يوسف النصيري... أسد أطلسي لا يتوقف عن الإبداع في إشبيلية

النجم المغربي أول لاعب في تاريخ النادي الأندلسي يسجل «هاتريك» في مباراتين متتاليتين منذ عام 1943

TT

يوسف النصيري... أسد أطلسي لا يتوقف عن الإبداع في إشبيلية

لم يرَ يوسف النصيري اللحظة التي أصبح فيها هدافاً للدوري الإسباني الممتاز في المرحلة العشرين من المسابقة بصورة جيدة؛ حيث كان المهاجم المغربي قد عاد للتوّ إلى أرض الملعب بعدما وضع مدافع قادش، بيدرو ألكالا، إصبعه في عينه اليسرى. وبينما كان لاعبو قادش يدخلون في نقاش حاد مع حكم اللقاء، كان النصيري يجلس بجوار خط التماس يمسك شاشاً ويضعه على عينه. وبسبب رغبته في المشاركة في الركلة الحرة التي احتسبها حكم اللقاء لفريقه، نهض النصيري سريعاً وعاد إلى أرض الملعب ونجح في استقبال الكرة العرضية وتسجيل هدف برأسية رائعة.
وبعد إحرازه لهذا الهدف، ركض النصيري مرة أخرى بجوار خط التماس واحتفل بالهدف، ثم خرج لمواصلة تلقي العلاج. وقال النجم المغربي بعد نهاية المباراة: «لقد سجلت بعين واحدة فقط، ولم أكن قادراً على الرؤية بشكل جيد». وكان هذا هو الهدف الثاني لنادي إشبيلية في اللقاء، بينما لم يكن يتبقى على نهاية الشوط الأول سوى 5 دقائق فقط. كما كان هذا هو الهدف الثاني للنصيري في هذه المباراة، وهو الأمر الذي جعله يتساوى مع النجم الأورغوياني لويس سواريز في صدارة هدافي الدوري الإسباني الممتاز. لكن النصيري لم يكتفِ بذلك، ففي الشوط الثاني تمكن النجم المغربي من إحراز الهدف الثالث له ولفريقه، ليعتلي صدارة الهدافين منفرداً، ويقود إشبيلية لاحتلال المركز الثالث في جدول الترتيب.
لكن في اليوم التالي مباشرة، نجح برشلونة في انتزاع المركز الثالث من إشبيلية، كما نجح سواريز في إحراز هدف آخر ليتساوى مرة أخرى مع النصيري هدافاً للمسابقة. وتجب الإشارة إلى أن نادي إشبيلية، الذي حصل على لقب الدوري الأوروبي ووصل للمباراة النهائية لكأس السوبر الإسبانية، ربما يكون أقل نادٍ حصولاً على الراحة، ليس هذا العام فحسب، ولكن خلال الأعوام السابقة أيضاً. ومع ذلك، يحقق الفريق نتائج رائعة ويحتل مركزاً من المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
لقد ترك النصيري ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» معقل أشبيلية، وكأنه طفل صغير كان يتدرب على ركلات الجزاء؛ حيث كان لا يزال يرتدي ملابسه الرياضية ويضع الكرة تحت ذراعه. وكان النجم المغربي قد سجل 3 أهداف «هاتريك» في مرمى ريال سوسيداد قبل مباراة قادش بـ14 يوماً، ليصبح أول لاعب يسجل هاتريك في مباراتين متتاليتين على ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» منذ رافاييل بيروكال في عام 1943.
وتجب الإشارة إلى أن لاعباً واحداً فقط من نادي إشبيلية حصل على لقب هداف الدوري الإسباني الممتاز، وهو خوان أرزا في عام 1955. وربما لن يتمكن أي لاعب من إشبيلية من تحقيق هذا الإنجاز مرة أخرى في حقيقة الأمر. لكن النصيري سجل 12 هدفاً في الدوري، و16 هدفاً في جميع المسابقات، أكثر من أي لاعب آخر في إسبانيا. كما سجل المهاجم المغربي 7 أهداف في آخر 3 مباريات بالدوري، وسجل 8 أهداف من آخر 10 أهداف لإشبيلية، وهو ما يعني أنه يسجل هدفاً كل 91 دقيقة. (ينفرد لويس سواريز بصدارة هدافي الدوري الإسباني حتى المرحلة 21 من المسابقة هذا الموسم برصيد 14 هدفاً، بفارق هدفين أمام أقرب ملاحقيه المغربي النصيري بعد إحرازه هدفين في شباك قادش).
وبسبب هذا الأداء الاستثنائي، قال زميله في الفريق، جول كوندي: «يجب أن نسبق اسمه بلقب تعبيراً عن الاحترام»، وأشار بعض اللاعبين إليه باسم «السير» يوسف النصيري، كما وصفه موقع «دياريو دي إشبيلية» بأنه «الإعصار يوسف» و«الرجل الذي لمسته العصا السحرية للهدافين». وفي الحقيقة، لم يتوقع أحد أن يتألق النصيري بهذا الشكل، حتى المدير الفني لإشبيلية، جولين لوبيتيغي، والمدير الرياضي للنادي، مونشي، لكن تجب الإشادة بهما كثيراً لأنهما هما من قررا التعاقد معه. وبعد الثلاثية الثانية، قال لوبيتيغي: «إنه في المكان المثالي». وقد كان لوبيتيغن محقاً تماماً في ذلك. لقد ذهب النصيري ذات مرة إلى نادي تشيلسي من أجل الخضوع لفترة اختبار، لكنه لم يستمر سوى 3 أسابيع فقط، وقال عن ذلك في وقت لاحق: «لقد كان الجو بارداً، ولم أستطع تحمل المزيد».
ولد النصيري في مدينة فاس المغربية، وانضم إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في الرباط وهو في الثانية عشرة من عمره. وقد وصف أحد كشافة اللاعبين هذه الأكاديمية بأنها «المكان المناسب» في المغرب؛ حيث تضم مرافق رائعة، لكن المشكلة الكبرى تتمثل في أنه لا يوجد بها فريق أول يشارك في بطولة الدوري المغربي الممتاز. لكن هذه الأكاديمية ترتبط بعلاقات وثيقة بنادي ملقة.
ولم تكن اللمسة الأولى للنصيري جيدة، ونفس الأمر ينطبق أيضاً على اتخاذاه للقرارات داخل الملعب. كما كان صغيراً وهادئاً، وكان هناك كثير من الشكوك حول قدرته على الاعتناء بنفسه وما إذا كانت لديه الجدية والنضج الكافيين لمواصلة اللعب على المستوى الاحترافي. لكنه كان متميزاً من الناحية البدنية. ويتذكر المدير الفني الإسباني خواندي راموس، الذي أشرك النصيري في أول مباراة له مع ملقة، اللاعب المغربي بأنه كان في «حالة بدنية هائلة تتفوق بالفعل على اللاعبين المحترفين، ولهذا السبب دفعت به في المباريات على الرغم من أنه كان يعاني من مشكلات خططية وتكتيكية بشكل طبيعي».
وعندما انضم النصيري إلى ليغانيس، كان أغلى صفقة في تاريخ النادي بـ5 ملايين يورو، ولعب إلى جانب المهاجم الدنماركي مارتن برايثوايت. وقال المدير الفني لليغانيس في ذلك الوقت، خافيير أغيري، عنهما: «لقد كانت شراكة هجومية جيدة للغاية»، قبل أن يرحل اللاعبان عن النادي بعد فترة وجيزة. وأضاف: «إنهما يكمل بعضهما البعض، لكنهما سريعان للغاية وينظر بعضهما إلى البعض ويعرفان جيداً ما يريدان القيام به. لكن بعد ذلك، رحل النصيري!»
انتقل النصيري إلى إشبيلية مقابل 20 مليون يورو في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، وبصراحة تفاجأ البعض بإبرام هذه الصفقة بهذا المقابل المادي الكبير. حتى في ملقة، لم يشعر كثيرون بالحزن أو الأسف لرحيل اللاعب المغربي إلى ليغانيس. والآن، كانت هناك شكوك حول قدرته على التألق في إشبيلية. وبالنظر إلى أن النصيري لا يمتلك مهارات كبيرة أو لمسة جيدة ويضيع كثيراً من الفرص أمام المرمى، رأى كثيرون أنه لا يستحق الـ20 مليون يورو التي دفعها إشبيلية من أجل التعاقد معه.
ومع ذلك، كان إشبيلية بحاجة إلى لاعب بمثل هذه المواصفات؛ حيث كان مؤنس دابور على وشك الرحيل بعد أن لعب مباراتين فقط في الدوري ولم يسجل أي أهداف، وتبعه المهاجم المكسيكي ولاعب مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق تشيتشاريتو هيرنانديز بعد أن سجل هدفاً وحيداً، ولم يسجل المهاجمان الهولندي لوك دي يونغ أو المغربي منير الحدادي سوى هدفين فقط في الدوري مع نهاية العام. صحيح أن التعاقد مع النصيري بهذا المبلغ الكبير كان بمثابة مخاطرة، لكن النادي الإسباني لم يكن أمامه خيار آخر. وقد رأى مدير الكرة بنادي إشبيلية، مونشي، أن النصيري يمتلك السرعة والقوة والشراسة والرغبة في القتال حتى آخر نفس، وهي الصفات التي يحتاجها النادي.
ونجح النصيري في هز الشباك في 3 مباريات من أول 4 مباريات لعبها مع إشبيلية بالدوري، لكنه صام عن التهديف حتى الأسبوع 36 من الموسم الماضي، الذي سجل خلاله 6 أهداف. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن النصيري سجل 11 هدفاً من الـ19 هدفاً التي سجلها مع الفريق عندما شارك بديلاً. وعندما كان المرء يشاهد مباريات إشبيلية الموسم الماضي، كان يدرك على الفور أن هذا الفريق لا ينقصه سوى مهاجم قناص قادر على استغلال أنصاف الفرص أمام مرمى المنافسين.
وبحلول نهاية الموسم، استعاد لوك دي يونغ كثيراً من خطورته، وكان موجوداً في الأوقات الصعبة؛ حيث نجح في إحراز أهداف أمام مانشستر يونايتد، ومرتين أمام إنتر ميلان. ومن ناحية أخرى، كان النصيري قد نجح في هز الشباك أمام روما، لكنه عندما شارك بديلاً أمام بايرن ميونيخ في نهائي كأس السوبر الأوروبية قبل نهاية المباراة بدقيقتين فقط أتيحت له فرصة محققة أمام المرمى، لكنه أهدرها بشكل غريب. وبعد نهاية المباراة، ظل يبكي بشدة.
ولم يشارك النصيري سوى مرة واحدة فقط في التشكيلة الأساسية لفريقه في أول 4 مباريات في الدوري الإسباني الممتاز، ولم يشارك في أي مباراة من المباريات الأربع الأولى في أوروبا، ولم يكن ينظر إليه على أنه المهاجم الأساسي لإشبيلية. لكن عندما سجل هدف الفوز ضد ليفانتي في المباراة الثانية، كتب مونشي: «الحياة تقدم دائماً فرصة للانتقام؛ أنت تستحقها». وبدأت الأمور تتغير ببطء وبهدوء. ومن الخطأ أن ننظر إلى مونشي على أنه مجرد الرجل الذي يتعاقد مع اللاعبين الجدد؛ فهو أيضاً الرجل الذي يبني بيئة مناسبة تساعد اللاعبين على تحقيق النجاح. كما أن لوبيتيغي من بين المديرين الفنيين القلائل الذين يهتمون بأدق التفاصيل ويعملون دائماً على تطوير قدرات وإمكانات اللاعبين، حتى لو كان الجدول المزدحم للمباريات لا يمنحه الوقت الكافي للقيام بهذا العمل كما يريد.
ومن الناحية الفنية، يعاني النصيري من بعض القصور، فهو لا يجيد اللعب سوى بقدم واحدة، ويتعين عليه تعلم كثير مما يتعلق بالتمركز داخل الملعب واتخاذ القرارات وكيفية اللعب، ومتى يتراجع للخلف ومتى ينطلق للأمام، ومتى يمرر وفي أي اتجاه. ومع ذلك، يتميز النجم المغربي بالسرعة الفائقة والقدرة على الركض بشكل متواصل ومن دون ملل، وهو الأمر الذي يميزه عن غيره من المهاجمين. وعلاوة على ذلك، فإنه لا يتوقف عن المحاولة، كما أنه لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو ما يعني أن أمامه متسعاً من الوقت من أجل التعلم والتطور. كما يستفيد المهاجم المغربي من اللعب بجوار عدد من اللاعبين المميزين، وعلى رأسهم الجناح الإسباني سوسو، وهو الأمر الذي ساعده على إحراز 12 هدفاً حتى الآن في الدوري الإسباني الممتاز هذا الموسم، رغم أن أهدافه في الدوري في المواسم السابقة كانت؛ هدفاً، ثم 4، ثم 9، ثم 8. لكن إشبيلية يدرك جيداً أن النصيري لن يواصل هز الشباك بشكل مستمر، لكن يتعين على النادي أن يوفر له البيئة المناسبة للتألق قدر المستطاع ولأطول فترة ممكنة. وفي وسائل الإعلام، يعتقد البعض أنه يتعين على إشبيلية أن يبيع النصيري الآن وهو في قمة تألقه، وما زال نادي وستهام يونايتد مهتماً بالتعاقد معه ومستعد لدفع كثير من الدولارات.
لكن الحقيقة أن إشبيلية يحتاج النصيري، كما أن النصيري يحتاج إشبيلية. وهناك سبب آخر لضرورة بقاء النصيري، وهو أن المهاجم الأرجنتيني بابو غوميز على وشك الرحيل. وعلاوة على ذلك، فإن الأهداف الـ16 التي سجلها النصيري هذا الموسم تقل بهدف واحد فقط عن إجمالي عدد الأهداف التي سجلها زميله في الفريبق الأرجنتيني أوكامبوس الموسم الماضي، وهو الأمر الذي يجعله هدافاً للدوري متفوقاً على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وجيرارد مورينو وكريم بنزيمة، لكن سواريز يتفوق عليه حالياً، وهو إنجاز كبير بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك. وقال لوبيتيغي عن ذلك: «هذا ليس حظاً. يوسف في عمر رائع لمواصلة النمو والتطور، وهو في المكان المثالي».
وقال النصيري، وهو يمسك كرة أخرى في يده: «لم يتغير شيء؛ فكل شيء يأتي بالعمل الجاد وبالتركيز. وسأبقى، ولن أذهب إلى أي مكان آخر، فأنا أريد أن أنهي الموسم هنا، وإشبيلية نادٍ كبير أيضاً». ومن المعروف للجميع أن نادي إشبيليه، الذي احتفل بمرور 131 عاماً على إنشائه في الأول من الشهر الحالي، يساعد اللاعبين دائماً على التحسن والتطور، والآن هذا هو وقت تألق «الملك ذي العين الواحدة».
لم يمر إنجاز النصيري مرور الكرام على مدرب منتخب بلاده البوسني وحيد خليلودزيتش ومساعده حجي. وهنّأ خليلودزيتش قلب هجوم فريقه، المقبل على مواجهة جمهورية أفريقيا الوسطى وموريتانيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقررة في الكاميرون مطلع العام المقبل، في رسالة: «مرحباً يوسف، أهنئك على الثلاثية، لقد قدمت مباراة جيدة جداً، تستحق المزيد. حظاً سعيداً في المباريات المقبلة». من جهته، أشاد حجي بالأداء الذي قدّمه مهاجم إشبيلية، وقال: «هاتريك رائع، سعيد من أجلك يوسف، أنت على الطريق الصحيح، استمر، نحن سعداء بك في الجهاز الفني للمنتخب المغربي».
كما حظي النصيري بإشادات واسعة في وسائل الإعلام بالقارة العجوز. ففي إسبانيا، عنونت «موندو ديبورتيفو» مقالها بـ«النصيري الناري»، فيما كتبت صحيفة «آس» أن «(ملعب) سانشيس بيسخوان أصبح حديقة النصيري» في إشارة إلى ملعب إشبيلية. وأكدت صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية أن «أسد الأطلس لا يتوقف أبداً عن الإبداع في إشبيلية»، فيما اعتبر موقع «سو فوت» الفرنسي أن «يوسف النصيري قرر عدم إضاعة الوقت في عام 2021»، حتى إنها لقبته بـ«الزناد المغربي لنادي إشبيلية».
في بلجيكا أيضاً، أوضحت صحيفة «والفوت» أن «الأندلسيين سلموا مفاتيح الشاحنة ليوسف النصيري»، فيما منحته صحيفة «أبولا» البرتغالية جائزة «بيتشيتشي» التي تمنح لأفضل هداف في الليغا. في هولندا، تعاملت وسائل الإعلام مع الموضوع من زاوية أخرى.
وكتبت صحيفة «ألخمين داخبلاد» أن «منافس دي يونغ يسجل ثلاثيته الثانية هذا الشهر في إشبيلية» في إشارة إلى مواطنها لوك الذي كان النصيري بديلاً له عندما انضم إلى صفوف إشبيلية.


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث العودة للانتصارات والريال للاستمرار في الصدارة

رياضة عالمية فريق برشلونة (رويترز)

برشلونة يبحث العودة للانتصارات والريال للاستمرار في الصدارة

يتطلع فريق برشلونة للعودة لطريق الانتصارات عندما يستضيف فريق جيرونا بعد غد السبت في الجولة التاسعة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية سيميوني قال إن فريقه لعب بشكل سيء أمام لاس بالماس (رويترز)

سيميوني: الدفاع جزء من أسلوبنا... نحتاج لاعبين يفهمون ذلك

أبدى دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد أسفه إزاء الأداء السيئ لفريقه بعد أن تلقت آماله الضعيفة في إحراز لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم ضربة قوية

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية لاعبو برشلونة خلال الإعداد لمواجهة اتلتيكو الصعبة بالكأس (ا ب ا)

قمة نارية بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس إسبانيا اليوم

على وقع صراع ثلاثي ناري على صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، يصطدم برشلونة أول الترتيب بأتلتيكو مدريد الثالث في ذهاب نصف نهائي الكأس اليوم، في حين يحل ريال

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية لاعبو الريال خلال التدريبات الأخيرة (إ.ب.أ)

ديربي مدريد يشعل صراع الصدارة على وقع أزمة «التحكيم»

يقف ريال مدريد أمام مهمة معقدة وصعبة تحتم على لاعبيه التركيز عندما يواجهون أتلتيكو مدريد السبت، من أجل الحفاظ على صدارتهم للدوري الإسباني لكرة

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية انشيلوتي اعترف أن الريال في وضع صعب (إ.ب.أ)

أنشيلوتي قبل القمة الإسبانية: نحن في حالة طوارئ!

اعترف المدرب الإيطالي لنادي ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني، كارلو أنشيلوتي، بأن فريقه «في حالة طوارئ» عشية ديربي حاسم نسبياً أمام ضيفه وجاره ومطارده المباشر

«الشرق الأوسط» (مدريد)

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.