بريطانيا تبدأ الحجر الفندقي للوافدين من دول بها نسخ متحورة من كورونا

جونسون يعتزم إنهاء الإغلاق العام بعد تطعيم 15 مليون شخص

مسافرون يصلون إلى فندق راديسون بلو بمطار هيثرو في لندن (رويترز)
مسافرون يصلون إلى فندق راديسون بلو بمطار هيثرو في لندن (رويترز)
TT

بريطانيا تبدأ الحجر الفندقي للوافدين من دول بها نسخ متحورة من كورونا

مسافرون يصلون إلى فندق راديسون بلو بمطار هيثرو في لندن (رويترز)
مسافرون يصلون إلى فندق راديسون بلو بمطار هيثرو في لندن (رويترز)

بدأت بريطانيا اليوم (الاثنين) فرض حجر صحي إلزامي في الفندق للمقيمين على أراضيها الوافدين من دول مصنفة خطرة، في تدبير يهدف إلى تجنّب استقدام النسخ المتحوّرة من فيروس كورونا وهي أكثر مقاومة للقاحات المتوافرة حالياً.
في مواجهة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 117 ألف شخص في المملكة المتحدة، تعتزم حكومة بوريس جونسون الحفاظ على ما حققته حملة التطعيم الواسعة النطاق، والتضحيات التي بذلها البريطانيون الذين يعيشون منذ مطلع يناير (كانون الثاني) في ظلّ إغلاق ثالث.
وذكر تقرير لوكالة الأنباء الألمانية أن جونسون يعتزم خلال الأيام القليلة القادمة إنهاء الإغلاق العام بسبب «كوفيد - 19» بعد تطعيم 15 مليوناً من مواطنيها الأكثر عرضة للمخاطر.
فبعدما حققت هدفها الطموح القاضي بتلقيح قبل منتصف فبراير (شباط) الفئات الأربع الأولى التي تضمّ أكثر الأشخاص ضعفاً، أُطلقت السلطات البريطانية برنامج تلقيح أوسع اعتباراً من الاثنين للأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و69 عاماً، وفقا لما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعطت بريطانيا 15.062 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح و537715 الجرعة الثانية، وذلك في أسرع عملية تطعيم، مقارنة بعدد السكان على مستوى البلاد الكبرى.
وقال وزير الصحة مات هانكوك عبر أثير إذاعة «تايمز راديو» اليوم (الاثنين): «يبدو أن كل شيء يجري على ما يرام هذا الصباح»، مضيفاً: «كل شيء يجري من دون مشاكل».
واعتبر هانكوك أن أعداد الوفيات والحالات التي تنقل إلى المستشفيات بـ«كورونا» لا تزال مرتفعة.
وتابع وزير الصحة البريطاني: «علينا مراقبة البيانات». وأضاف: «الجميع يريد الخروج من هذا بأسرع ما يمكن وبأمان». وقال: «المسألة قرار بشأن السرعة والأمان، متى يمكن أن نفعل ذلك بأمان. هذا هو القرار الذي سنصدره هذا الأسبوع، ننظر في البيانات، قبل أن يعرض رئيس الوزراء خريطة الطريق في 22 من هذا الشهر».
وتواجه البلاد نسخة متحوّرة من الفيروس أشد عدوى من الفيروس الأصلي تسببت بارتفاع حاد في عدد الإصابات. وتعتزم الحكومة تجنّب انتشار النسخ المتحوّرة التي قد تكون اللقاحات الراهنة أقل فعالية حيالها.
* حجر فندقي
وسبق أن منعت الحكومة دخول غير المقيمين الوافدين من 33 دولة مدرجة على اللائحة الحمراء وتشمل كل دول أميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا حيث تم اكتشاف نسخ متحوّرة جديدة.
واعتباراً من اليوم (الاثنين)، بات ينبغي على سكان بريطانيا والمواطنين الآيرلنديين الوافدين إلى إنجلترا من هذه الدول، الخضوع لحجر صحي في فندق تحت المراقبة لمدة 10 أيام. وينبغي أيضاً على المسافرين الآتين من دول أخرى الخضوع لحجر لمدة 10 أيام، لكن يمكن أن يعزلوا أنفسهم في منازلهم.
وتبلغ تكلفة المكوث في أحد فنادق الحجر على نفقة المسافرين بشكل كامل، 1750 جنيهاً إسترلينياً (قرابة ألفي يورو) وتشمل تكلفة فحصي الكشف عن الإصابة بالمرض. إذ إن هؤلاء وعلى غرار المسافرين الآخرين يجب أن يخضعوا لفحص «كوفيد» في اليومين الثاني والثامن من الحجر، إضافة إلى إبراز نتيجة سلبية لفحص أجروه قبل 72 ساعة من موعد رحلتهم.
ويواجه المخالفون عقوبات صارمة تبدأ بفرض غرامة بقيمة ألف جنيه إسترليني (1125 يورو) في حال لم يبرز الشخص عند وصوله نتيجة سلبية لفحص «كوفيد» وحتى 10 آلاف جنيه للأشخاص الذين يحاولون الفرار من الحجر في الفندق. ويواجه الوافدون الذين يخفون عبورهم في دولة مصنفة خطرة، عقوبة بالسجن 10 سنوات.
وينبغي حجز الإقامة في الفندق والفحوص بشكل مسبق على موقع إلكتروني مخصص. وسبق أن حجزت الحكومة قرابة خمسة آلاف غرفة مع قدرة استيعابية يمكن أن تصل إلى 58 ألف غرفة.
وتعرّض نظام الحجر في الفندق عند الوصول إلى إنجلترا، رغم أنه أقل شمولاً من النظام المفروض في دول أخرى على غرار أستراليا، لانتقادات خصوصاً من جانب المعارضة العمالية التي تعتبر أنه ليس كافياً.
وقررت الحكومة الأسكوتلندية بزعامة الاستقلالية نيكولا ستورجون، تطبيق التدابير المفروضة في إنجلترا، لكن على كافة الوافدين إليها. وهناك 1300 غرفة متوافرة في أسكوتلندا.
وعندما سُئل عن هذا الموضوع الأحد، اعتبر وزير الخارجية دومينيك راب أن فرض حجر فندقي على كافة الوافدين إلى إنجلترا، لن يكون «متناسباً».
ويثير هذا التدبير خشية العاملين في الفنادق من أن تتحوّل هذه الأخيرة إلى بؤر إصابة، بسبب عدم التمكن من تهوية الأماكن بشكل كافٍ.
وقال المسؤول في فندق سان جيل في مطار هيثرو شارلي إسلام - هاري، إن العاملين سيتأكدون بشكل منتظم من رفاه هؤلاء النزلاء الذين يُعتبرون من نوع آخر.
وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية: «بالتأكيد لن يكون الأمر سهلاً لهم أن يبقوا في غرفة فندق لمدة 10 أيام، من دون التمكن من الذهاب إلى أي مكان». وأضاف: «لكن بالطبع سنحاول خلال حجرهم أن نحافظ قدر الإمكان على مسافة منهم لأننا لا نعرف حقيقة وضعهم الصحي».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.