«حرب الأناناس»... أحدث جبهات الخلاف بين تايوان والصين

تايبيه عدت الفاكهة «أقوى من الطائرات المقاتلة»

مسؤولون من بنك الزراعة التايواني يعقدون مؤتمراً صحفياً للترويج للأناناس المحلي (أ.ف.ب)
مسؤولون من بنك الزراعة التايواني يعقدون مؤتمراً صحفياً للترويج للأناناس المحلي (أ.ف.ب)
TT

«حرب الأناناس»... أحدث جبهات الخلاف بين تايوان والصين

مسؤولون من بنك الزراعة التايواني يعقدون مؤتمراً صحفياً للترويج للأناناس المحلي (أ.ف.ب)
مسؤولون من بنك الزراعة التايواني يعقدون مؤتمراً صحفياً للترويج للأناناس المحلي (أ.ف.ب)

حظرت الصين في الشهر الماضي استيراد الأناناس التايواني، مشيرة إلى «الكائنات الضارة» التي يمكن أن تؤثر على محاصيلها.
وأثارت هذه الخطوة غضب قادة تايوان الذين أكدوا أنها لا ترتبط بالحشرات، وبدلاً من ذلك كانت مثالاً على تكثيف الصين للضغط السياسي على الجزيرة التي تعتبرها بكين مقاطعة صينية، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ردا على ذلك، سعى قادة تايوان للبحث عن عملاء جدد في الخارج، وطلبوا من السكان المحليين تناول ما لم يعد المستهلكون الصينيون قادرين عليه.
وصرح نائب رئيسة تايوان لاي تشينغ تي في تغريدة على «تويتر»: «الأناناس التايواني أقوى من الطائرات المقاتلة... لا يمكن للضغوط الجيوسياسية أن تؤثر على طعم هذه الفاكهة اللذيذة».
وفقًا لمجلس الزراعة التايواني، تنتج الجزيرة 420 ألف طن من الأناناس سنويًا، قامت بتصدير ما يزيد قليلاً عن 10 في المائة من هذه الكمية العام الماضي، معظمها إلى الصين.
بدون مبيعات البر الرئيسي، يواجه المزارعون التايوانيون تخمة محتملة في الأناناس، ومعها خطر انخفاض الأسعار.
* «أناناس الحرية»
أطلقت رئيسة تايوان تساي إنغ وين «تحدي الأناناس» على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف دفع المستهلكين التايوانيين إلى شراء المزيد من الفاكهة.

https://twitter.com/iingwen/status/1365253680606289921?s=20

واستخدم وزير الخارجية التايواني جوزيف وو حساب وزارته على «توتير» بهدف حث «الأصدقاء المتشابهين في التفكير بجميع أنحاء العالم للوقوف مع تايوان ودعم حملة (فريدوم باين آبل) أي أناناس الحرية».
وكانت سفارتا الولايات المتحدة وكندا في تايوان سعيدتين بهذه الحملة.
ونشر المعهد الأميركي في تايوان عددًا من الصور على صفحته على «فيسبوك»، من بينها صورة لمديره برنت كريستنسن مع الأناناس على مكتبه.
ونشر المكتب التجاري الكندي في تايبيه صورة للموظفين مع بيتزا تحتوي على الأناناس.
وقالت تساي إن المستهلكين اليابانيين ربما يكونون قد أحدثوا الفارق الأكبر، حيث جاءت طلبات شراء 5 آلاف طن من هناك.

https://twitter.com/iingwen/status/1372026361993334785?s=20

وفي غضون أيام قليلة، أدت حملة الحكومة التايوانية إلى طلبات كافية لتغطية كمية الأناناس التي كان سيتم تصديرها إلى الصين. ولا يزال 90 في المائة من مزارعي الأناناس يبيعون الفاكهة محليًا.
وأصبح يانغ يوفان، أحد مزارعي الأناناس العضوي الشهير من جنوب تايوان، معروفًا باسم «أمير الأناناس».
وقال لـ«بي بي سي» إنه في السنوات الأخيرة انجذب المزارعون التايوانيون إلى السوق الصينية، لأن عمليات التفتيش كانت أسهل وأسرع من الأسواق الأخرى مثل اليابان.
لكنه أشار إلى إن قطاع الزراعة في تايوان بحاجة إلى التنويع لأن الكثير من صادراته تذهب إلى البر الرئيسي للصين.

*الآفات والأمراض
تصر الصين على حظر الأناناس لأن سلطات الجمارك اكتشفت مرارا وجود آفات في الفاكهة القادمة من تايوان.
ووصف ما شياو قوانغ المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة ذلك بأنه إجراء احترازي عادي للسلامة البيولوجية.
ومع ذلك، اتهمت الصين على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية باستخدام سياسات تجارية غامضة ومبهمة لمعاقبة منافسيها ومعارضيها.
يشعر المنتجون الزراعيون الأستراليون على وجه الخصوص بالقلق من تعرض منتجاتهم لحظر غير رسمي أو معايير جديدة غير معقولة، كعقاب على سياسات الحكومة الأسترالية.
وترفض تساي بشكل قاطع مزاعم الصين، مشيرة إلى أن 99.97 في المائة من دفعات الأناناس المستوردة اجتازت الاختبارات اللازمة.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».