محاولة استهداف «رأس تنورة» قد يفتح الباب أمام «الصراعات المفتوحة»

دول المنطقة وشركاؤها مطالبون بتطوير مفهوم الأمن الإقليمي في ظل التهديدات المتكررة

محاولة استهداف «رأس تنورة» قد يفتح الباب أمام «الصراعات المفتوحة»
TT

محاولة استهداف «رأس تنورة» قد يفتح الباب أمام «الصراعات المفتوحة»

محاولة استهداف «رأس تنورة» قد يفتح الباب أمام «الصراعات المفتوحة»

لم تغير التحالفات والتكتلات البحرية بين العديد من الدول من الاعتداءات والاستهدافات الإرهابية في المنطقة، حيث تتواصل بعض الاعتداءات باستهداف الاقتصاد العالمي، والتي تقف خلفها دول إقليمية.
محاولة الاستهداف الأخيرة لميناء رأس تنورة في المنطقة الشرقية بالسعودية ليست الأولى من نوعها، حيث اعتادت بعض الدول والميليشيات المدعومة من بعض الدول، زيادة التهديدات في الممرات البحرية والتأثير على الاقتصاد العالمي، مما يرفع الحاجة لتأمين وتعزيز الأمن البحري في المنطقة، حيث تتعرض المنطقة بشكل مستمر لتهديدات متصاعدة تمس الأمن البحري عبر استهداف واحتجاز ومضايقات للسفن التجارية والتهديد بإغلاق المضايق واستخدام الزوارق المفخخة من قبل الميليشيات المسلحة، وتهريب الأسلحة والتهديد بالصواريخ الساحلية لحركة الملاحة البحرية، ما يعود بالضرر على حركة التجارة العالمية.
- تجدد الاستهداف
الأحد الماضي، عادت المحاولات الإرهابية باستهداف معامل النفط في السعودية، حيث فشلت محاولة إرهابية في استهداف ميناء رأس تنورة والحي السكني بمدينة الظهران (شرق السعودية).
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، أن «إحدى ساحات الخزانات البترولية، في ميناء رأس تنورة، في المنطقة الشرقية، الذي يُعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم، قد تعرضت، صباح الأحد، لهجوم بطائرة مسيرة دون طيار، قادمة من جهة البحر»، مشيراً إلى محاولة متعمدة أخرى للاعتداء على مرافق شركة أرامكو السعودية؛ حيث سقطت، مساء الأحد، شظايا صاروخ باليستي بالقرب من الحي السكني التابع للشركة في مدينة الظهران، الذي يسكنه آلاف من موظفي الشركة وعائلاتهم، من جنسيات مختلفة. وأكد المصدر أنه لم تنتج عن محاولات الاستهداف أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات، لافتاً إلى أن السعودية تؤكّد أن هذه الاعتداءات التخريبية تُعدّ انتهاكاً سافرا لجميع القوانين والأعراف الدولية، وأنها بقدر استهدافها الغادر والجبان للمملكة تستهدف، بدرجة أكبر، الاقتصاد العالمي.
- قبل ذلك… بقيق وخريص
ليست محاولة الاستهداف هذه هي الأولى، رغم فشلها، حيث سبقها العديد من المحاولات في معامل نفط مختلفة، وكان من أبرزها معامل (بقيق وخريص)، التي تعرضت لاستهدافات في سبتمبر (أيلول) 2019 عبر 25 صاروخ كروز وطائرات مسيّرة، التي كان لها تأثير على الاقتصاد العالمي وإنتاج الشركة من النفط والغاز.
وكان الاستهداف الإرهابي على معمل خريص الواقع على بعد 150 كيلومتراً إلى شرق العاصمة الرياض، أدى إلى توقف إنتاج مليون ومائتي ألف برميل، حيث كان الاستهداف بأربع طائرات دون طيار «درون»، مما تسبب في نشوب حريق امتد لقرابة الـ5 ساعات في المعمل، وتعاملت معه فرق الإطفاء سريعاً، كما تم إخلاء 110 مقاولين ولم يتم تسجيل حالات وفاة أو إصابات.
كما تعرض ثاني أضخم معمل نفطي في العالم (بقيق)، إلى العدد الأكثر من الاستهدافات بـ18 ضربة، أدت إلى توقف العمل في عدد من الخطوط والخزانات، حيث يعمل في المنشأة التي تعرضت للنصيب الأكبر من التدمير في فترة العمل الواحد ما يتجاوز 6 آلاف موظف.
- دور إيران
وحول المستفيد من تكرار الاعتداءات والتهديدات لمعامل النفط في السعودية، يرى الكاتب والباحث السياسي عبد الله الجنيد، أن المستفيد من اعتداءات أول من أمس التي استهدفت رأس تنورة، هي إيران. ويقول الجنيد: «يجب أن يقرأ سياسيا على أنه تحضير أو تسخين لجولة المباحثات القادمة حول برنامجها النووي، فطهران تعمد من خلال هذه الهجمات إلى التصعيد لحد فرض مواجهة مباشرة بينها والسعودية، وبذلك تتحول إلى أزمة إقليمية كبرى، ستفرض تدخل مجلس الأمن، وكذلك سيكون حال ملفها النووي». ويضيف الجنيد في إجابة على سؤال «الشرق الأوسط»، أن هذه الاعتداءات المتكررة تمثل أداة ضغط مباشر على مجموعة 5+1 أي الأطراف التي توصلت للاتفاق النووي مع إيران في العام 2015، مشيراً إلى أن هذه الأطراف، الكل حسب مصالحه، يرى في العودة إلى الاتفاق الحل الأنسب للمنطقة، حتى وإن كان ذلك على حساب مصالح حلفائهم الآخرين (دول الخليج العربية وإسرائيل)، مضيفاً «لذلك على هذه الكتلة المتكافلة عبر المواثيق الإبراهيمية أن تعبر عن موقف سياسي مشترك، من سلوك إيران غير المسؤول وتهديدها المباشر لأمن المنطقة».
- تحالفات وتكتلات
اليوم، أصبح من الضروري أن تتطور الإمكانيات والقدرات الدفاعية بشكل أكبر لتأمين الممرات والمضائق المائية، حيث لم يعد التهديد يخص عدداً من الدول، وإنما يمس كل دول العالم، بسبب حركة سلع استراتيجية وأساسية ومهمة.
والعديد من الدول حول العالم، يرتبط اقتصادها بشكل مهم بحركة التجارة في مياه الخليج، وذلك ما عزز تشكل تحالفات دولية لتأمين الممرات والملاحة المائية في الخليج، ومنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمراقبة مياه الخليج العربي، والتحالف الأوروبي لقيادة تحالف بحري لمراقبة التحركات في مياه الخليج، إضافة إلى سفينة يابانية كانت أرسلت إلى المنطقة لجمع المعلومات، بعد لقاء جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، مطلع العام 2020، حيث أُعلن بعد هذا الاجتماع عن قرار إرسال قوة الدفاع الذاتي إلى منطقة الشرق الأوسط والتي تتألف من سفينة تهدف إلى جمع المعلومات فقط، لضمان سلامة وأمن الملاحة في المنطقة.
ويؤكد الكاتب والباحث السياسي، الجنيد، في إجابة على الدور المناط للتحالفات الدولية العسكرية في مكافحة الإرهاب، أن المجتمع الدولي الآن مشغول بأكثر من ملف استراتيجي، وأن مكافحة جائحة (كوفيد - 19) هو الأولوية الأولى، لذلك يتطلع المجتمع الدولي أن تكون للمنظمات الدولية، القارية والإقليمية أدوار متقدمة في إدارة أزماتها، قائلاً: «لذلك يتوجب على دول الشرق الأوسط تطوير مفهومها الخاص بالأمن الإقليمي، وأن يكون خارج إطار مفهوم الدول الكبرى والتي تقدم مصالحها على مقتضيات أمن المنطقة»، مضيفاً أنه يجب على دول المنطقة أن تتحمل مسؤولياتها الأمنية المباشرة، ومن الخطأ افتراض أن تحالفات الأمس ستصمد أمام التحولات الاستراتيجية الكبرى.
يذكر أن الولايات المتحدة توجد في مياه الخليج عبر الأسطول الخامس البحري، الذي يعمل مع دول الخليج على حماية وتأمين الملاحة البحرية، حيث ترتكز مهام الأسطول في البحر الأحمر والخليج العربي وبحر العرب وأجزاء من المحيط الهندي.
كذلك هناك تكتل عسكري تحت اسم «التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية» ويهدف لأمن وحماية الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وحماية مصالح الدول المشاركة في التحالف، بما يعزز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات.


مقالات ذات صلة

مركز الملك سلمان للإغاثة يقدم مساعدات عاجلة لمتضرري السيول في حضرموت

المشرق العربي عدد من سيارات الإسعاف المقدمة من الصين للقطاع الصحي في حضرموت شرق اليمن (سبأ)

مركز الملك سلمان للإغاثة يقدم مساعدات عاجلة لمتضرري السيول في حضرموت

بادر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من السيول والأمطار، الناتجة عن المنخفض الجوي الأخير.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي مساعدات غذائية مقدمة من الوكالة الأميركية للتنمية (USAID) بالتعاون مع اليونيسيف (الأمم المتحدة)

واشنطن توقع اتفاقية لدعم اليمن تنموياً لخمس سنوات

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية توقيع اتفاقية مساعدة لليمن في المجالات التنموية وتوفير احتياجاته الفورية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من زيارة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لمدينة الشحر ضمن زيارته لمحافظة حضرموت (الحكومة اليمنية)

لماذا يثير وجود الحكومة اليمنية في الداخل قلق الحوثيين؟

ضمن سلسلة جولات عديدة، زار رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك بشكل مفاجئ مؤسسة الكهرباء بمديرية المنصورة في عدن قبل يومين، وفي التوقيت نفسه كان رئيس…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي مدمرة غربية تتصدى لهجوم حوثي فوق البحر الأحمر (رويترز)

هجمات الحوثيين تتصاعد... وواشنطن تدمر 11 مسيّرة

أخذت الهجمات الحوثية البحرية في التصاعد هذا الأسبوع بالتزامن مع استمرار الضربات الاستباقية وعمليات التصدي التي تنفذها واشنطن وحلفاؤها في البحر الأحمر وخليج عدن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي عربة عسكرية حوثية محترقة يقول رواد مواقع التواصل الاجتماعي إنها تعرضت لهجوم في مدينة رداع (إكس)

توتر أمني وهجمات ضد الانقلابيين في رداع اليمنية

شهدت مدينة رداع اليمنية توترات أمنية، واشتباكات مع عناصر الجماعة الحوثية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من مقتل وإصابة ما لا يقل عن 16 شخصاً جراء تفجير منازلهم.

وضاح الجليل (عدن)

«المجمع الفقهي الإسلامي» يستنكر الإساءة لأتباع الأديان... ويؤكد حق المرأة في التعليم

«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
TT

«المجمع الفقهي الإسلامي» يستنكر الإساءة لأتباع الأديان... ويؤكد حق المرأة في التعليم

«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)

استنكر «المجمع الفقهي الإسلامي»، الإساءة لأتباع الأديان، والنيلَ من مقدساتهم المفضي إلى محاربة الإسلام والإساءة إلى نبيه الكريم. وأصدر خلال الدورة الثالثة والعشرين للمجمع التابع لرابطة العالم الإسلامي، التي استمرت لثلاثة أيام في الرياض، بمشاركة كبار علماء وفقهاء العالم الإسلامي ودول الأقليات، عدداً من البيانات والقرارات بخصوص مجموعة من القضايا والمستجدات بعد دراستها دراسةً وافيةً وشاملةً، وتداول الرأي حولها وفقاً لمنهجية علمية منضبطة على أيدي علماء وخبراء متخصّصين في مختلف المجالات.

الدكتور العيسى يشكر دعم السعودية ويثمِّن الجهود التي بذلها مفتو الأمة الإسلامية وكبار علمائها (واس)

وأصدر المجمع بياناً بشأن «الحكمة في الدعوة إلى الله وتأليف القلوب»، مبيِّناً أنَّ الحكمة في الدعوة إلى الله هي: «وضع الدعوة في موضعها، ودعوة كل أحد بحسب ما يليق بحاله ويناسبه، ويكون أقرب لحصول المقصود منه، وقد أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالالتزام بها في قوله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)».

واستنكر المجمع ما يصدر عن البعض من الإساءة لأتباع الأديان والنَّيل من مقدساتهم المفضي إلى محاربة الإسلام، والإساءة إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.

كما أصدَرَ «المجمع الفقهي الإسلامي» بياناً عن «حق تعليم المرأة في الإسلام»، أوضح فيه أنَّ الإسلام هو دين العلم والحضارة، حيث استُهِلَّتْ آيات القرآن في تنزُّلها بنداءٍ إلهيٍّ كريمٍ هو قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

وأكَّد المجمع في بيانه أنَّ الله أوجب على المسلمين التعلُّم بقدر طاقتهم وحاجتهم أفراداً ومجتمعات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»، وهو تكليفٌ يشمل الرجال والنساء.

المجمع أكد حق المرأة في التعليم وأوصى جميع المسلمين في أنحاء العالم بتمكين النساء من التعلُّم (واس)

وأوصى المجمع الفقهي في بيانه جميعَ المسلمين في أنحاء العالم بتمكين النساء من تعلُّم العلم النافع في مجالاته المتعددة، وعدم حرمانهنَّ من ذلك، حتى يؤدينَ دورهنَّ المنوط بهنَّ في خدمة مجتمعاتهنَّ وأوطانهنَّ.

وأصدر المجمع بياناً بشأن منح المسلمين خارج دول العالم الإسلامي إجازاتٍ في أيام الأعياد، ناشد فيه الحكومات والبرلمانات خارج دول العالم الإسلامي، العمل على منْح المسلمين المقيمين فيها إجازات في أيام عيدَي الفطر والأضحى؛ أسوة بما يتمتع به غير المسلمين في أعيادهم، وأكَّد المجمع أنَّ هذا المطلب إنساني وحقوقي؛ تحقيقاً لمفهوم المواطنة المتساوية التي تنعكس إيجاباً على مستقبل التعايُش الديني والوئام المجتمعي.

كما أصدر المجمع بياناً بشأن «المنصات الإلكترونية الرسمية الخيرية في المملكة العربية السعودية».

وأوصى المجمع في البيان المسلمين - المواطنين والمقيمين - بالمملكة بدفع زكواتهم وصدقاتهم إلى هذه المنصات الموثوقة التي تعلن عنها الدولة؛ لتصل إلى المستحقين لها، مؤكِّداً أنَّ التعامُل مع المنصات المذكورة من شأنه ضبط عمليات التبرع، والمحافظة على الأموال؛ حتى تصل إلى مستحقيها بصفة آمنة ورسمية.

ندد المجمع بحملات تشريع الشذوذ الجنسي وتسويغه... وطالب الدول بالتصدي لها (واس)

وفي بيانٍ عن «الشذوذ الجنسي»، أكَّد «المجمع الفقهي الإسلامي»، أنه يتابع - بألمٍ بالغٍ - الحملات التي تصدُر عن بعض الدول والكيانات والأفراد في تشريع الشذوذ الجنسي وتسويغه، ومحاولة فرض هذا التوجُّه على الشعوب والأمم، بزعمهم أن هذا الفعلَ مندرجٌ ضمن الحرية الشخصية للأفراد.

وأدان المجمع هذه الحملات المغرضة؛ لإشاعة هذه الجريمة المنكَرَة، التي تخالف الفطرة الإنسانية السويَّة، وتهدِم القيم الأخلاقية، وتُصادم التشريعات الإلهية لجميع الأنبياء والرسل عليهم السلام.

وأكَّد المجمع أنه من واجب الدول التصدي لهذه الظاهرة، ومحاربتها، وعدم إقرارها مهما كانت المبررات التي يُنادَى بها، داعياً القائمين على المؤسسات التربوية، ووسائل الإعلام، والمنصات الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى القيام بواجبهم في تحصين الناشئة من هذه الانحرافات الخطيرة.

وأشاد المجمع بمواقف الدول الإسلامية وغيرها المندِّدة بالشذوذ الجنسي، مناشداً دول العالم كافة ومنظماته، لا سيما الحقوقية منها، اتخاذ موقف مماثل لرفض هذه الدعوات الشائنة.

وأصدر المجمع بياناً بشأن «حكم التحوُّل الجنسي»، وبياناً بشأن «استخدام الذكاء الاصطناعي»، مبيِّناً أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فإن استُخدِم الاستخدامَ الصالح الذي فيه نفْع للبشرية بعيداً عن المحذورات الشرعية، فهو جائز شرعاً، وأما إن استُخدم للمفسدة، مثل تزوير الأصوات والصور، والخداع، وإلحاق الضرر بالغير ونحو ذلك من المفاسد الأخلاقية، فهو محرَّم شرعاً.

وإلى جانب هذه البيانات المهمة، أصدر «المجمع الفقهي الإسلامي» أيضاً عدداً من القرارات، وذلك بعد دراسة جملةٍ من القضايا والنوازل، دراسةً مستفيضةً لتوضيح الصورة الصحيحة لها قبل بيان الحكم الشرعي فيها، الذي سيكون نبراساً يَسترشِد به المسلمون حول العالم في تعاملاتهم.

عدد من علماء المسلمين الذين شاركوا في اجتماع «المجمع الفقهي الإسلامي» في الرياض (واس)

وشملت قراراتٍ بشأن «المتاجرة في العملات عبر الوسائل الحديثة بما في ذلك المنصات الإلكترونية»، و«إثبات رؤية الهلال عن طريق تقنية (كاميرا سي سي دي) »، وهي عبارة عن كاميرا متطورة تُرَكَّب على التلسكوب، وتُستخدم في التصوير الفلكي، وكذلك «تحميل الجاني تكاليف علاج المجني عليه».

كما أصدر قراراتٍ بشأن «تغيير شرط الواقف للمصلحة والتصرف فيما زاد من ريع الوقف»، و«حكم تكميم المعدة»، وهو إجراء طبي جراحي يتم من خلاله استئصال جزء من المعدة، أو تحويل مسار الطعام إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة، وكذلك «السفر إلى بلاد يَقْصُر فيها النهار لأجل الصوم بها»، وقضية «استثمار أوقاف الجهات الخيرية»، و«الحِيَل في عدم دفع الزكاة»، التي يُقصد بها إسقاط الزكاة أو تقليلها عن العبد بواسطة مشروعة في الأصل، و«استخدام الشاشات الضوئية في الصلاة والخطب»، إضافة إلى «الدفن في أماكن مخصصة للمسلمين في إطار السُّور العام للمقبرة غير الإسلامية».

ورفع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، نائب رئيس «المجمع الفقهي الإسلامي»، الدكتور محمد العيسى، الشكرَ على الحفاوة والتقدير الكبير لعلماء الأمة الإسلامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على ما قدما ويقدمان للإسلام والمسلمين، مثمِّناً الجهود التي بذلها مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها واللجنة العلمية والباحثون والخبراء، وما قدموه لإنجاح هذه الاجتماع الفقهي المهم.

يُذكر أنَّ «المجمع الفقهي الإسلامي» يُعنى ببيان الأحكام الشرعيَّة التي تُواجِه المسلمين من مشكلاتٍ ونوازل، وإبراز سعة وتميز الفقه الإسلامي وقدرته - على ضوء نصوصه وقواعد الشريعة - على التصدي للمستجدات الفقهية كافة.


قطر وبنغلاديش توقعان اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون في مجال العمل والنقل البحري

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
TT

قطر وبنغلاديش توقعان اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون في مجال العمل والنقل البحري

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)

وقّعت قطر وبنغلاديش اليوم الثلاثاء على حزمة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تتضمن اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار، والتعاون في المجال الرياضي، والعلمي، والقانوني.

وجاءت هذه الاتفاقيات ضمن زيارة أمير قطر إلى بنغلاديش، وهي المحطة الثانية في جولته الآسيوية التي شملت الفلبين، وتعقبها زيارة إلى نيبال.

وشهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد اليوم الثلاثاء مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين، حيث شهدا التوقيع على اتفاقية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي بين المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في دولة قطر وأكاديمية الخدمة الخارجية في بنغلاديش، ومذكرة تفاهم للتعاون في التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالي الرياضة والشباب، واتفاقية بشأن إزالة الازدواج الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، ومنع التهرب، والتجنب الضريبي، واتفاقية في المجال القانوني.

كما شهدا التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال العمل، واتفاقية النقل البحري، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين الشركة «القطرية لإدارة الموانئ» في دولة قطر وحكومة بنغلاديش، واتفاقية إنشاء مجلس أعمال مشترك قطري بنغلاديشي.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عقد اجتماعاً في مع الرئيس البنغلاديشي محمد شهاب الدين، بقصر بانغابهابان الرئاسي في العاصمة دكا اليوم.

وخلال الاجتماع جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين، وأوجه تعزيزها، والارتقاء بها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من المستجدات الإقليمية، والدولية.

فرص الاستثمار في بنغلاديش

ورحب لقمان حسين ميه، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الاستثمار في بنغلاديش، بالاستثمارات القطرية في بلاده، ودعا رجال الأعمال والمستثمرين القطريين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات المختلفة، والتي تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار دولار.

وقال لقمان ميه، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية: إن زيارة الشيخ تميم إلى بنغلاديش ستسهم في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين قدماً، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على الاقتصاد الناشئ والديناميكي في بنغلاديش، والفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد التي يقدر حجمها بنحو 100 مليار دولار.

وتابع: «الزيارة مهمة جداً بالنسبة لنا لتسليط الضوء على اقتصاد بنغلاديش للمستثمرين من قطر ومنطقة الشرق الأوسط كذلك، وفتح الباب لمزيد من الزيارات، واستكشاف الفرص الاقتصادية من قبل التجار والمستثمرين»، مؤكداً أن هيئة تنمية الاستثمار البنغلاديشية على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم اللازم.

وأشار لقمان حسين ميه إلى أن قطر وبنغلاديش تحرزان تقدماً بشأن تعزيز وترقية التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بينهما، ومن ذلك السعي لتوقيع مذكرة تفاهم لتأطير هذا التعاون، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية... وقال: «بمجرد التوقيع على المذكرة والاتفاقية، من المتوقع أن يتم إنشاء منصة لاستكشاف فرص جديدة للتجارة والاستثمار بين البلدين».

بينما أشار إلى أن حجم التجارة والاستثمار بين البلدين لا يزال دون المستوى المطلوب، رغم الفرص والعلاقات والصداقة القائمة بينهما، فقد أكد أن المناقشات والحوارات بين مسؤولي البلدين تحرز تقدماً نحو إقامة منصة دائمة للتعاون الاقتصادي، وخلق المزيد من الديناميكية في قطاعي التجارة والاستثمار.

وأشار إلى منتدى بنغلاديش للتجارة والاستثمار الذي عقد بالدوحة في مارس (آذار) 2023، خلال زيارة رئيسة وزراء بنغلاديش، والذي حظي باستجابة كبيرة وشهد حضور أكثر من 300 من التجار والمستثمرين القطريين... وقال: «حالياً تقوم هيئة تنمية الاستثمار البنغلاديشية بمتابعة نتائج المنتدى لجذب المزيد من الاستثمارات القطرية».


وزيرا دفاع السعودية وبريطانيا يبحثان تطورات المنطقة

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
TT

وزيرا دفاع السعودية وبريطانيا يبحثان تطورات المنطقة

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)

بحث الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي، الاثنين، مع نظيره البريطاني غرانت شابس، التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته، وناقشا الجهود المبذولة تجاه احتواء تلك التطورات، بما يحقق الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي.

واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير خالد بن سلمان من الوزير شابس، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومجالات التعاون الدفاعي المشتركة.


اتفاق خليجي - أوروبي على خفض التصعيد في المنطقة

صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)
صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)
TT

اتفاق خليجي - أوروبي على خفض التصعيد في المنطقة

صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)
صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)

جدّد مجلس التعاون الخليجي، الدعوة إلى مؤتمر دولي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية لمناقشة جميع الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وخلال المنتدى الخليجي الأوروبي رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي، في لوكسمبورغ، (الاثنين)، نوَّه جاسم البديوي أمين عام المجلس، بالظروف والتداعيات الخطيرة جداً التي أثرت على الاستقرار الإقليمي والدولي، ومن ذلك «استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية غير الإنسانية في غزة وانتهاكها لكل القوانين والأعراف والقيم الدولية والإنسانية، وقيامها بعمليات عسكرية في بعض الدول العربية المجاورة لها، منتهكةً بذلك سيادة هذه الدول، مروراً بالتصعيد الذي يحصل بشكل مستمر في منطقة البحر الأحمر، وانتهاء بالعمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران»، مطالباً في هذا الإطار جميع الأطراف بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتغليب الحكمة، لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، نسبةً للتصعيد العسكري الأخير الذي شهدته.

وشدد البديوي على الرفض القاطع لأي مبررات وذرائع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجدد المجلس إدانة دول الخليج استهداف الاحتلال الإسرائيلي المستمر والمتكرر للمنشآت المدنية والبنية التحتية في القطاع الفلسطيني، مؤكداً في الوقت ذاته على دعم المجلس لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه ورفض الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف لتشريد سكان غزة أو تهجيرهم.

وعرّج على أهمية الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالب في الوقت ذاته بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وضمان توفير وصول جميع المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية لسكان غزة، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ موقف جاد وفقاً للقانون الدولي، للرد على ممارسات الحكومة الإسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة العزل، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وفي الشأن اليمني، أشار البديوي إلى قرار مجلس الأمن رقم 2722، الذي يطالب جماعة الحوثي بالتوقف عن مهاجمة سفن الشحن العابرة في البحر الأحمر، لافتاً إلى أهمية دعم الجهود الكفيلة ببناء القدرات لقوات خفر السواحل اليمنية، ومنوهاً بدور السعودية والإمارات الكبير في ذلك، وأبدى تطلّعه إلى دعم الاتحاد الأوروبي لجهود السعودية وعمان والأمم المتحدة، لإنجاح الوساطة بين الأطراف اليمنية، واستكمال مسيرة السلام، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها.

من جانبٍ آخر، أكد البديوي أن الأوضاع في سوريا ولبنان تبقى تحت مظلة اهتمام مجلس التعاون بشكل مكثف، وأضاف: «فيما يخص سوريا، فإنَّ مجلس التعاون ما فتئ يدعو إلى حل سياسي شامل يضمن السلامة والأمن لجميع المكونات السورية، ويحترم سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254»، موضّحاً أن موقف مجلس التعاون بالنسبة للبنان ثابت في دعم الاستقرار والسلام الداخلي من خلال حث جميع الفاعلين السياسيين على العمل معاً لتجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية، والتركيز على إعادة البناء والتنمية الاقتصادية، وقال: «ندعم بقوة الجهود الرامية لتعزيز الحكومة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية، مما يسهم في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل».

واعتبر البديوي، أن انعقاد المنتدى هو دلالة على رؤية واهتمام المجلس بتعزيز العلاقات مع الدول والمنظمات الإقليمية والعالمية، والمصداقية والمكانة رفيعي المستوى اللتان يحظى بهما، ويرتقي بالشراكة الاستراتيجية إلى مستوى أعلى من خلال مناقشة قضايا الأمن الإقليمي على هذا المستوى الرفيع، مشيداً بالعلاقات المتميّزة بين الجانبين، وبمخرجات حوار الأمن الإقليمي الخليجي الأوروبي الأول، الذي انعقد في يناير (كانون الثاني) الماضي.

صورة جماعية للوزراء المشاركين في المنتدى (مجلس التعاون)

من جانبه عدّ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المنتدى فرصة لتطوير العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، وتكثيف العمل الدبلوماسي لتحقيق الأهداف المشتركة، منوّهاً بتحسن العلاقات الاستراتيجية بين المنطقتين بشكل ملحوظ على مر السنين لا سيّما في مجالي الأمن والطاقة، ومشيراً إلى التحديات التي تتطلب التعاون المشترك بينهما.

وقال آل ثاني إن بلاده عملت مع شركائها الإقليميين والدوليين بلا هوادة للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ومنع امتداد المواجهات إلى جبهات حرب أخرى في المنطقة، واستئناف عملية السلام، ولكن «للأسف دون جدوى»، وتابع: «الوسائل الدبلوماسية وحدها قادرة على حل الخلافات وإنهاء الصراعات»، مبدياً أمله في رؤية سلام دائم يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد رئيس الوزراء القطري أنه يجب على الاتحاد الأوروبي ودول المجلس تسريع العمل المشترك للوقف الفوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية.

من جهته قال جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إن «المستوى العالي للمشاركة من كلا الجانبين دليل على الأهمية التي نعلقها على علاقتنا كما يعكس رغبتنا المشتركة في تعزيز حوارنا بشأن الأمن والتعاون»، وأضاف: «نتقاسم الكثير من الاهتمامات، ولدينا وجهات نظر متقاربة حول العديد من القضايا».

واتفق بوريل مع ضيوفه الخليجيّين، قائلاً: «علينا جميعا أن نركز على مضاعفة جهودنا لتهدئة الوضع المتوتر للغاية من خلال استخدام القنوات التي لدينا مع الجهات الفاعلة في المنطقة». وفي إشارة خاصة، قال بوريل: «قمنا بإدانة الهجوم الانتقامي الذي شنته إيران على إسرائيل، وكذلك الهجوم على المنشأة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، وقد تؤدي هذه الأحداث إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، وكما فعلتم أيضاً، فإن الاتحاد الأوروبي يدعو بالإجماع إلى ضبط النفس».

اجتماع وزراء خارجية دول الخليج و«اتحاد البنلوكس» في لوكسمبورغ (مجلس التعاون)

وبحث المنتدى تعزيز التعاون الأمني والاستراتيجي بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، وناقش تكثيف العمل الدبلوماسي المشترك لتحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة، كما تطرق إلى التطورات في غزة ومحيطها، وأهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، واستئناف عملية السلام لتنفيذ حل الدولتين، وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

وعلى هامش المنتدى، بحث وزراء خارجية دول الخليج ونظرائهم في دول «اتحاد البنلوكس (الدنمارك، بلجيكا، هولندا)»، تطورات الأوضاع والتصعيد الأخير بالمنطقة، وتبادلوا وجهات النظر حيالها «بشكل شفاف ومباشر»، وفقاً للبديوي.

كان الاتحاد الأوروبي اعتمد، الاثنين، قراراً بمنح تأشيرة متعددة الدخول لمواطني دول الخليج، حيث يتيح لهم الحصول على تأشيرات «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب لهم.


أزمة غزة تتصدر مباحثات وزير الخارجية السعودي مع نظرائه في أوروبا

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)
TT

أزمة غزة تتصدر مباحثات وزير الخارجية السعودي مع نظرائه في أوروبا

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الإيطالي في لوكسمبورغ (الخارجية السعودية)

تصدرت المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة الأزمة في قطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها، مباحثات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظرائه في عدد من الدول الأوروبية الذين التقاهم كل على حدة على هامش المنتدى رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.

وبحث الأمير فيصل بن فرحان مع أنطونيو تاجاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أوجه تطوير التعاون المشترك بين المملكة وإيطاليا في شتى المجالات، كما ناقش الوزيران سبل تكثيف التنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف في القضايا التي تهم البلدين، والمستجدات على الساحة الإقليمية وفي مقدمتها الأزمة في قطاع غزة.

كما بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة بشأنها.

الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه هانكي برونز سلوت (الخارجية السعودية)

بينما استعرض الأمير فيصل بن فرحان مع نظيرته الهولندية هانكي برونز سلوت، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها.

بينما شهدت مباحثات الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره النمساوي ألكسندر شالنبرغ، استعراض أوجه العلاقات بين المملكة والنمسا، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره البولندي على هامش المنتدى (الخارجية السعودية)

في حين بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي، سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة الأزمة في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها.

ولاحقاً، استعرض الأمير فيصل بن فرحان مع وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها، كما ناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التطورات في قطاع غزة والجهود المبذولة بشأنها.

حضر اللقاءات، الدكتور خالد الجندان سفير السعودية لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ، وهيفاء الجديع سفيرة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي، والدكتورة منال رضوان المستشار في وزارة الخارجية.


«الشنغن» للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب

جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)
جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)
TT

«الشنغن» للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب

جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)
جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (إ.ب.أ)

أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، اعتماد قرار منح تأشيرة متعددة الدخول لمواطني دول الخليج، وذلك خلال افتتاح المنتدى رفيع المستوى حول الأمن الإقليمي بينه ومجلس التعاون في لوكسمبورغ.

وقال جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية: «أرحب بقرار اعتمدته المفوضية الأوروبية هذا الصباح من أجل مواءمة قواعد منح التأشيرات متعددة الدخول لدول مجلس التعاون الخليجي».

وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودول الخليج خلال المنتدى في لوكسمبورغ (إ.ب.أ)

وكتب السفير الفرنسي في الرياض لودفيك بوي، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «سيتمكن المواطنون السعوديون الآن من الحصول على تأشيرات (شنغن) لمدة 5 سنوات عند أول طلب لهم»، مشيراً إلى أن القرار الأوروبي دعمته باريس بقوة، و«نتطلع إلى رؤية المزيد من السعوديين في فرنسا سواء للسياحة أو العمل».

من جانبه، أوضح جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون، أن عقد المنتدى يؤكد الاهتمام الكبير بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مضيفاً: «نحن أمام منعطف خطير وعواقب كارثية إذا لم نتمكن من التعامل مع التطورات السلبية في المنطقة».

وجدد البديوي في كلمته خلال افتتاح المنتدى، إدانة مجلس التعاون الخليجي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبته بالوقف الفوري لإطلاق النار.


سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)
TT

سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال استقباله السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لدى وصوله المطار الرئاسي في مستهل زيارة دولة للإمارات (رويترز)

بحث السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العلاقات ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

واستعرض الطرفان خلال اللقاء ضمن الزيارة الرسمية لسلطان عمان مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، خاصة المسارات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية التي شهدت نقلات نوعية خلال السنوات الماضية بما يخدم الأولويات التنموية ويعزّز ازدهار البلدين. وتطرق اللقاء الذي أقيم في قصر الوطن في أبوظبي إلى العمل الخليجي المشترك في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة وأهمية تعزيزه بما يحقق المصالح المتبادلة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها، ويساهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

وبحث الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعمل على احتواء التوترات فيها ومنع تصاعدها؛ لما ينطوي عليه ذلك من تهديد خطير لأمنها واستقرارها، بجانب أهمية ضبط النفس وتغليب الحكمة لتجنيب المنطقة أزمات جديدة تؤثر في الجميع وتعيق جهود التعاون والتنمية لمصلحة شعوبها.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال جلسة المباحثات، أن العلاقات بين الإمارات وعُمان تاريخية ولها نسيج اجتماعي وثقافي خاص، وتميزها الروابط العائلية الوثيقة وحسن الجوار وعلاقات تعاون وتكامل فاعلين. وقال: «رحم الله الشيخ زايد والسلطان قابوس اللذين رسّخا نهجاً أصيلاً في بناء العلاقات الأخوية القوية المتحصنة بالمحبة والحكمة، وأنا على ثقة بأن هذا الترابط والتلاحم الاجتماعي يمثل مرتكزاً أساسياً لمواصلة بناء علاقات نموذجية تخدم مصالح البلدين وتحقق تطلعات الشعبين الشقيقين إلى التقدم والازدهار».

وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية مسار مهم وداعم للعمل الأخوي المشترك، وقد شهدت تطوراً مستمراً خلال السنوات الماضية، حيث تُوجّت بمسارات متنوعة من الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية في الكثير من المجالات، مضيفاً: «إنه لا تزال طموحاتنا متواصلة في استكشاف الفرص الاقتصادية وتطويرها لصالح بلدينا وشعبينا».

وأكد رئيس دولة الإمارات أن بلاده تؤمن بمبدأ العمل الجماعي والتكاتف بما يحافظ على مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويعزز دوريها الإقليمي والدولي، ويلبي تطلعات شعوبها إلى مواصلة التقدم والازدهار، ويدعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

من جانبه، أكد السلطان هيثم بن طارق أهمية الشراكة الاستراتيجية البنّاءة التي جرى إطلاق فصل جديد ومشرق منها خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عُمان، وما نتج منها من مشروعات استثمارية استراتيجية وتعاون وثيق في مختلف المجالات. وتطرق إلى تحقيق الرؤية المشتركة ضمن التعاون على أرض الواقع من خلال البدء في تنفيذ مشروعات مشتركة في قطاعات استراتيجية، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة وتدشين مشروع سكك حديدية لربط سلطنة عُمان بشبكة قطارات الإمارات، إضافة إلى الربط الكهربائي وغيرها. وأكد سلطان أن ما يربط البلدين من أواصر حسن الجوار والتاريخ المشترك يدعو إلى الارتياح والرضا، مشيراً إلى تطلعه إلى مستقبل بآفاق أرحب من التعاون في شتى المجالات بما يساهم في نمو اقتصاد البلدين وتحقيق تطلعات شعبيهما.

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، إعلان عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون، وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها سلطان عمان إلى الإمارات. وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها البلدان مجالات الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة... إضافة إلى السكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم.

وكان السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان قد وصل إلى الإمارات في زيارة دولة، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في مقدمة مستقبليه في مطار الرئاسة في أبوظبي.


مشروع «مسام» ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع

ألغام زُرعت بعشوائية في مختلف مناطق اليمن لحصد الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن (واس)
ألغام زُرعت بعشوائية في مختلف مناطق اليمن لحصد الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن (واس)
TT

مشروع «مسام» ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع

ألغام زُرعت بعشوائية في مختلف مناطق اليمن لحصد الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن (واس)
ألغام زُرعت بعشوائية في مختلف مناطق اليمن لحصد الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن (واس)

تمكّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (مسام) من تطهير الأراضي اليمنية، خلال الأسبوع الثالث من شهر أبريل (نيسان) الجاري، من 857 لغماً زُرعت بعشوائية في مختلف مناطق اليمن، لحصد مزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، ليرتفع عدد الألغام المنزوعة من بداية المشروع حتى الآن إلى 437 ألفاً و616 لغماً.

واستطاع فريق «مسام» في غضون 7 أيام من نزع 148 ذخيرة غير منفجرة في محافظة عدن، و164 ذخيرة غير منفجرة في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة.

كما تمكن الفريق من نزع 70 لغماً مضاداً للدبابات و418 ذخيرة غير منفجرة في مديرية مأرب، وفي محافظة تعز نزع الفريق 43 ذخيرة غير منفجرة في مديرية المخا، و5 ألغام مضادة للدبابات و5 ذخائر غير منفجرة في مديرية ذباب، إلى جانب نزع ذخيرة واحدة غير منفجرة في مديرية المندب، وفي مديرية تبن بمحافظة لحج جرى نزع 3 ذخائر غير منفجرة.

إلى ذلك، ارتفع عدد الألغام التي نُزعت خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى 1240 لغماً.


وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات

السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي خلال استقبال الدفعة الأولى للمعتمرين الإيرانيين بمطار المدينة المنورة (السفارة الإيرانية)
السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي خلال استقبال الدفعة الأولى للمعتمرين الإيرانيين بمطار المدينة المنورة (السفارة الإيرانية)
TT

وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات

السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي خلال استقبال الدفعة الأولى للمعتمرين الإيرانيين بمطار المدينة المنورة (السفارة الإيرانية)
السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي خلال استقبال الدفعة الأولى للمعتمرين الإيرانيين بمطار المدينة المنورة (السفارة الإيرانية)

وصلت إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، اليوم (الاثنين)، أولى طلائع المعتمرين الإيرانيين بعد توقف دام 9 سنوات، في خطوة وصفها السفير الإيراني لدى السعودية بـ«المباركة» في مسيرة العلاقات الإيرانية - السعودية.

السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي خلال استقبال الدفعة الأولى للمعتمرين الإيرانيين بمطار المدينة المنورة (السفارة الإيرانية)

وأكد علي رضا عنايتي، السفير الإيراني في الرياض، أن استئناف رحلات العمرة للإيرانيين وتسهيلها جاءا عقب اتفاق البلدين بعد عودة العلاقات في مارس (آذار) 2023 الذي تم برعاية الصين، وقال عنايتي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه تم استقبال أولى طلائع المعتمرين الإيرانيين في مطار المدينة المنورة، بعد أن ودّعهم سفير المملكة العربية السعودية في طهران، عبد الله العنزي، وأضاف أنه «خلال الأيام المقبلة حتى بداية موسم الحج سوف تستمر هذه الرحلات إلى السعودية بالنسبة للمعتمرين الإيرانيين، وبإذن الله سنواصل بعد الحج هذا الأمر المبارك».

وأشار عنايتي إلى أن «إجراءات دخول المعتمرين كانت سهلة جداً»، وقال: «نشكر المسؤولين في السعودية لإتاحة مثل هذه الفرصة للمعتمرين الإيرانيين، وسوف نواصل هذه المسيرة».

في اتفاق تاريخي عادت العلاقات بين السعودية وإيران في بكين مارس الماضي (واس)

وكان السفير الإيراني أكد فور توليه منصبه عزمه على توظيف الجهود كافة لتوثيق العلاقات بين إيران والسعودية، والمضي قدماً في تنميتها، وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي أكدت السعودية وإيران، التزامهما الكامل بتطبيق الاتفاق الذي توصلتا إليه في 10 مارس (آذار) 2023، معربتين عن تقديرهما الدور المهم الذي تؤديه الصين في هذا الشأن.

وخطت السعودية وإيران خلال الفترة الماضية خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وفي 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش انعقاد القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، وقدّم الرئيس الإيراني الشكر للسعودية على إقامة هذه القمة المهمة في ظل الظروف الراهنة «نيابة عن العالم الإسلامي لنجدة الفلسطينيين».

ولي العهد السعودي يلتقي الرئيس الإيراني في الرياض (واس)

ووصف عنايتي وصول المعتمرين الإيرانيين للمدنية المنورة بـ«خطوة مباركة في مسيرة العلاقات الإيرانية - السعودية وتعزيزها، حيث قدِم المعتمرون الإيرانيون في أولى طلائعهم إلى المدينة المنورة صباح اليوم (الاثنين) بعد توقف دام تسع سنوات»، ولفت إلى أن البلدان «اتفقا في بيان سابق صادر لهما على تسهيل رحلات العمرة وغيرها». معبّراً عن سروره وسعادته باستقبالهم.

من جانبها، أفادت وكالة أنباء الإيرانية (إرنا)، بأن مجموعة من المعتمرين الإيرانيين غادرت طهران إلى المدينة المنورة على متن رحلة جوية مباشرة للخطوط الجوية الإيرانية في وقت سابق الاثنين.

وقالت الوكالة إن مراسم توديع المعتمرين الرسمية جرت في مطار الإمام الخميني الدولي، بحضور ممثل المرشد الأعلى لشؤون الحج والعمرة عبد الفتاح نواب، ورئيس «مؤسسة الحج والعمرة» عباس حسيني، والسفير السعودي في طهران عبد الله بن سعود العنزي.

في حين نقلت وكالة «إرنا» عن محمد حسين عجيليان، المسؤول عن عمليات الحج في شركة المطارات الإيرانية، قوله، إن إيران ستقوم بنقل المعتمرين إلى السعودية من 11 مطاراً في جميع أنحاء البلاد بدءاً من الاثنين.

بدورها، أفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، بأن مجموع الرحلات سيصل إلى 22 رحلة، وستقل كل رحلة نحو 260 معتمراً من مختلف أرجاء إيران.


الشيخ مشعل الأحمد يبدأ غداً زيارة دولة للأردن

جانب من لقاء بين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد والعاهل الأردني عبد الله بن الحسين (كونا)
جانب من لقاء بين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد والعاهل الأردني عبد الله بن الحسين (كونا)
TT

الشيخ مشعل الأحمد يبدأ غداً زيارة دولة للأردن

جانب من لقاء بين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد والعاهل الأردني عبد الله بن الحسين (كونا)
جانب من لقاء بين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد والعاهل الأردني عبد الله بن الحسين (كونا)

يبدأ أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر، يوم غدٍ الثلاثاء، زيارة دولة إلى الأردن، يلتقي خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

وقال سفير الكويت لدى الأردن حمد المري اليوم الاثنين إن العلاقات الكويتية الأردنية تعد نموذجاً يحتذى به في العلاقات العربية - العربية وعنواناً لتعزيز العمل العربي المشترك.

وقال المري في تصريح نقلته وكالة الأنباء الكويتية، إن زيارة أمير الكويت للأردن وهي «زيارة دولة» تأتي لما للأردن من مكانة خاصة ومميزة لدى دولة الكويت، مشيراً إلى تطابق المواقف الرسمية والشعبية لدولة الكويت والأردن حول قضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السالم العادل وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أن دولة الكويت من أكبر الدول المستثمرة في الأردن في مختلف المجالات إذ يبلغ حجم الاستثمارات الحكومية والأهلية نحو 20 مليار دولار في قطاعات تنموية وتعليمية وطاقة وصناعة وغيرها، إذ يعمل الجانبان باستمرار لتنمية وزيادة حجم هذه الاستثمارات.

يذكر أن الاستثمارات الكويتية تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لحجم الاستثمارات العربية في الأردن بقيمة تصل إلى نحو 20 مليار دولار موزعة على قطاعات عدة أبرزها السياحة والصناعة الاستخراجية والبنوك والاتصالات والعقارات والنقل.

ويعد الصندوق الكويتي للتنمية شريكاً أساسياً في دعم الجهود التنموية في الأردن كما كان للمساعدات التي قدمتها الكويت للمملكة بصمات واضحة في تمويل العديد من المشاريع ذات الأولوية التنموية التي كان لها الأثر الواضح في مساندة ودفع جهود الحكومة الأردنية في عملية التنمية، حيث موَّل الصندوق حتى الآن نحو 32 مشروعاً بقيمة تجاوزت 230 مليون دينار كويتي (نحو 760 مليون دولار).

كما أن الفرص متاحة أمام الكفاءات الأردنية للعمل في سوق العمل الكويتي، حيث يبلغ عدد الجالية الأردنية العاملة في مختلف القطاعات في الكويت نحو 62 ألفاً.

ويوجد عدد كبير من الطلبة الكويتيين الدارسين في الأردن ويقدر عددهم بأكثر من 4 آلاف طالب وطالبة يتمتعون بمستوى عالٍ من التعليم في الجامعات الأردنية.