«بيتكوين» تواصل استقطاب الاستثمارات الرقمية

رئيس «تويتر» جاك دورسي وجاي زي يبدآن إنشاء صندوق خاص بالعملة المشفرة

صراف آلي للعملة الرقمية «بيتكوين» في مرسيليا بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)
صراف آلي للعملة الرقمية «بيتكوين» في مرسيليا بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)
TT

«بيتكوين» تواصل استقطاب الاستثمارات الرقمية

صراف آلي للعملة الرقمية «بيتكوين» في مرسيليا بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)
صراف آلي للعملة الرقمية «بيتكوين» في مرسيليا بجنوب فرنسا (أ.ف.ب)

تواصل العملة المشفرة «بيتكوين» استقطاب الاستثمارات الرقمية لصالحها، في وقت تتوسع فيه أسماء لامعة في الاقتصاد للاستثمار واعتمادها عملة للتعامل.
وبدأ جاك دورسي رئيس شركة «تويتر» وقطب موسيقى الهيب هوب جاي زي إنشاء صندوق لعملة «بيتكوين» الرقمية المشفرة معاً.
وأعلن دوروسي على «تويتر» مساء الجمعة، أن الرجلين سيجمعان 500 من عملات بيتكوين بقيمة نحو 24 مليون دولار - كرأسمال أولي.
ويهدف الصندوق إلى تمويل مشروعات «بيتكوين»، مع التركيز في البداية على فرق التطوير في أفريقيا والهند.
ويبحث دورسي وجاي زي عن شركاء آخرين ويعتزمان إنشاء المشروع كـ«صندوق استثمار مطلق غير قابل للإلغاء» لا يمكن لأي منهما إدارته بشكل فعال.
وحققت أقدم وأشهر العملات المشفرة نجاحاً كبيراً خلال الأسبوع الماضي. فقد تم الكشف يوم الاثنين عن أن شركة تيسلا للسيارات الكهربائية التي يمتلكها إيلون ماسك اشترت نحو 1.5 مليار دولار من «بيتكوين»، وستبدأ في قبول العملة المشفرة كدفعات مالية. وبعد ذلك، قالت شركة ماستركارد إنها ستقبل العملات المشفرة في شبكة الدفع الخاصة بها.
وارتفع سعر سهم شركة «تويتر إنك» الأميركية التي تدير موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الجمعة، بنسبة 4.4 في المائة ليواصل ارتفاعه لليوم العاشر على التوالي.
وارتفع سعر سهم موقع التدوينات الصغيرة خلال الأيام العشرة الأخيرة بنحو 40 في المائة، في أعقاب إعلان الشركة تحقيق إيرادات خلال الربع الأخير من العام الماضي تفوق التوقعات. وبلغ إجمالي أرباح الشركة خلال الربع الأخير من العام الماضي 222.12 مليون دولار بما يمثل 0.27 دولار للسهم، مقابل 118.77 مليون دولار، بما يمثل 0.15 دولار للسهم خلال الفترة نفسها من العام السابق. وتواصل العملة المشفرة «بيتكوين» ارتفاعاتها لمستويات قياسية خلال الشهر الحالي، إذ تخطت 47 ألف دولار على منصة التداول «بيتستامب».
وارتفعت قيمة «بيتكوين» بشكل ملحوظ الفترة الماضية، وهي زيادة تعود جزئياً إلى دعم الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك. وارتفعت قيمة عملة «بيتكوين» إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي، بعد أن أضاف إيلون ماسك علامة التجزئة هاشتاغ «بيتكوين» إلى سيرته الذاتية على «تويتر». كما تسبب أيضاً في ارتفاع العملة الرقمية الأقل شهرة الدوجكوين، والتي تم إطلاقها في الأصل على سبيل المزاح. وشهدت «بيتكوين» ارتفاعاً مذهلاً العام الماضي، ووصلت إلى 42 ألف دولار في أوائل عام 2021. وتراجعت قليلاً ثم ارتفعت مرة أخرى في نهاية يناير (كانون الأول).
ومن الواضح أن المستثمرين تخلصوا من أي مخاوف بشأن تنظيم أكثر تشديداً وتضييقاً. وفي الآونة الأخيرة، تحدثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لصالح الإشراف الوثيق على العملات الرقمية.
ويوم الاثنين الماضي، اشترت شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا ما قيمته 1.5 مليار دولار من عملات «بيتكوين»، وأعلنت أنها ستقبل العملة الرقمية كشكل من أشكال الدفع في المستقبل القريب.
وأدى الإعلان وقتها إلى رفع سعر «بيتكوين» إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 43000 دولار على منصة التداول عبر الإنترنت بيت ستامب.
وقالت الشركة التي يمتلكها إيلون ماسك، في بيان للجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، إن القرار يتماشى مع سياسة الاستثمار الجديدة، التي تتوقع استثمارات في الأصول الرقمية، وكذلك الذهب والأصول الأخرى التي لم يتم تداولها بعد.


مقالات ذات صلة

السلطات الأميركية توافق على إطلاق أول صناديق متداولة لعملة «الإيثريوم»

الاقتصاد رسم توضيحي يحاكي عملة «الإيثريوم» المشفرة أمام رسم بياني للأسهم والدولار (رويترز)

السلطات الأميركية توافق على إطلاق أول صناديق متداولة لعملة «الإيثريوم»

وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، رسمياً، على إطلاق صناديق تداول لعملة «الإيثريوم» المشفرة، بداية من صباح يوم الثلاثاء، لتتبع بذلك «بتكوين».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يساعده أفراد من الخدمة السرية بعد إطلاق النار خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا (رويترز)

محاولة اغتيال ترمب تُشعل الأسواق.. الدولار والبتكوين في صعود

ارتفع الدولار بشكل واسع يوم الاثنين وقفزت العملات المشفرة مع ازدياد رهانات فوز الرئيس الأسبق دونالد ترمب بالانتخابات الأميركية المقبلة في أعقاب محاولة اغتياله

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد نماذج للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

البتكوين ترتفع بنسبة 2.7 % بعد رد فعل ترمب على محاولة اغتياله

ارتفعت عملة البتكوين إلى ما يزيد على 60 ألف دولار بعد أن أثار رد فعل دونالد ترمب المتحدي على محاولة اغتياله تكهنات بأن فرص فوزه في الانتخابات قد ارتفعت.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عملات بتكوين معروضة خلال مؤتمر "بتكوين 2023" الذي عقد في ميامي بيتش بولاية فلوريدا (رويترز)

«بتكوين» تهبط إلى أدنى مستوى لها في 4 أشهر

هبطت عملة البتكوين إلى أدنى مستوى لها في 4 أشهر يوم الجمعة وانخفضت إلى ما دون مستويات الدعم الفني.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد العملة الرقمية «بتكوين» أمام رسم بياني للأسهم (رويترز)

«بتكوين» تهبط إلى أدنى مستوى في شهرين وسط مخاوف انتخابية

انخفضت قيمة «بتكوين» إلى أدنى مستوى لها في شهرين يوم الخميس، لتواصل انخفاضها المستمر منذ شهر، حيث أثرت حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها من خلال سياسات مثل التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب.

في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس السابق وزميله في الترشح، جيه دي فانس، عن فوائد إضعاف العملة لتعزيز التصنيع في البلاد وخفض العجز التجاري.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذرون من أن خطط خفض قيمة الدولار ستكون مكلِّفة وقصيرة الأجل، في حين أن السياسات الشعبوية مثل الرسوم الجمركية على السلع الخارجية من شأنها أن تعاكس تأثيرها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

وقال مدير صندوق في «إدموند دي روتشيلد» مايكل نيزارد: «هناك تناقض كبير في السوق اليوم - كان ترمب صريحاً بشأن خفض قيمة الدولار ولكن سياساته يجب أن تدعم العملة، على الأقل في الأمد القريب».

كان ترمب قد قال في مقابلة مع «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة لديها «مشكلة عملة كبيرة» فرضت «عبئاً هائلاً» على الشركات المصنعة التي تبيع السلع في الخارج.

وتتركز رؤية فانس لأميركا، التي وضعها في خطابه في المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، أيضاً على ضعف الدولار -إعادة بناء التصنيع الأميركي على البر والتراجع عن بعض العولمة في العقود الماضية.

وتأتي دعوات ترمب لإضعاف العملة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار، على الرغم من الانخفاض الأخير، بنسبة 15 في المائة مقابل سلة من العملات منذ تولى الرئيس جو بايدن، منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والعجز التجاري الأميركي أكبر بمقدار الثلث مقارنةً بعام 2019 وبلغ 773 مليار دولار العام الماضي. ويرجع ذلك أيضاً إلى قوة الاقتصاد الأميركي ووصول أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «يو بي إس» شهاب غالينوس، إنه لا توجد طريق واضحة للرئيس لاتخاذها لخفض قيمة العملة. وقال: «المشكلة الأساسية هي أنه لا يوجد شعور بأن الدولار الأميركي مُبالَغ في قيمته».

إن العقبة الكبيرة التي يواجهها ترمب وفانس في محاولتهما لإضعاف العملة هي أن سياساتهما الأخرى قد تدعم الدولار، وفق «فاينانشيال تايمز». وقال ترمب إنه يريد فرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية ورسوم بنسبة 10 في المائة على الواردات من بقية العالم إذا عاد إلى البيت الأبيض.

مبنى بورصة نيويورك (أ.ب)

ويقول الاستراتيجيون إن هذا يفرض عبئاً أكبر على العملات خارج الولايات المتحدة، حيث التجارة عبر الحدود أكبر نسبياً لحجم الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن التعريفات الجمركية المرتفعة من شأنها أن تُلحق مزيداً من الضرر بالاقتصادات غير الأميركية، وتحدّ من نموها وتُضعف عملاتها. في الأسبوع الماضي، أوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن التعريفات الجمركية من المرجح أن تدفع البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة وإضعاف اليورو.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية أيضاً إلى زيادة التكاليف المحلية، مما يدفع التضخم إلى الارتفاع ويُبقي أسعار الفائدة مرتفعة. وفي حين يصعب التنبؤ بالتأثير، قدّر رئيس أبحاث العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «ستاندرد تشارترد» ستيف إنغلاندر، أن اقتراح ترمب للتعريفات الجمركية قد يرفع الأسعار بنسبة 1.8 في المائة على مدى عامين، في غياب تأثيرات الجولة الثانية.

وقال رئيس النقد الأجنبي العالمي في «مورغان ستانلي» جيمس لورد: «ستؤدي التعريفات الجمركية، إذا كان كل شيء آخر متساوياً، إلى زيادة قوة الدولار، خصوصاً إذا أدى الانتقام من الشركاء التجاريين في شكل تعريفات جمركية إلى زيادة مخاطر النمو الإضافية للاقتصاد العالمي».

كما قال ترمب إنه سيمدد التخفيضات الضريبية التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ولمّح إلى مزيد من التخفيضات الضريبية التي قد تضيف ضغوطاً إلى العجز المالي الهائل في الولايات المتحدة وتبطئ وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذّرون أيضاً من أن خيارات ترمب الأخرى لخفض قيمة الدولار محدودة بسبب الاضطرابات التي قد تشعر بها الأسواق العالمية.

لم تتم محاولة خفض قيمة الدولار منذ اتفاق بلازا في عام 1985، الذي حقق بعض النجاح ولكنه كان مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الأميركية.

يمكن لترمب أن يضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن تآكل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسةً رسميةً لحملته... ومع ذلك، من المرجح أن يثير هذا قلق الأسواق.

وحسب رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك» جورج سارافيلوس، فإن الدولار يجب أن ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 40 في المائة لإغلاق العجز التجاري الأميركي.

وقال استراتيجي أسعار الفائدة العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل» إدوارد الحسيني: «إن تكلفة الاضطراب هائلة للغاية... السوق هنا ستكون قوة موازنة قوية»، مضيفاً أن أي تدخل لإضعاف الدولار «غير مرجح للغاية».

كان أحد المقترحات لإضعاف العملة هو أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة. ومع ذلك، فإن الصندوق لديه نحو 200 مليار دولار من الأصول لشراء العملات الأجنبية، التي يخشى المحللون أن تنفد قريباً.

وقد يواجه ترمب وفانس مشكلات مع ناخبيهما. وقال غالينوس: «الطريقة الأكثر وضوحاً لحدوث هذا التخفيض في القيمة هي أن تفقد الولايات المتحدة استثنائيتها الاقتصادية. لكنَّ الدولار يظل عملة الاحتياطي العالمي وملاذاً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ومن بين تعهدات الحزب الجمهوري لعام 2024 الحفاظ على الدولار الأميركي عملةً احتياطية عالمية».