسان والتنمية في البلاد.
كما التقى المبعوث الخاص أيضا وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، التي شددت على الحاجة إلى نهج أكثر تنسيقاً لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع في ليبيا، بهدف إطلاق عملية شاملة وواقعية للمصالحة الوطنية والعدالة التصالحية.
ومن المقرر أن يطلع كوبيش أعضاء ملتقى الحوار السياسي، في اجتماعي افتراضي، سيعقد الجمعة المقبل، على إحاطته التي سيقدمها لاحقا إلى مجلس الأمن الدولي. كما سيبحث الاجتماع، وفقا لبيان أصدرته البعثة، آخر التطورات السياسية في ليبيا، وسبل المضي قدما في تنفيذ خريطة الطريق.
في سياق ذلك، بحث أوليفر أوفتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا لدى اجتماعه مساء أول من أمس مع عبد الله اللافي، النائب الثاني للمنفي، انسحاب القوات الأجنبية عن الأراضي الليبية، وإعادة توحيد المؤسسات، بالإضافة إلى توفير المناخ المناسب لإجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر.
وقالت وكالة الأنباء الليبية بطرابلس إن اللقاء تطرق لملف التعاون بين البلدين، في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية، وإمكانية عودة الشركات الألمانية إلى ليبيا، لاستئناف أعمالها المتوقفة منذ عام 2011.



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.