الأردن: «كورونا» يعيد عقارب الساعة إلى الوراء

زيادة ساعات الحظر الشامل وتخفيض ساعات عمل الموظفين

مصلون في يوم الجمعة يخضعون لفحص حرارتهم قبل دخولهم الجامع في عمان فبراير الماضي (رويترز)
مصلون في يوم الجمعة يخضعون لفحص حرارتهم قبل دخولهم الجامع في عمان فبراير الماضي (رويترز)
TT
20

الأردن: «كورونا» يعيد عقارب الساعة إلى الوراء

مصلون في يوم الجمعة يخضعون لفحص حرارتهم قبل دخولهم الجامع في عمان فبراير الماضي (رويترز)
مصلون في يوم الجمعة يخضعون لفحص حرارتهم قبل دخولهم الجامع في عمان فبراير الماضي (رويترز)

عادت قرارات الحظر الشامل في الأردن وتقييد الحركة على المواطنين، وتعطيل التعليم، وإغلاق القطاعات لتفرض نفسها مجددا، بعد تسجيل أرقام وفيات وإصابات غير مسبوقة بفيروس كورونا المستجد في البلاد، وسط مخاوف رسمية من «فقدان السيطرة» مع الوصول للذروة خلال مارس (آذار) الحالي.
وفيما اتخذت الحكومة الأردنية قرارات احترازية بتعليق التعليم الوجاهي في المدارس والجامعات، تقترب الحكومة من اتخاذ قرار زيادة ساعات الحظر الشامل لتبدأ من الساعة السادسة مساء للمنشآت والساعة السابعة للأفراد، وتقليص السعة المقعدية لوسائط النقل العام، وإغلاق المساجد والكنائس، وتخفيض ساعات عمل الموظفين في القطاع العام، واستباقا لشهر رمضان واحتمالات تسجيل مخالفات اجتماعية واسعة خلال فترة الإفطارات.
وفي الوقت الذي تعود فيه بلاغات الدفاع لتقييد الحركة، استغرب مراقبون الصمت الحكومي حول فرص توفر اللقاحات خلال شهر مارس (آذار) الحالي، بعد وعود رسمية بتوفير مليوني لقاح والتعاقد مع الشركات الموردة، لتظل السلطات الصحية تشتكي من ضعف تسجيل المواطنين على المنصة الخاصة بإعطاء المطعوم، التي يقترب عدد المسجلين عليها من نصف مليون مواطن ومقيم، لم يحصل على اللقاح منهم سوى 60 ألف فقط، بحسب تصريحات رسمية.
وبعد عام تقريبا من قرارات الحظر الشامل وتعطيل المدارس والجامعات وإغلاق القطاعات الاقتصادية، عادت الحكومة الحالية للقرارات المشددة، على وقع تقصير واضح في إدارة الملف الصحي، وتضارب التصريحات بين وزير الصحة ولجنة الأوبئة، ولجنة تقييم الوضع الوبائي، الأمر الذي تسبب بإرباكات واضحة اشتكت منها القطاعات الاقتصادية، ما دفع النائب خليل عطية إلى تحويل سؤاله النيابي حول كلفة الحظر الشامل لأيام الجمعة من كل أسبوع إلى استجواب، وذلك خلال جلسة رقابية لمجلس النواب الأردني عقدت أمس الأربعاء.
وفي الجلسة نفسها أمطر نواب وزير الصحة الأردني نذير عبيدات بأسئلة رقابية، قدم خلالها إجابات حول شروط الشركات المصنعة للقاحات، وفرص توفرها في وقت قريب خلال شهري آذار وأبريل (نيسان)، وفي تصريحات جانبية حذّر الوزير من خروج الأمور عن السيطرة في حال بقيت الأمور على ما هي عليه من ضعف الالتزام بإجراءات الوقائية وعدم التزام مستشفيات القطاع الخاص باستقبال إصابات فيروس كورونا.
وفي السياق وخلال مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الألماني هايكو ماس أمس الأربعاء في عمان، كشف الأخير أن الأردن سيتم تزويده بـ240 ألف جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في مدة أقصاها نهاية مايو (أيار) المقبل، مشيرا إلى أن الأردن طلب مليوني جرعة من اللقاح. وأشاد الوزير الألماني ماس بدور الأردن بتقديم اللقاح للاجئين، وقال إن «الأردن من أوائل البلدان التي أشركت اللاجئين السوريين في حملة التطعيم، ونتمنى من الدول الأخرى أن تقوم بذلك».
وسجل الأردن أعلى إحصائية لوفيات فيروس كورونا المستجد بواقع 60 وفاة أمس الأربعاء، فيما انخفض عدد الإصابات إلى 6649، أمام انخفاض نسبة الفحوصات الإيجابية إلى 14.93 في المائة، بعد إجراء 44.530، وذلك أمام تسجيل نحو 15 ألف إصابة خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في حصيلة محلية مقلقة.


مقالات ذات صلة

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.