كيف فشل وايدلر في مساعدة أصحاب الصفقات الباهظة على تقديم أفضل ما لديهم؟

المدرب حقق نجاحاً استثنائياً بلاعبين ضمهم بمبالغ زهيدة على مدار 5 سنوات

كريس وايلدر الذي أحب شيفيلد يونايتد منذ طفولته استقال قبل أن يقال (أ.ب)
كريس وايلدر الذي أحب شيفيلد يونايتد منذ طفولته استقال قبل أن يقال (أ.ب)
TT

كيف فشل وايدلر في مساعدة أصحاب الصفقات الباهظة على تقديم أفضل ما لديهم؟

كريس وايلدر الذي أحب شيفيلد يونايتد منذ طفولته استقال قبل أن يقال (أ.ب)
كريس وايلدر الذي أحب شيفيلد يونايتد منذ طفولته استقال قبل أن يقال (أ.ب)

تكمن المفارقة في إقالة كريس وايلدر من القيادة الفنية لشيفيلد يونايتد في أنها جاءت بسبب فشله في مساعدة الصفقات التي عقدها النادي بمبالغ مالية كبيرة في تقديم أفضل ما لديها داخل الملعب هذا الموسم. وخلال ما يقرب من خمس سنوات كمدير فني لشيفيلد يونايتد، حقق وايلدر نجاحاً استثنائياً ومثيراً للإعجاب عن طريق إعادة تأهيل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم بمبالغ زهيدة بعد فشلهم في أماكن أخرى، وإعادة توظيفهم للعب من أجل مصلحة الفريق.
لقد قاد وايلدر شيفيلد يونايتد للترقي من دوري الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى، ثم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بميزانية محدودة. لكن بعد أن عقد النادي صفقات بمبالغ قياسية هذا الموسم، تراجع الأداء بشكل واضح وزادت التوترات. والآن رحل وايلدر، على أن يتولى المدير الفني لفريق الشباب بالنادي تحت 23 عاماً، بول هيكينغبوتوم، القيادة الفنية للفريق حتى نهاية الموسم.
ورأى البعض في إدارة فريق شيفيلد يونايتد أنه لن يكون هناك أفضل من وايلدر لقيادة الفريق للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى في حال هبوطه بنهاية الموسم الجاري. لكن كان هناك اختلاف كبير للغاية بين آراء وايلدر وغالبية أعضاء مجلس إدارة النادي فيما يتعلق بالخطط المستقبلية للفريق. وكان هذا واضحاً بالفعل خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية عندما لم يتم تزويد وايلدر بالمزيد من الأموال لمعالجة نقاط الضعف الواضحة، وفي ظل وجود فرص - وإن كانت محدودة - لبقاء الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكانت أكثر أوجه القصور وضوحا في الخط الأمامي. لقد سجل ديفيد ماكغولدريك، الذي تعاقد معه النادي بمقابل مادي زهيد قبل ثلاث سنوات، ستة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لكن دوره الأساسي هو الربط بين خطي الوسط والهجوم. أما اللاعبون الذين تعاقد معهم النادي بأموال طائلة فسجلوا عددا أقل من الأهداف، أو لم يسجلوا على الإطلاق. فلم يسجل أولي ماكبيرني، الذي ضمه شيفيلد يونايتد من سوانزي سيتي الموسم الماضي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، سوى هدف وحيد هذا الموسم، في حين لم يسجل ريان بروستر، الذي تعاقد معه الفريق من ليفربول الصيف الماضي مقابل 23.5 مليون جنيه إسترليني، أي هدف. وينطبق نفس الأمر أيضا على المهاجمين الآخرين مثل أولي بيرك، وليز موسيت، والمخضرم بيلي شارب، الذين لم يسجلوا أي هدف هذا الموسم.
من المفهوم أن مجلس إدرة النادي حريص على تعيين مدير لكرة القدم للمساعدة في تحسين عملية التعاقدات الجديدة، وهي الفكرة التي كان يعارضها وايلدر. وكانت هناك أيضاً نقاشات حول هيكل الأجور، حيث يعد متوسط أجور لاعبي شيفيلد يونايتد الأقل بين جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. رغم تطور أداء آرون رامسدال، حارس المرمى الذي ضمه الفريق مقابل 18.5 مليون جنيه إسترليني من بورنموث الصيف الماضي بعد عودة دين هندرسون إلى مانشستر يونايتد، فإن معظم التعاقدات الكبيرة التي أبرمها النادي في الآونة الأخيرة لم تقدم المستويات المتوقعة حتى الآن. وما زاد الأمر سوءا هو أن النادي يواجه حظا غريبا. ورغم أن معظم الأندية تعاني من الإصابات بشكل واضح هذا الموسم، فإن شيفيلد يونايتد قد عانى أكثر من الآخرين، حيث تلقى الفريق ضربة موجعة بإصابة نجمه جاك أوكونيل في الركبة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهي الإصابة التي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم الجاري.
ويمكن القول إن غياب أوكونيل كان مؤثرا بالسلب على أداء شيفيلد يونايتد أكثر من غياب المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك عن ليفربول. فلم يقتصر الأمر على التراجع الواضح في خط دفاع شيفيلد يونايتد، لكنه أدى إلى إحداث حالة من الخلل وعدم التوازن في الفريق، وهو ما أدى إلى إضعاف خط الهجوم بشكل واضح، وخاصة من ناحية اليسار. لقد كان وايلدر يلعب بطريقة جديدة تماما، وكان أوكونيل - الذي كان يلعب في قلب الدفاع ناحية اليسار ويتقدم للأمام - يلعب دورا أساسيا في هذه الطريقة، ولم يتمكن أي لاعب آخر بعد غيابه من القيام بهذا الدور، رغم أن الكثيرين حاولوا القيام بذلك، لكن دون جدوى.
ومنذ الشهر الماضي، يغيب المدافعون الثلاثة الأساسيون عن نادي شيفيلد يونايتد، حيث انضم جون إيغان وكريس باشام إلى أوكونيل في قائمة المصابين. وكان هذا الثلاثي من بين أقوى خطوط الدفاع في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، لكن من المرجح أن يلعب باشام مرة أخرى مع الفريق قبل هبوطه المحتمل لدوري الدرجة الأولى. وكان ساندر بيرج، الذي تعاقد معه شيفيلد يونايتد من جينك البلجيكي مقابل 22 مليون جنيه إسترليني في منتصف الموسم الماضي، يقدم مستويات جيدة، لكنه تعرض هو الآخر للإصابة ويغيب عن الملاعب منذ المباراة التي خسرها الفريق أمام مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدفين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن شيفيلد يونايتد خسر خمس عشرة مرة من أصل 23 هزيمة في الدوري هذا الموسم بهدف واحد، وبالتالي فإن الفارق بينه وبين الأندية التي يُهزم أمامها ليس بالفجوة الهائلة التي تبدو من المركز الذي يحتله الفريق في جدول الترتيب. في الحقيقة، لم يكن الفريق سيئا للغاية، لكنه في نفس الوقت لم يكن جيدا بما يكفي وكان يعاني من العديد من المشكلات، وبالتالي أدت خسارته في العديد من المباريات بفارق بسيط إلى توسيع الهوة بينه وبين الأندية الأخرى.
ويعتقد الكثيرون في النادي أن الغياب الآخر الذي أثر عليهم أسوأ من أي غياب آخر هو غياب الجماهير. وقال ماكغولدريك الأسبوع الماضي إنه بينما يمكن لأفضل اللاعبين أن يتألقوا حتى عندما لا يراقبهم أحد، فإن اللعب دون جمهور يعيق «الأشخاص مثلنا الذين يحتاجون إلى هذا الحافز الإضافي في مبارياتهم». ربما يكون هذا صحيحا. وربما كان القدر رحيما بوايلدر، الذي يشجع شيفيلد يونايتد منذ أن كان طفلا صغيرا وحقق نجاحات استثنائية مع الفريق كمدير فني، حتى لا يسمع انتقادات له من جمهور ناديه بعد تراجع الأداء والنتائج بهذا الشكل. وعلى مستوى مجلس إدارة النادي، ربما لم يعد لدى وايلدر من يؤيده، لكن جماهير النادي ستظل تحبه دائما بسبب أداء الفريق في المباريات التي شاهدوها قبل أن تنهار الأمور هذا الموسم.


مقالات ذات صلة

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: لن أدرب فريقاً أخر بعد مانشستر سيتي

أعلن الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، أنه لن يدرب فريقا آخر بعد انتهاء عقده الحالي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية كريستيان روميرو (رويترز)

روميرو ينتقد سياسة توتنهام في بيع لاعبي الفريق

انتقد كريستيان روميرو مدافع فريق توتنهام إدارة ناديه بسبب بيع أفضل اللاعبين وعدم استثمار هذه العائدات بشكل صحيح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المباراة الأولى ليونايتد ستقام في فبراير من العام المقبل ضد كريستال بالاس (رويترز)

«البريميرليغ» يجري تعديلات على جدولة مباريات مانشستر يونايتد

أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم عن بعض التعديلات على مواعيد وتوقيتات مباريات المسابقة خلال شهر فبراير (شباط) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.