القصة الكاملة وراء تخلّص برشلونة الكارثي من سواريز

لاعب الأوروغواي يوجّه رسالة قوية بأنه ما زال قادراً على العطاء وبكل قوة

TT

القصة الكاملة وراء تخلّص برشلونة الكارثي من سواريز

في أحد أيام الجمعة من سبتمبر (أيلول) الماضي، دخل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، إلى غرفة خلع الملابس في ملعب «سانت خوان ديسباي» التدريبي لبرشلونة وشعر بالحزن الشديد، لأن أفضل صديق له في النادي لم يكن هناك، بعد ست سنوات كاملة من اللعب سوياً.
لذلك، بعث له ميسي برسالة قال فيها: «سيكون من الغريب رؤيتك بقميص آخر». وبعد يومين، اكتشف ميسي غرابة الأمر حقاً عندما ظهر لويس سواريز لأول مرة بقميص أتلتيكو مدريد، في المباراة التي شارك فيها المهاجم الأورغوياني كبديل أمام غرناطة، والتي نجح خلالها وبعد نزوله بـ90 ثانية فقط من صناعة هدف. وبنهاية المباراة، كان سواريز قد سجل هدفين.
ومن هنا بدأ كل شيء، حيث سجل سواريز 16 هدفاً في 19 مباراة، بمعدل هدف كل 82 دقيقة. لقد أحرز سواريز حتى الآن أهدافاً أكثر من عدد الأهداف التي سجلها أي لاعب في أتليتكو مدريد الموسم الماضي، كما يتصدر قائمة هدافي الدوري الإسباني الممتاز هذا الموسم، بفارق ثلاثة أهداف عن أقرب ملاحقيه. لقد سجل سواريز أهدافاً في 11 مباراة، وساهم بشكل مباشر في حصول فريقه على 12 نقطة، أكثر من أي لاعب آخر في إسبانيا، وهو الأمر الذي ساعد أتليتكو مدريد على التغريد منفرداً في صدارة جدول الترتيب بفارق خمس نقاط، مع العلم بأن الفريق لديه مباراتان مؤجلتان. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه لا يوجد لاعب انتقل إلى فريق جديد حقق بداية أفضل من سواريز خلال هذا القرن.
لقد حقق سواريز كل هذه الأشياء الرائعة، رغم أنه انتقل لأتلتيكو مدريد في صفقة انتقال مجانية، وبعدما كان يعتقد البعض أن مسيرته انتهت، ورغم أن برشلونة كان يبذل قصارى جهده من أجل التخلص منه لدرجة أنه دفع بعض الأموال مقابل رحيله! وقال المهاجم الإسباني دييغو كوستا، بعد مباراة غرناطة، «لا يمكنني أن أفهم كيف سمح له برشلونة بالرحيل».
ومن المؤكد أن الكثيرين قد رددوا هذا الكلمات كثيراً مع تألق النجم الأورغوياني مع توالي المباريات. وقال دييغو فورلان: «برشلونة أخطأ: حتى لو كنت لا تعرف شيئاً عن كرة القدم، فأنت تعلم أنه ما زال بإمكانه تقديم الكثير».
وقال زميله في الفريق، أنخيل كوريا، «إنه مهاجم رائع بشكل لا يصدق، وقادر على إحراز الأهداف من أنصاف الفرص. من الصعب أن نفهم كيف تخلى برشلونة عن رأس حربة مثله». أما حارس مرمى أتلتيكو مدريد، يان أوبلاك، فقال: «لقد فوجئت أن برشلونة سمح له بالرحيل، وفوجئت بأنهم سمحوا له بالانتقال إلى أتلتيكو مدريد». لكن الحقيقة أن برشلونة لم يسمح لسواريز بالرحيل فقط، لكنه رفض وجوده من الأساس. لقد قال ميسي عن سواريز: «كنت تستحق الرحيل بطريقة تناسب واحداً من أهم اللاعبين في تاريخ النادي، وليس أن يطردوك بالشكل الذي قاموا به». وقد اعترف سواريز بأنه يتعين على اللاعبين أن يتقبلوا الأمر بصدر رحب عندما تنتهي مسيرتهم مع الأندية التي يلعبون لها، لكنه أكد على أن الطريقة التي رحل بها عن ملعب «كامب نو» جعلته يشعر بالغضب والألم. لقد شعر أن ما فعله قد نُسي بسرعة، واستخدم كلمات مثل «ازدراء ورفض» لوصف الطريقة التي عامله النادي بها.
وقال لاعب سيلتا فيغو، إياغو أسباس، قبل مواجهة زميله السابق في ليفربول ومشاهدته وهو يسجل هدفين آخرين، «ربما اتخذ برشلونة هذا القرار بسبب المقابل المادي الكبير الذي كان يحصل عليه سواريز».
لكن الحقيقة أن برشلونة لم يحقق فائدة مالية أو اقتصادية من التخلي عن خدمات سواريز، أما على المستوى الرياضي فكان الأمر كارثياً، ليس بالضرورة لأن سواريز رحل - هذا نقاش مختلف، وما زال العديد من مشجعي برشلونة يرون أن رحيله كان القرار الصحيح - لكن إلى أين ذهب؟ لقد قال ميسي: «ما فعلوه بدا لي وكأنه شكل من أشكال الجنون! لقد تركوه يرحل، ودفعوا له كل مستحقاته، وسمحوا له بالانتقال إلى فريق ينافسنا على كل البطولات!».
لم يكن انضمام سواريز إلى أتلتيكو مدريد جزءاً من خطة برشلونة، لكنه قرار قد يكلف النادي الكاتالوني لقب الدوري الإسباني الممتاز. لقد سجل سواريز أهدافاً أكثر من أنطوان غريزمان وأنسو فاتي وعثمان ديمبيلي ومارتن بريثويت وفرانسيسكو ترينكاو معاً، كما ساهم في تفوق أتليتكو مدريد على برشلونة بفارق ثماني نقاط كاملة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك مع برشلونة، حيث سبق للنادي أن تخلى عن خدمات ديفيد فيا، الذي رحل إلى أتلتيكو مدريد مجاناً في عام 2013 وقاد الفريق للفوز بلقب الدوري على ملعب «كامب نو» وأمام برشلونة!
وفي الصيف الماضي، عندما كان النادي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، وارتفاع معدل أعمار لاعبي الفريق، وضغوط سياسية كبيرة، وبعد الخسارة المذلة أمام بايرن ميونيخ بثمانية أهداف مقابل هدفين - وهي المباراة التي سجل فيها سواريز هدفه الأول «خارج الديار» خلال أربع سنوات في دوري أبطال أوروبا - كان برشلونة حريصاً على الاستغناء عن خدمات اللاعب الأورغوياني الذي يعد ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي، وثاني أعلى لاعبي الفريق أجراً.
لقد عانى سواريز من إصابة في الركبة، وكان من الواضح للجميع أن سرعته أصبحت أقل من ذي قبل، وأن مستواه قد تراجع عن السابق (الموسم الماضي سجل 21 هدفاً فقط في 36 مباراة)؛ كما كان برشلونة يسعى لإبعاد سواريز عن ميسي.
علاوة على ذلك، طلب سواريز من مسؤولي النادي على الملأ أن يتحدثوا معه مباشرة حول خططهم، وعندما حدث ذلك أخيراً، كان من خلال محادثة هاتفية قصيرة وصريحة طلبوا منه خلالها أن يرحل عن النادي! لقد استمرت هذه المكالمة لمدة دقيقة واحدة، لكن من المؤكد أن الندم الذي يشعر به النادي لهذا القرار سوف يستمر لوقت طويل للغاية!
وأكد المدير الفني الجديد لبرشلونة، رونالد كومان، على أن النادي هو من اتخذ قرار الاستغناء عن سواريز وليس هو، قائلاً: «أنا لست الرجل الشرير في هذا الفيلم!».
لكن المدير الفني الهولندي كان هو من نقل هذا القرار إلى سواريز وهو من لعب دور الجلاد، وهو من كان يبحث عن اللعب بطريقة جديدة تعتمد على لاعبين أصغر سناً وأكثر قوة. ومن جهته، لم يطلب سواريز تفسيراً لما حدث، ولم يحصل على مثل هذا التفسير. لقد قال إنه لا توجد لديه أي مشكلة في ذلك، لكن يتعين على النادي أن يغير وضعه التعاقدي، بمعنى أنه إذا كان النادي يريد الاستغناء عنه، فإنه سيرحل بشروطه الخاصة، وهي أن يرحل في صفقة انتقال حر.
ولم يتحدث سواريز مع رئيس النادي، جوسيب ماريا بارتوميو. لقد قيل له إنه لا يتعين عليه أن يخوض التدريبات، ولم يعترض على ذلك وقال: «حسناً، سوف أبقى، وسوف تواصلون دفع الأموال لي». ورغم كل ذلك، لم يكن من المستحيل أن نرى سواريز يعود للعب مع برشلونة مرة أخرى، لو لم يرحل عن الفريق، وهو الأمر الذي لمح إليه كومان نفسه في يوم من الأيام. لكن برشلونة رأى أن هذا هو الوقت المناسب للرحيل، وفي الوقت نفسه كان سواريز يرى أنه سيتحول إلى كبش فداء، وسيتم تحميله كافة المشاكل التي يعاني منها النادي.
كما أن كبرياءه قد منعه من الاستمرار مع النادي بعد أن أخبروه بضرورة الرحيل. لذلك، بدأ محاموه وبرشلونة في التفاوض. وبدأ سواريز يتلقى عدداً من العروض، بما في ذلك عرض من نادي يوفنتوس. وعن طريق صديق مشترك، تم الاتصال بأندريا بيرتا، المدير الرياضي لأتلتيكو مدريد. لقد كان المدير الفني لأتليتكو مدريد، دييغو سيميوني، معجباً دائماً بقدرات وإمكانيات سواريز، وسبق وأن قال قبل سنوات: «ليس لدي أي كلمة سيئة يمكنني أن أقولها بحق سواريز». لقد وصف المهاجم الأورغوياني بأنه «رائع، وهائل، وغير عادي، وقوي، وشرس»، كما وصفه بأنه «أفضل مهاجم رأس حربة يمكن أن يمتلكه أي فريق».
وهكذا، أصبحت هناك إمكانية لامتلاك هذه المهاجم في فريقه، فهل سيتركها سيميوني؟ ولم يكن سواريز يرغب في الرحيل عن إسبانيا، وكان هناك اتصال سريع مع سيميوني.
وقال سواريز لمحطة «أوندا سيرو» الإسبانية، «لقد قال كثيرون إنني لا أستطيع اللعب على أعلى المستويات، لكن سيميوني كان مقتنعاً تماماً بقدرتي على القيام ذلك». وبالفعل، تم الاتفاق بين سواريز ومسؤولي أتليتكو مدريد. لكن قبل ذلك، كان يتعين على برشلونة أن يفي بوعده ويتركه يرحل في صفقة انتقال حر.
وفي 21 سبتمبر (أيلول)، وافق برشلونة على إلغاء عقد سواريز، وأصبح اللاعب الأورغوياني جاهزاً للتوقيع في اليوم التالي. وحدد برشلونة عدداً من الأندية التي لا يُسمح لسواريز بالانضمام إليها، والتي لم يكن أتليتكو مدريد من بينها، ربما لأن مسؤولي برشلونة لم يكونوا يتوقعون انتقال اللاعب إليه.
وعندما ذكرت الصحف - في الساعة الحادية عشرة – أن هناك مفاوضات بين سواريز وأتليتكو مدريد، شعر بارتوميو بالذعر وحاول التراجع عن الاتفاق. لكن بارتوميو كان يدرك أن هناك خياراً أسوأ من انتقال سواريز إلى أتليتكو مدريد، وهو أن يقرر اللاعب البقاء في برشلونة.
وتم التوصل إلى اتفاق سمح لبرشلونة بحفظ ماء الوجه ولأتلتيكو مدريد بالحصول على المهاجم الأورغوياني.
لقد ألغى سواريز عقده مع برشلونة، وبالتالي لم يحصل النادي الكاتالوني على أي مقابل مادي من هذه الصفقة، لكن أتليتكو مدريد وافق على أن يدفع بعض الحوافز المالية لبرشلونة بناء على المستويات التي سيقدمها اللاعب مع أتليتكو مدريد في نهاية كل موسم من الموسمين. وبالتالي، سيدفع أتليتكو مدريد ستة ملايين يورو على الأكثر. وربما يتمثل الخبر السار لبرشلونة - إذا كان من الممكن أن نصفه كذلك – في أن سواريز يلعب بشكل جيد الآن بالشكل الذي يجعل النادي الكتالوني يحصل على هذه الحوافز المالية! وقال سواريز: «أنا سعيد لأنني أشعر بالتقدير هنا. كان الناس يعتقدون أنه من السهل اللعب في برشلونة وإحراز 20 هدفاً. لكن هذا ليس سهلاً على الإطلاق. من الجيد إظهار أن هناك ميزة فيما فعلته، وأنه يمكنني اللعب على مستوى النخبة، وليس فقط لأنني كنت في برشلونة وألعب مع أفضل لاعب في العالم بجانبي».
وقد سُئل كومان مؤخراً عما إذا كان السماح لسواريز بالانتقال إلى أتليتكو مدريد ومساعدته على تصدر جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز يعد واحداً من أكبر الأخطاء التي ارتكبها برشلونة في تاريخه! وفي الحقيقة، لامس هذا السؤال وتراً حساساً لدى المدير الفني الهولندي، الذي قال: «أنتم لا تسألونني عنه إلا عندما يسجل الأهداف فقط!»، ومن المؤكد أن كومان سيواجه هذا السؤال كثيراً، نظراً لأن سواريز لا يتوقف عن إحراز الأهداف! أما بالنسبة لأولئك الذين اعتقدوا أن سواريز قد انتهى، فإن المهاجم الأورغوياني يذكرهم كل أسبوع بأهدافه القاتلة بأنه ما زال قادراً على العطاء وبكل قوة.
ولا يكتفي سواريز بإحراز الأهداف فقط، لكنه يقوم بدور القائد، ويلعب بكل قوة وتصميم وإرادة، وهي الصفات التي جعلت كوستا يصفه بأنه يمتلك «روح المحارب».
إنه يتحلى بالوعي الكبير والذكاء الخططي والتكتيكي والدقة والمهارة، وهي الصفات التي قد لا يلاحظها البعض عند الحديث عن سواريز. وعلاوة على ذلك، فإنه يتميز أيضاً بالتمرير الدقيق والتحكم الرائع في الكرة ومساعدة زملائه داخل الملعب، والدليل على ذلك أنه لم يكتف بإحراز 198 هدفاً مع برشلونة، لكنه صنع 98 هدفاً أيضاً.
وبعد انضمام سواريز، غير أتلتيكو مدريد طريقة اللعب، وأصبح يعتمد بشكل أكبر على الاستحواذ على الكرة والضغط العالي على الفريق المنافس. يقول سيميوني عن ذلك: «كل ذلك نتج عن وجود سواريز». وقال كوكي: «لقد تغيرنا بشكل جذري، وهو قادر على التكيف معنا بشكل رائع».
وفي ظل إقامة المباريات بدون جمهور، يمكنك أن تسمع صوت سواريز في الملاعب الخاوية، وهو يصرخ بشكل حاد في بعض الأحيان، أو هو يتحدث بشكل حاد وعاجل في أحيان أخرى.
وفي أوقات أخرى، تسمعه وهو يوجه زملاءه داخل الملعب، ليس فيما يتعلق بالمكان الذي يريد فيه تسلم الكرة، وإنما فيما يتعلق بالمكان الذي يتعين عليهم التحرك فيه. إنه بارع في قراءة المباريات والتفكير بسرعة أكبر من زملائه داخل الملعب، وبالتالي فهو يرى المساحات التي يتعين عليهم الانطلاق بها والتمريرات التي يتعين عليهم القيام بها.
ويقوم سواريز بكل ذلك رغم وصوله إلى سن الرابعة والثلاثين، وهو الأمر الذي يجعل حتى أولئك الذين يلعبون بجانبه يتعجبون حقاً مما إذا كان هذا هو عمره الحقيقي! ويعترف سواريز نفسه بأنه لم يتوقع أن تسير الأمور على ما يرام بهذا الشكل، ويعترف بأن هذا التألق قد لا يستمر دائماً.
وفي الحقيقة، تعد هذه هي أفضل بداية لسواريز مع كل الأندية التي لعب لها، بالشكل الذي جعل البعض يسأل سيميوني عما إذا كان سواريز هو أفضل صفقة عقدها أتليتكو مدريد تحت قيادته، ليرد المدير الفني الأرجنتيني قائلاً: «لا أستطيع التوقف عن التفكير في مثل هذه الأمور، لكنه لاعب استثنائي، وأنا سعيد لأنه معنا».


مقالات ذات صلة

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
رياضة عالمية المهاجم الدولي أليخاندرو (أ.ب)

غوميز نجم الأرجنتين يرفض الاتهامات بتعاطي المنشطات

نفى المهاجم الدولي الأرجنتيني أليخاندرو (بابو) غوميز، الأحد، تعاطيه المنشطات، وذلك رغم إيقافه لمدة عامين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مجلس مدينة مدريد طلب من السكان البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة (لاليغا)

تأجيل مباراة أتلتيكو مدريد وإشبيلية بسبب الأمطار

أجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه إشبيلية الأحد في ختام منافسات المرحلة الرابعة، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيلينغهام  (رويترز)

أنشيلوتي يثني على تألق بيلينغهام في الـ«ريمونتادا»

أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بفوز فريقه على مضيفه ألميريا 3-1 في الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتقدم ألميريا بهدف

«الشرق الأوسط» (مدريد)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».