جزائريون في فرنسا يتبرعون بـ5 آلاف جهاز تنفس لبلدهم

ممرض يحمل جرعة من لقاح «سبوتنيك» الروسي الذي تستخدمه الجزائر في التلقيح (رويترز)
ممرض يحمل جرعة من لقاح «سبوتنيك» الروسي الذي تستخدمه الجزائر في التلقيح (رويترز)
TT

جزائريون في فرنسا يتبرعون بـ5 آلاف جهاز تنفس لبلدهم

ممرض يحمل جرعة من لقاح «سبوتنيك» الروسي الذي تستخدمه الجزائر في التلقيح (رويترز)
ممرض يحمل جرعة من لقاح «سبوتنيك» الروسي الذي تستخدمه الجزائر في التلقيح (رويترز)

أعلن جزائريون يقيمون بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا عن جمع تبرعات تسمح بشراء 5 آلاف جهاز مساعد على التنفس لإرساله إلى المستشفيات الجزائرية، في إطار مساعدة الحكومة على التكفل بالمصابين بفيروس كورونا. وتشهد «الوضعية الوبائية» تحسناً، في الأسابيع الماضية، واستقرت الإصابات خلال الأيام الـ10 الماضية بين 200 و260، في حين تراوحت الوفيات بين 5 و8.
وذكرت جمعية «جزائريون متضامنون»، التي تضم مهاجرين جزائريين بمرسيليا، على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أمس، أنها ستشحن أجهزة التنفس الاصطناعي، في 6 حاويات طول الواحدة منها 40 قدماً، من ميناء المدينة إلى العاصمة الجزائرية «في الأسابيع المقبلة»، مبرزة أن فريقاً من الأطباء المتطوعين ومتعاونين معها، سيتكفلون بتركيب الأجهزة قبل توزيعها، في مرحلة ثانية على المستشفيات التي تشهد ضغطاً، بسبب كثرة الإصابات بـ«كوفيد - 19».
وأفادت بأنها تنسق عملها بهذا الخصوص مع ناشطي «جمعية علماء المسلمين الجزائريين»، وهو تنظيم آخر نشأ خلال فترة الاستعمار الفرنسي. وأكدت أن تنظيم «الإغاثة الإسلامية بفرنسا»، هو الذي موّل الجزء الأكبر من المشروع، وقالت إنها «تشكر جاليتنا في الخارج، وأيضاً الجزائريين في الداخل، الذين تفاعلوا معنا وتبرعوا بسخاء من أجل تجسيد هذا المشروع».
وأرسلت «جزائريون متضامنون»، 1500 جهاز تنفس بين شهري يوليو (تموز) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، مبرزة أنه «بعد تلقي ردود أفعال إيجابية على فاعلية أجهزة التنفس من أطباء مختصين وتزايد الطلب عليها، رأت الجمعية وضمن إطار الشراكة مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، المنفذ للمشروع، أن تُطلق حملة جديدة للمشروع الثاني والبدء في جمع التبرعات لشراء 5000 جهاز مساعد على التنفس».
وبحسب الجمعية، «بمجرد إطلاق حملة التبرعات للمشروع الثاني، بدأ أفراد الجالية الوطنية في الخارج بالتفاعل معه. كما رأت الجمعية أنه من المفيد إيجاد شراكات مع تنظيمات محلية فرنسية. وبعد اتصالات، وافقت الإغاثة الإسلامية بفرنسا على دعم المشروع بمبلغ سخي، والدخول معنا في شراكة لتنفيذه».
وتسلمت الحكومة 500 ألف جرعة من اللقاح الروسي «سبوتنيك v»، منذ أسبوع. وبدأت بتطعيم الكوادر الطبية والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والمسنين، كما أعلنت عن تسلم جزء من حصة الجزائر من لقاح «أسترازينيكا» في إطار منظمة «كوفاكس» وتقدر بمليونين و200 ألف و800 جرعة، أواخر الشهر الجاري. ويسود غموض كبير حول قدرة الحكومة على تطعيم 30 مليون جزائري (من 44 مليون نسمة)، كما تعهدت بذلك بنهاية العام الماضي. ويشار إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون، يوجد بألمانيا منذ شهر، حيث أجريت على قدمه عملية جراحية من تبعات الإصابة بكورونا. وقضى شهرين متتاليين بمصحة في ألمانيا؛ نهاية أكتوبر إلى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضيين، بعد أن تدهورت حالته بسبب الوباء وعاد إلى البلاد لبضعة أيام للتوقيع على قانون الموازنة 2021.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.