يوسف النصيري... أسد أطلسي لا يتوقف عن الإبداع في إشبيلية

النجم المغربي أول لاعب في تاريخ النادي الأندلسي يسجل «هاتريك» في مباراتين متتاليتين منذ عام 1943

TT

يوسف النصيري... أسد أطلسي لا يتوقف عن الإبداع في إشبيلية

لم يرَ يوسف النصيري اللحظة التي أصبح فيها هدافاً للدوري الإسباني الممتاز في المرحلة العشرين من المسابقة بصورة جيدة؛ حيث كان المهاجم المغربي قد عاد للتوّ إلى أرض الملعب بعدما وضع مدافع قادش، بيدرو ألكالا، إصبعه في عينه اليسرى. وبينما كان لاعبو قادش يدخلون في نقاش حاد مع حكم اللقاء، كان النصيري يجلس بجوار خط التماس يمسك شاشاً ويضعه على عينه. وبسبب رغبته في المشاركة في الركلة الحرة التي احتسبها حكم اللقاء لفريقه، نهض النصيري سريعاً وعاد إلى أرض الملعب ونجح في استقبال الكرة العرضية وتسجيل هدف برأسية رائعة.
وبعد إحرازه لهذا الهدف، ركض النصيري مرة أخرى بجوار خط التماس واحتفل بالهدف، ثم خرج لمواصلة تلقي العلاج. وقال النجم المغربي بعد نهاية المباراة: «لقد سجلت بعين واحدة فقط، ولم أكن قادراً على الرؤية بشكل جيد». وكان هذا هو الهدف الثاني لنادي إشبيلية في اللقاء، بينما لم يكن يتبقى على نهاية الشوط الأول سوى 5 دقائق فقط. كما كان هذا هو الهدف الثاني للنصيري في هذه المباراة، وهو الأمر الذي جعله يتساوى مع النجم الأورغوياني لويس سواريز في صدارة هدافي الدوري الإسباني الممتاز. لكن النصيري لم يكتفِ بذلك، ففي الشوط الثاني تمكن النجم المغربي من إحراز الهدف الثالث له ولفريقه، ليعتلي صدارة الهدافين منفرداً، ويقود إشبيلية لاحتلال المركز الثالث في جدول الترتيب.
لكن في اليوم التالي مباشرة، نجح برشلونة في انتزاع المركز الثالث من إشبيلية، كما نجح سواريز في إحراز هدف آخر ليتساوى مرة أخرى مع النصيري هدافاً للمسابقة. وتجب الإشارة إلى أن نادي إشبيلية، الذي حصل على لقب الدوري الأوروبي ووصل للمباراة النهائية لكأس السوبر الإسبانية، ربما يكون أقل نادٍ حصولاً على الراحة، ليس هذا العام فحسب، ولكن خلال الأعوام السابقة أيضاً. ومع ذلك، يحقق الفريق نتائج رائعة ويحتل مركزاً من المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
لقد ترك النصيري ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» معقل أشبيلية، وكأنه طفل صغير كان يتدرب على ركلات الجزاء؛ حيث كان لا يزال يرتدي ملابسه الرياضية ويضع الكرة تحت ذراعه. وكان النجم المغربي قد سجل 3 أهداف «هاتريك» في مرمى ريال سوسيداد قبل مباراة قادش بـ14 يوماً، ليصبح أول لاعب يسجل هاتريك في مباراتين متتاليتين على ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» منذ رافاييل بيروكال في عام 1943.
وتجب الإشارة إلى أن لاعباً واحداً فقط من نادي إشبيلية حصل على لقب هداف الدوري الإسباني الممتاز، وهو خوان أرزا في عام 1955. وربما لن يتمكن أي لاعب من إشبيلية من تحقيق هذا الإنجاز مرة أخرى في حقيقة الأمر. لكن النصيري سجل 12 هدفاً في الدوري، و16 هدفاً في جميع المسابقات، أكثر من أي لاعب آخر في إسبانيا. كما سجل المهاجم المغربي 7 أهداف في آخر 3 مباريات بالدوري، وسجل 8 أهداف من آخر 10 أهداف لإشبيلية، وهو ما يعني أنه يسجل هدفاً كل 91 دقيقة. (ينفرد لويس سواريز بصدارة هدافي الدوري الإسباني حتى المرحلة 21 من المسابقة هذا الموسم برصيد 14 هدفاً، بفارق هدفين أمام أقرب ملاحقيه المغربي النصيري بعد إحرازه هدفين في شباك قادش).
وبسبب هذا الأداء الاستثنائي، قال زميله في الفريق، جول كوندي: «يجب أن نسبق اسمه بلقب تعبيراً عن الاحترام»، وأشار بعض اللاعبين إليه باسم «السير» يوسف النصيري، كما وصفه موقع «دياريو دي إشبيلية» بأنه «الإعصار يوسف» و«الرجل الذي لمسته العصا السحرية للهدافين». وفي الحقيقة، لم يتوقع أحد أن يتألق النصيري بهذا الشكل، حتى المدير الفني لإشبيلية، جولين لوبيتيغي، والمدير الرياضي للنادي، مونشي، لكن تجب الإشادة بهما كثيراً لأنهما هما من قررا التعاقد معه. وبعد الثلاثية الثانية، قال لوبيتيغي: «إنه في المكان المثالي». وقد كان لوبيتيغن محقاً تماماً في ذلك. لقد ذهب النصيري ذات مرة إلى نادي تشيلسي من أجل الخضوع لفترة اختبار، لكنه لم يستمر سوى 3 أسابيع فقط، وقال عن ذلك في وقت لاحق: «لقد كان الجو بارداً، ولم أستطع تحمل المزيد».
ولد النصيري في مدينة فاس المغربية، وانضم إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في الرباط وهو في الثانية عشرة من عمره. وقد وصف أحد كشافة اللاعبين هذه الأكاديمية بأنها «المكان المناسب» في المغرب؛ حيث تضم مرافق رائعة، لكن المشكلة الكبرى تتمثل في أنه لا يوجد بها فريق أول يشارك في بطولة الدوري المغربي الممتاز. لكن هذه الأكاديمية ترتبط بعلاقات وثيقة بنادي ملقة.
ولم تكن اللمسة الأولى للنصيري جيدة، ونفس الأمر ينطبق أيضاً على اتخاذاه للقرارات داخل الملعب. كما كان صغيراً وهادئاً، وكان هناك كثير من الشكوك حول قدرته على الاعتناء بنفسه وما إذا كانت لديه الجدية والنضج الكافيين لمواصلة اللعب على المستوى الاحترافي. لكنه كان متميزاً من الناحية البدنية. ويتذكر المدير الفني الإسباني خواندي راموس، الذي أشرك النصيري في أول مباراة له مع ملقة، اللاعب المغربي بأنه كان في «حالة بدنية هائلة تتفوق بالفعل على اللاعبين المحترفين، ولهذا السبب دفعت به في المباريات على الرغم من أنه كان يعاني من مشكلات خططية وتكتيكية بشكل طبيعي».
وعندما انضم النصيري إلى ليغانيس، كان أغلى صفقة في تاريخ النادي بـ5 ملايين يورو، ولعب إلى جانب المهاجم الدنماركي مارتن برايثوايت. وقال المدير الفني لليغانيس في ذلك الوقت، خافيير أغيري، عنهما: «لقد كانت شراكة هجومية جيدة للغاية»، قبل أن يرحل اللاعبان عن النادي بعد فترة وجيزة. وأضاف: «إنهما يكمل بعضهما البعض، لكنهما سريعان للغاية وينظر بعضهما إلى البعض ويعرفان جيداً ما يريدان القيام به. لكن بعد ذلك، رحل النصيري!»
انتقل النصيري إلى إشبيلية مقابل 20 مليون يورو في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، وبصراحة تفاجأ البعض بإبرام هذه الصفقة بهذا المقابل المادي الكبير. حتى في ملقة، لم يشعر كثيرون بالحزن أو الأسف لرحيل اللاعب المغربي إلى ليغانيس. والآن، كانت هناك شكوك حول قدرته على التألق في إشبيلية. وبالنظر إلى أن النصيري لا يمتلك مهارات كبيرة أو لمسة جيدة ويضيع كثيراً من الفرص أمام المرمى، رأى كثيرون أنه لا يستحق الـ20 مليون يورو التي دفعها إشبيلية من أجل التعاقد معه.
ومع ذلك، كان إشبيلية بحاجة إلى لاعب بمثل هذه المواصفات؛ حيث كان مؤنس دابور على وشك الرحيل بعد أن لعب مباراتين فقط في الدوري ولم يسجل أي أهداف، وتبعه المهاجم المكسيكي ولاعب مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق تشيتشاريتو هيرنانديز بعد أن سجل هدفاً وحيداً، ولم يسجل المهاجمان الهولندي لوك دي يونغ أو المغربي منير الحدادي سوى هدفين فقط في الدوري مع نهاية العام. صحيح أن التعاقد مع النصيري بهذا المبلغ الكبير كان بمثابة مخاطرة، لكن النادي الإسباني لم يكن أمامه خيار آخر. وقد رأى مدير الكرة بنادي إشبيلية، مونشي، أن النصيري يمتلك السرعة والقوة والشراسة والرغبة في القتال حتى آخر نفس، وهي الصفات التي يحتاجها النادي.
ونجح النصيري في هز الشباك في 3 مباريات من أول 4 مباريات لعبها مع إشبيلية بالدوري، لكنه صام عن التهديف حتى الأسبوع 36 من الموسم الماضي، الذي سجل خلاله 6 أهداف. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن النصيري سجل 11 هدفاً من الـ19 هدفاً التي سجلها مع الفريق عندما شارك بديلاً. وعندما كان المرء يشاهد مباريات إشبيلية الموسم الماضي، كان يدرك على الفور أن هذا الفريق لا ينقصه سوى مهاجم قناص قادر على استغلال أنصاف الفرص أمام مرمى المنافسين.
وبحلول نهاية الموسم، استعاد لوك دي يونغ كثيراً من خطورته، وكان موجوداً في الأوقات الصعبة؛ حيث نجح في إحراز أهداف أمام مانشستر يونايتد، ومرتين أمام إنتر ميلان. ومن ناحية أخرى، كان النصيري قد نجح في هز الشباك أمام روما، لكنه عندما شارك بديلاً أمام بايرن ميونيخ في نهائي كأس السوبر الأوروبية قبل نهاية المباراة بدقيقتين فقط أتيحت له فرصة محققة أمام المرمى، لكنه أهدرها بشكل غريب. وبعد نهاية المباراة، ظل يبكي بشدة.
ولم يشارك النصيري سوى مرة واحدة فقط في التشكيلة الأساسية لفريقه في أول 4 مباريات في الدوري الإسباني الممتاز، ولم يشارك في أي مباراة من المباريات الأربع الأولى في أوروبا، ولم يكن ينظر إليه على أنه المهاجم الأساسي لإشبيلية. لكن عندما سجل هدف الفوز ضد ليفانتي في المباراة الثانية، كتب مونشي: «الحياة تقدم دائماً فرصة للانتقام؛ أنت تستحقها». وبدأت الأمور تتغير ببطء وبهدوء. ومن الخطأ أن ننظر إلى مونشي على أنه مجرد الرجل الذي يتعاقد مع اللاعبين الجدد؛ فهو أيضاً الرجل الذي يبني بيئة مناسبة تساعد اللاعبين على تحقيق النجاح. كما أن لوبيتيغي من بين المديرين الفنيين القلائل الذين يهتمون بأدق التفاصيل ويعملون دائماً على تطوير قدرات وإمكانات اللاعبين، حتى لو كان الجدول المزدحم للمباريات لا يمنحه الوقت الكافي للقيام بهذا العمل كما يريد.
ومن الناحية الفنية، يعاني النصيري من بعض القصور، فهو لا يجيد اللعب سوى بقدم واحدة، ويتعين عليه تعلم كثير مما يتعلق بالتمركز داخل الملعب واتخاذ القرارات وكيفية اللعب، ومتى يتراجع للخلف ومتى ينطلق للأمام، ومتى يمرر وفي أي اتجاه. ومع ذلك، يتميز النجم المغربي بالسرعة الفائقة والقدرة على الركض بشكل متواصل ومن دون ملل، وهو الأمر الذي يميزه عن غيره من المهاجمين. وعلاوة على ذلك، فإنه لا يتوقف عن المحاولة، كما أنه لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو ما يعني أن أمامه متسعاً من الوقت من أجل التعلم والتطور. كما يستفيد المهاجم المغربي من اللعب بجوار عدد من اللاعبين المميزين، وعلى رأسهم الجناح الإسباني سوسو، وهو الأمر الذي ساعده على إحراز 12 هدفاً حتى الآن في الدوري الإسباني الممتاز هذا الموسم، رغم أن أهدافه في الدوري في المواسم السابقة كانت؛ هدفاً، ثم 4، ثم 9، ثم 8. لكن إشبيلية يدرك جيداً أن النصيري لن يواصل هز الشباك بشكل مستمر، لكن يتعين على النادي أن يوفر له البيئة المناسبة للتألق قدر المستطاع ولأطول فترة ممكنة. وفي وسائل الإعلام، يعتقد البعض أنه يتعين على إشبيلية أن يبيع النصيري الآن وهو في قمة تألقه، وما زال نادي وستهام يونايتد مهتماً بالتعاقد معه ومستعد لدفع كثير من الدولارات.
لكن الحقيقة أن إشبيلية يحتاج النصيري، كما أن النصيري يحتاج إشبيلية. وهناك سبب آخر لضرورة بقاء النصيري، وهو أن المهاجم الأرجنتيني بابو غوميز على وشك الرحيل. وعلاوة على ذلك، فإن الأهداف الـ16 التي سجلها النصيري هذا الموسم تقل بهدف واحد فقط عن إجمالي عدد الأهداف التي سجلها زميله في الفريبق الأرجنتيني أوكامبوس الموسم الماضي، وهو الأمر الذي يجعله هدافاً للدوري متفوقاً على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وجيرارد مورينو وكريم بنزيمة، لكن سواريز يتفوق عليه حالياً، وهو إنجاز كبير بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك. وقال لوبيتيغي عن ذلك: «هذا ليس حظاً. يوسف في عمر رائع لمواصلة النمو والتطور، وهو في المكان المثالي».
وقال النصيري، وهو يمسك كرة أخرى في يده: «لم يتغير شيء؛ فكل شيء يأتي بالعمل الجاد وبالتركيز. وسأبقى، ولن أذهب إلى أي مكان آخر، فأنا أريد أن أنهي الموسم هنا، وإشبيلية نادٍ كبير أيضاً». ومن المعروف للجميع أن نادي إشبيليه، الذي احتفل بمرور 131 عاماً على إنشائه في الأول من الشهر الحالي، يساعد اللاعبين دائماً على التحسن والتطور، والآن هذا هو وقت تألق «الملك ذي العين الواحدة».
لم يمر إنجاز النصيري مرور الكرام على مدرب منتخب بلاده البوسني وحيد خليلودزيتش ومساعده حجي. وهنّأ خليلودزيتش قلب هجوم فريقه، المقبل على مواجهة جمهورية أفريقيا الوسطى وموريتانيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقررة في الكاميرون مطلع العام المقبل، في رسالة: «مرحباً يوسف، أهنئك على الثلاثية، لقد قدمت مباراة جيدة جداً، تستحق المزيد. حظاً سعيداً في المباريات المقبلة». من جهته، أشاد حجي بالأداء الذي قدّمه مهاجم إشبيلية، وقال: «هاتريك رائع، سعيد من أجلك يوسف، أنت على الطريق الصحيح، استمر، نحن سعداء بك في الجهاز الفني للمنتخب المغربي».
كما حظي النصيري بإشادات واسعة في وسائل الإعلام بالقارة العجوز. ففي إسبانيا، عنونت «موندو ديبورتيفو» مقالها بـ«النصيري الناري»، فيما كتبت صحيفة «آس» أن «(ملعب) سانشيس بيسخوان أصبح حديقة النصيري» في إشارة إلى ملعب إشبيلية. وأكدت صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية أن «أسد الأطلس لا يتوقف أبداً عن الإبداع في إشبيلية»، فيما اعتبر موقع «سو فوت» الفرنسي أن «يوسف النصيري قرر عدم إضاعة الوقت في عام 2021»، حتى إنها لقبته بـ«الزناد المغربي لنادي إشبيلية».
في بلجيكا أيضاً، أوضحت صحيفة «والفوت» أن «الأندلسيين سلموا مفاتيح الشاحنة ليوسف النصيري»، فيما منحته صحيفة «أبولا» البرتغالية جائزة «بيتشيتشي» التي تمنح لأفضل هداف في الليغا. في هولندا، تعاملت وسائل الإعلام مع الموضوع من زاوية أخرى.
وكتبت صحيفة «ألخمين داخبلاد» أن «منافس دي يونغ يسجل ثلاثيته الثانية هذا الشهر في إشبيلية» في إشارة إلى مواطنها لوك الذي كان النصيري بديلاً له عندما انضم إلى صفوف إشبيلية.


مقالات ذات صلة

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
رياضة عالمية المهاجم الدولي أليخاندرو (أ.ب)

غوميز نجم الأرجنتين يرفض الاتهامات بتعاطي المنشطات

نفى المهاجم الدولي الأرجنتيني أليخاندرو (بابو) غوميز، الأحد، تعاطيه المنشطات، وذلك رغم إيقافه لمدة عامين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مجلس مدينة مدريد طلب من السكان البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة (لاليغا)

تأجيل مباراة أتلتيكو مدريد وإشبيلية بسبب الأمطار

أجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه إشبيلية الأحد في ختام منافسات المرحلة الرابعة، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيلينغهام  (رويترز)

أنشيلوتي يثني على تألق بيلينغهام في الـ«ريمونتادا»

أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بفوز فريقه على مضيفه ألميريا 3-1 في الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتقدم ألميريا بهدف

«الشرق الأوسط» (مدريد)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».