قال سيوان بارزاني، قائد قوات البيشمركة الكردية، المتمركزة بالقرب من مدينة أربيل الشمالية في العراق، إنه مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم في مارس (آذار) الماضي، اضطرت قوات التحالف إلى تعليق الكثير من أنشطتها. وحذر من أن الآلاف من «داعش» انتهزوا الفرصة لإعادة التنظيم في العراق والأعداد لشن موجة جديدة من الهجمات، حسبما أفادت صحيفة «التايمز» البريطانية.
وأضاف بارزاني أن «داعش» يستغل الهدوء في العمليات المناهضة لها والتي سببها الوباء للخروج من الاختباء بين المدنيين، وإعادة تنظيمه تحت قيادة أساسية تعمل في المناطق الجبلية في البلاد.
وتقدر البيشمركة أن هناك أكثر من 7 آلاف مقاتل من «داعش» في العراق، وكثير منهم فر من القوات العراقية أثناء تحرير الموصل في عام 2017.
وقال مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان السابق للتايمز إن «داعش» لا يزال يشكل «تهديداً كبيراً للعالم بأسره» وإن المقاتلين «سيستمرون في الضغط لأنهم يريدون أن يصبحوا أكثر قوة». وأضاف: «عندما بدأ تحرير المنطقة بأكملها، حلقوا لحاهم وتظاهروا بأنهم مدنيون، لكنهم كانوا ينتظرون الفرصة وعادوا ببطء للانضمام إليهم». لقد أعادوا تنظيم أنفسهم بشكل أسرع بسبب الوباء ولأن عمليات التحالف كانت أقل. كان هذا شيئاً جيداً لهم، ولكنه سيء لنا بالطبع».
وأشار بارزاني إلى أن تداعيات قتل واشنطن للجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي أدت إلى تعليق تدريب التحالف للقوات العراقية والكردية. وقال: «توقف التدريب مؤقتاً مرة أخرى في مارس مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم. كما علقت قوات التحالف غارات مشتركة مع القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال سوريا. وتم تسليم قاعدة التاجي العسكرية وفي وقت لاحق من العام، شمال بغداد، إلى قوات الأمن العراقية، وأرسل أفراد الجيش البريطاني ببطء إلى ديارهم، ولم يتبق سوى 100 جندي. وأيضاً يوجد الآن نحو 2500 جندي أميركي في البلاد مقارنة بالعام الماضي، حيث كان يوجد ضعف العدد. ويواصل التحالف الأميركي شن غارات جوية على أهداف برية في جميع أنحاء البلاد.
واعتبر بارزاني أن نشاط التحالف كان أقل في بداية الوباء وأن الطائرات كانت تعمل بنحو 80 في المائة من طاقتها. وقال إن غارة سلاح الجو الملكي البريطاني الشهر الماضي على مستودع يحتوي على عبوات ناسفة كانت الأولى من قبل القوات البريطانية منذ ثلاثة أشهر. وأضاف أنه في الأشهر الستة الماضية، تمكن قناصة «داعش» من وضع أيديهم على نظارات الرؤية الليلية، والتي كانت تساعدهم على الهجوم تحت جنح الظلام. وأضاف أن «داعش» سيطرت على 110 آلاف كيلومتر مربع في أواخر عام 2014 وكان ثمانية ملايين شخص تحت سيطرتها.
وبسؤاله عما إذا كان «داعش» قد هزم تماماً بالكامل بالنظر إلى الطريقة التي انتشرت بها آيديولوجيته، قال الكولونيل واين ماروتو، المتحدث باسم التحالف الدولي، إن هناك زيادة بنسبة 5 في المائة في الهجمات على القوافل، وتحديداً هجمات العبوات الناسفة ضد القوافل اللوجيستية المدنية العراقية. وأضاف: «لقد هزمناهم إقليمياً، لكننا لم نهزمهم من الناحية الآيديولوجية وهم مرنون، والآن ما يفعلونه هو تقريباً مثل تمرد. إنها مثل القاعدة في الأيام الأولى لعملية تحرير العراق».
وتسأل ماروتو: «إذن ما يفعله (داعش) فقط هو عمليات الخطف والاغتيالات وترهيب الناس والابتزاز، ويستخدمون الكثير من أساليب الكر والفر ضد قوات الأمن العراقية».
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطاني إن الوباء «ليس له تأثير» على مستويات ضربات التحالف. وأضاف: «تستمر رحلات المراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي في مستويات ما قبل الوباء وتظل الضربات الجوية بقيادة استخباراتية».
الآلاف من مقاتلي «داعش» في العراق يستغلون الجائحة لإعادة تنظيم صفوفهم
الآلاف من مقاتلي «داعش» في العراق يستغلون الجائحة لإعادة تنظيم صفوفهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة