المقدسي بعد الإفراج عنه: فاوضت «داعش» شهرا كاملا.. واكتشفت أنهم كاذبون

قال: تواصلت مع أبو محمد العدناني وراسلت البغدادي وتركي بن علي.. ولكنهم مراوغون

أبو محمد المقدسي
أبو محمد المقدسي
TT

المقدسي بعد الإفراج عنه: فاوضت «داعش» شهرا كاملا.. واكتشفت أنهم كاذبون

أبو محمد المقدسي
أبو محمد المقدسي

قال منظر المتطرفين عصام البرقاوي الملقب (أبو محمد المقدسي) إنه تفاوض شهرا كاملا مع تنظيم داعش في محاولة للإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة مقابل إطلاق الأردن ساجدة الريشاوي وآخرين، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
وأضاف في تصريحات عقب إطلاق السلطات الأردنية سراحه ليلة أول من أمس إنه أرسل رسالة إلى زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، كما تواصل مع أبو محمد الموصلي الذي كلف من قبل البغدادي للتفاوض «لكنني اكتشفت في نهاية المطاف أنهم مراوغون وكاذبون».
وقال المقدسي عقب نحو ثلاثة أشهر من الاعتقال، على خلفية منشورات هاجم فيها التحالف الدولي لمحاربة التنظيم المتشدد «كانوا يؤكدون لي حرصهم على الريشاوي وأن الطيار الأردني لا يزال على قيد الحياة، لكنني طلبت منهم إرسال مقطع فيديو يؤكد أن الطيار لا يزال حيا، لكنهم ظلوا يسوفون ويماطلون، إلى أن اكتشفت لاحقا أن الطيار تم إعدامه منذ الأسبوع الأول لاعتقاله». وأضاف بقوله: «حاولت أن أقنع العقلاء فيهم، إن كان فيهم عقلاء، بأن يوافق تنظيم داعش على مبادلة الطيار الأردني بالسجينة ساجدة الريشاوي، وأن هذه فرصة ذهبية لاستعادتها»، لافتًا إلى أن الاتصالات تمت عبر وسطاء من «الجهاديين في مغارب الأرض ومشارقها»، بحسب قوله.
وقال: «أعانوني وأعطوني عناوين وأسماء نافدين استفدت منها، وتواصلت مع نافذين بالتيار، تواصلت مع أبو محمد العدناني، وراسلت أبو بكر البغدادي، وتركي بن علي وآخرين.. وحاولت جاهدًا تحقيق هذه المصلحة الشرعية».
وعن ردود «داعش» على المراسلات والاتصالات، أوضح المقدسي بالقول: «كنت أظن أن لديهم حرقة على أختهم، وتحقيق هذه المصلحة الشرعية، للأسف البعض لم يهتم بالأمر، حتى أن أحد الذين تحدثت معهم كان يكذب، ويحلف أيمانًا مغلظة أنهم صادقون معي، وتبين أنه كذاب».
وعلق المقدسي حول كيفية إعدام الطيار الكساسبة حرقًا بالقول: «هؤلاء سنّوا عدة سنن سيئة كثيرة، أولها الذبح، حتى ظن الناس أن الذبح سنة نبوية، وذبحوا ناسا كثيرين من المجاهدين في سوريا».
وأوضح كيف استندت «داعش» إلى الذبح موضحًا: «هم يستشهدون بحديث النبي.. (يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح)، عندما استهزأوا به، لكنهم يعرضون كيف عامل النبي محمد أهل قريش عندما وقعوا في يده عام الفتح، ألم يقل للعشرات وللمئات منهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقلبهم من أعداء إلى أتباع».
واستشهد المقدسي بسنة النبي محمد في الفتوحات التي لم يأخذ بها التنظيم، وقال: «لقد صبغوا الدين بصبغة حمراء، النبي أطلق على سحب خالد بن الوليد الجيش وإنقاذه كاملًا فتحًا، والله تعالى سمى صلح الحديبية فتحًا مبينًا، لا يفهمون تحقيق المصالح الشرعية».
وتساءل المقدسي «ما المصلحة من هذه التصرفات؟.. هل ستتوقف الحرب بالحرق»، مشيرًا إلى أنهم اجتزأوا حديث الشيخ ابن تيمية، وأضاف: «كثير من الأتباع في الأردن وخارجه سيعرفون أن التصرفات الحمقاء ضيعت كثيرا من المصالح»، مشددًا على أن «الكفل الأعظم لساجدة برقبة تنظيم داعش».
ورأى المقدسي أن الخلافة ليست هكذا، وأن كثيرًا من الشباب الذين التحقوا بالتنظيم انطلت عليهم «تسمية الخلافة والدولة الإسلامية»، وقال: إن «من أعظم أهداف الخلافة، لم شمل المسلمين».
واستشهد المقدسي بتعليمات النبي محمد عندما أرسل الصحابيين معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري إلى اليمن، وقال لهما: «بشرا ولا تنفرا».
وجدد المقدسي إعرابه عن صدمته بـ«كذب» من تواصل معهم من تنظيم داعش بشأن مبادلة الطيار الأردني، وقال: «أنا صُدمت أن أحدهم راسلني، وظل يقول لي: يا شيخي وشيخي.. وتبين أنهم قتلوا الطيار، رغم أنه حلف يمينا أنه جاد».
كما عبر عن استيائه من تصرفات التنظيم، التي دفعت بالشعب الأردني بالمطالبة بمزيد من القصف الجوي على مواقع التنظيم، وقال: «ذلك لأنهم رأوا شيئا لا يبرره لا شرع ولا عقل.. حرقتم آمالنا في تحرير ساجدة، وأنتم تسببتم بقتلها».
وأضاف: «أشهد أنهم كذبوا عليّ.. والإسلام براء منهم.. عندي كثير من التفاصيل أظهرت أنهم غير حريصين على ساجدة».
وعلق على طبيعة قيادات التنظيم بالقول: «من قراءة طبيعة القيادات في تنظيم داعش، هناك حلفاء أسناد، وهناك شخصيات نافذة، كانوا بعثيين بالأمس... كنت بالأمس منتميًا إلى حزب البعث تقتل المسلمين وتعذبهم، واليوم تصبح في الخلافة.. أي خلافة هذه؟»، على حد قوله.
وكانت السلطات الأردنية قد أخلت مساء أول من أمس سبيل المقدسي وقرر النائب العام لمحكمة أمن الدولة فسخ قرار الظن الصادر عن المحكمة بتهمة التحريض على مناهضة الحكم.
وكانت السلطات الأردنية أعادت اعتقال المقدسي يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، حيث وجه المدعي العام لمحكمة أمن الدولة العسكرية للمقدسي تهمة الترويج لتنظيمات إرهابية، وقرر توقيفه في سجن الموقر من أجل التحقيق.
واتخذ المقدسي مواقف «متشددة» ضد تنظيم داعش واتهمه في غير مناسبة بتشويه الإسلام، وطالب المنتسبين له بالخروج منه بعد معارك خاضها التنظيم ضد جبهة النصرة وكتائب معارضة سورية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.