اليوغا... إقبال عالمي على ممارستها في ظل «كوفيد ـ 19»

اليوغا... إقبال عالمي على ممارستها في ظل «كوفيد ـ 19»
TT

اليوغا... إقبال عالمي على ممارستها في ظل «كوفيد ـ 19»

اليوغا... إقبال عالمي على ممارستها في ظل «كوفيد ـ 19»

رصدت دراسات طبية عدة صادرة خلال الشهر الأول من العام الحالي (2021)، حصول توسع في ممارسة اليوغا خلال فترة جائحة «كوفيد - 19» في عدد من المجتمعات العالمية، وذلك كوسيلة لتخفيف الشعور بتوتر الإجهاد النفسي Stressولتعزيز النشاط البدني والتعامل مع آلام الجسم بسبب قلة الحركة.
وضمن عدد 6 يناير (كانون الثاني) الماضي من المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة Int J Environ Res Public Health، عرضت مجموعة باحثين إسبانيين نتائج دراستهم حول تأثير الحجر خلال جائحة «كوفيد - 19»، على النشاط البدني والسلوكي لدى طلاب الجامعات الإسبانية.

أنشطة ذهنية وبدنية

وشمل البحث نحو 14 ألف طالب من 16 جامعة بإسبانيا. وتبين من النتائج، أن بالتزامن مع انخفاض ممارسة النشاط البدني خارج المنزل، أمضى الطلاب مزيداً من الوقت في ممارسة اليوغا، وغيرها من الأنشطة الذهنية البدنية Mind - Body Activities. وتحديداً حصل لدى بعضهم ارتفاع بنسبة 80 في المائة في مدة وقت ممارستها مقارنة بما قبل جائحة «كوفيد - 19».
وفي سياق متصل، وضمن عدد 6 يناير الماضي من مجلة الصحة النفسية Psychol Health، عرض باحثون من مركز ستانفورد للوقاية بكلية طب جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، دراستهم الطبية بعنوان «النشاط البدني وإدارة الإجهاد أثناء جائحة كوفيد - 19: دراسة مسح إحصائي طولية». وقال الباحثون «فحصت هذه الدراسة الارتباطات بين ممارسة النشاط البدني واستراتيجيات إدارة الإجهاد والتوتر خلال جائحة (كوفيد – 19). وبالمقارنة بين المشاركين غير النشطين بدنياً، أبلغ النشطون بدنياً عن شعورهم بإجهاد توتر أقل. وكان أولئك النشطون بدنيا داخل المنزل أكثر لجوءً لممارسة اليوغا، ما ارتبط بخفض مستوى الشعور بإجهاد التوتر».

فاعلية اليوغا

وضمن عدد يناير من مجلة جاما للصحة النفسية JAMA Psychiatry، عرضت مجموعة باحثين من جامعات نيويورك، وبوسطن، وساوثرن ميثوديست بدالاس، وهارفارد وجورج تاون بواشنطن، دراستهم الاكلينيكية حول فاعلية اليوغا في علاج المرضى المصابين بحالات «اضطراب القلق المُفرط» GAD. وأفاد الباحثون في نتائجهم، بأن اليوغا كان لها تأثير إيجابي. وقالوا «يمكن أن تقلل اليوغا من مستوى القلق لدى البالغين المصابين باضطراب القلق المُفرط».
ويفيد المركز الوطني الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية NCCIH، وهو الوكالة الحكومية المعنية بشؤون الطب البديل والتابعة للمؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة NIH، بأن اليوغا أصبحت طريقة شائعة لتعزيز الصحة البدنية والعقلية خلال السنوات الأخيرة. وقال «وتوضح نتائج الاستطلاعات الوطنية مدى زيادة شعبية اليوغا. وبين البالغين فوق عمر 18 سنة، ارتفعت نسبة ممارسي اليوغا من 5 في المائة في عام 2002 إلى 15 في المائة عام 2017، وخاصة بين النساء». وأضاف ما ملخصه، أن من أسباب ذلك زيادة البحوث والدراسات التي يدعم إجراءها المركز الوطني الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية، والتي تُظهر أن بعض ممارسة الأنشطة الذهنية البدنية، مثل اليوغا، يمكن أن تساعد الأشخاص في إدارة الألم وتقليل التوتر.
والغاية لدى معظم ممارسي اليوغا البالغين هي الشعور بالعافية الصحية والوقاية من الأمراض والمساعدة في التركيز وتنشيط الذاكرة وتحسن وظائف المناعة، بينما يهدف 18 في المائة فقط من وراء ممارستها إلى معالجة حالات مرضية معينة يُعانون منها.

مكونات اليوغا

ويقول الباحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد «لتوضيح مدى سهولة اليوغا، وكيف يمكنك جني فوائدها الصحية العديدة، ابتكر خبراء كلية الطب بجامعة هارفارد كتاب مقدمة عن اليوغا An Introduction to Yoga. يقولون فيه، إن اليوغا يمكن أن تغير صحتك على العديد من المستويات المختلفة، وهي أكثر من مجرد تمرين، بل في الواقع هي مزيج من أربعة مكونات: وضعية الجسد، وممارسات التنفس، والاسترخاء العميق، والتأمل. واليوم، ملايين الأميركيين من الأطفال الصغار إلى كبار السن في الثمانينات والتسعينات، يمارسون اليوغا».
ويضيفون موضحين وجهة نظرهم «تُظهر الأبحاث أن ما يصل إلى 90 في المائة من زيارات الطبيب مرتبطة بمشاكل ذات صلة بتوتر الاجهاد؛ لهذا السبب تعتبر اليوغا علاجاً مثالياً. إنها الأداة الوحيدة التي تزيل التوتر وفي الوقت نفسه تحسين القوة والتوازن والمرونة والصحة العامة».
ويذكرون، على حد قولهم، أن اليوغا تعمل عبر أنظمة متعددة في الجسم في وقت واحد. وعلى سبيل المثال، فهي تساعد في تنشيط مناطق الدماغ التي تزيد من الفرح وتقلل من المشاعر المرتبطة بالتوتر. وتظهر الدراسات، أن الأشخاص الذين يمارسون اليوغا يستخدمون خدمات طبية أقل بنسبة 43 في المائة.
وفي هذا الشأن، يحيل باحثو المركز الوطني الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية إلى دراسة أجريت عام 2015، وبتمويل منها، وشملت 28 شخصاً «فقط». ووجدت في نتائجها، أن لدى ممارسي اليوغا لفترة طويلة، لم تكن هناك علاقة بين كمية المادة الرمادية في الدماغ Gray Matter ومقدار العمر، أي أنها لم تنقص مع التقدم في العمر. وذلك بخلاف غير ممارسي اليوغا الذين كانت لديهم كتلة تلك المادة الرمادية أقل مع التقدم في العمر.
وفيما بين ممارسي اليوغا، زاد حجم مناطق معينة من الدماغ مع عدد سنوات الخبرة في اليوغا والكمية الأسبوعية من ممارسة اليوغا. ومعلوم أن المادة الرمادية أحد المكونات الرئيسية في الدماغ والحبل الشوكي، وتحتوي على معظم أجسام الخلايا العصبية في الدماغ. وتشمل المادة الرمادية مناطق من الدماغ تشارك في التحكم في العضلات، والإدراك الحسي مثل الرؤية والسمع، والذاكرة، والعواطف، والكلام، واتخاذ القرار، وضبط النفس.

رفاهية صحية

وتحت عنوان «اليوغا من أجل الصحة: ماذا يقول العلم»، يذكر المركز الوطني الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية في شأن العلاقة بين ممارسة اليوغا والشعور العام بالرفاهية الصحية General Well - Being لدى الشخص، مثل تحسين النوم وتقليل التوتر، قائلاً «ثمة قدر ضئيل فقط من الأبحاث التي بحثت في هذا الأمر، ولم تكن النتائج متسقة تماماً. ومع ذلك، تشير بعض نتائج الأبحاث الأولية إلى أن اليوغا قد يكون لها أنواع مختلفة عدة من الفوائد للصحة العامة». وأضاف المركز النقاط التالية حول ما تقوله نتائج الأبحاث الطبية حول اليوغا:
> إدارة الإجهاد Stress Management: تشير بعض الأبحاث إلى أن ممارسة اليوغا يمكن أن تؤدي إلى تحسين الجوانب الجسدية أو النفسية للتوتر.
> التوازن Balance: وجدت العديد من الدراسات التي نظرت في تأثير اليوغا على التوازن لدى الأشخاص الأصحاء، دليلاً على حصول التحسن فيه.
> الصحة النفسية الإيجابية Positive Mental Health: وجدت بعض الدراسات التي بحثت في تأثيرات اليوغا على الجوانب الإيجابية للصحة العقلية، وليس كلها، دليلاً على فوائدها، مثل المرونة الأفضل أو الصحة العقلية العامة.
> العادات الصحية Health Habits: أظهرت دراسة استقصائية أجريت على الشباب، أن ممارسة اليوغا بانتظام تحفز على ممارسة عادات صحية أفضل في الأكل والنشاط البدني.
ونقل المركز توصية الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP بقولها «استخدام اليوغا كعلاج آمن وفعال للمراهقين الذين يتعاملون مع الظروف الصحية العاطفية والعقلية والجسدية والسلوكية. ويمكن أن تساعدهم على تعلم الضبط الذاتي، والتركيز على المهمة التي يقومون بها، والتعامل مع المشكلات بسلام. وقد تؤدي اليوغا أيضاً إلى تحسين التوازن وتخفيف التوتر وزيادة القوة عند ممارستها بانتظام».

خطوات السلامة ودرء الإصابات عند ممارسة اليوغا

يذكر المركز الوطني الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية، أن «من الممكن أن تتأذى من ممارسة اليوغا، تماماً كما يحدث عند المشاركة في أنشطة بدنية أخرى. ولكن اليوغا تعتبر بشكل عام شكلاً آمناً من أشكال النشاط البدني للأشخاص الأصحاء عندما تتم ممارستها بشكل صحيح، وتحت إشراف مدرب مؤهل.
والإصابات الأكثر شيوعاً المرتبطة باليوغا هي الالتواءات والإجهاد العضلي، والإصابات الخطيرة نادرة. ويجب على كبار السن والنساء الحوامل والذين يعانون من ظروف صحية مناقشة احتياجاتهم مع مقدمي الرعاية الصحية ومعلم اليوغا؛ لأنهم قد يحتاجون إلى تعديل أو تجنب بعض أوضاع وممارسات اليوغا».
ويضيف المركز بعض النصائح حول كيفية تقليل خطر الإصابة عند ممارسة اليوغا، وهي:
- أبداً ببطء وتعلم الأساسيات.
- اختر فئة مناسبة لمستواك. إذا لم تكن متأكداً، فاسأل مدرس اليوغا.
- كمبتدئ، قد ترغب في تجنب الممارسات الصعبة مثل الوقوف على الرأس وحوامل الكتفين و«وضع اللوتس» والتنفس القوي. أو، إذا جربتها، انخرط فيها برفق وتدريجي وبعناية كبيرة.
- تعرف على الاحتياطات التي تحتاج إلى اتخاذها إذا حاولت ممارسة اليوغا التي تمارس في أجواء مرتفعة درجة الحرارة (على سبيل المثال، بيكرام يوغا Bikram Yoga”. وهذا النوع من اليوغا له مخاطر خاصة تتعلق بارتفاع درجة الحرارة والجفاف.
- لا تدفع نفسك إلى ما هو أبعد من مستوى راحتك. إذا لم تتمكن من القيام بالوقفة، فاطلب من معلمك مساعدتك في تعديلها. وإذا شعرت بألم أو إرهاق، توقف واسترح.
- إذا كنت تعاني من حالة صحية، أو إذا كنتِ من كبار السن، أو إذا كنتِ حاملاً، ناقش/ي احتياجاتك مع مقدمي الرعاية الصحية ومعلم اليوغا الخاص بك. قد تحتاج إلى تعديل أو تجنب بعض أوضاع وممارسات اليوغا. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تعاني من حالة تضعف عظامك، فستحتاج إلى تجنب أشكال اليوغا العنيفة.
- إذا كنت تعاني من غلوكوما Glaucoma الماء الأزرق في العين وارتفاع ضغط العين، فستحتاج إلى تجنب الأوضاع المقلوبة للجسم.
- من المهم أن تتذكر أنه لا يجب عليك استخدام اليوغا مطلقاً، أو أي نهج صحي تكميلي آخر، كبديل علاجي لتجنب أو تأجيل تلقي الرعاية الصحية من الطبيب بشأن مشكلة طبية.

اليوغا والحالات المرضية... نتائج الأبحاث

قد تساعد اليوغا في تخفيف توتر الاجهاد النفسي والقلق، ولكن لم يثبت أنها مفيدة لبعض الحالات المرضية المؤلمة الأخرى.
• في حالات آلام أسفل الظهر المزمنة Low Backpain، أعطت إرشادات الممارسة السريرية الحديثة القائمة على الأدلة من الكلية الأميركية للأطباء، توصية مبنية على أدلة منخفضة الجودة باستخدام اليوغا. وذلك لأنها ترى ضرورة استخدام أي وسائل غير دوائية في البدايات لتخفيف تلك الآلام المزمنة، بعد التأكد من عدم وجود أمراض عضوية تتطلب معالجات طبية مخصوصة.
وفي تقرير طبي، صدر في 2018 عن وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة، قام بتقييم 8 تجارب لليوغا في آلام أسفل الظهر، ووجد أن اليوغا تحسن الألم والوظيفة على المدى القصير والمتوسط بطريقة مشابهة لتلك الناتجة من ممارسة التمارين الرياضية. وجدت مراجعة كوكرين المنهجية العلمية في عام 2017 لـ12 دراسة، شملت نحو ألف شخص فقط، أن ثمة دليلاً منخفضاً إلى متوسط اليقين على أن اليوغا تؤدي إلى تحسينات صغيرة إلى متوسطة في الوظيفة المرتبطة بالظهر وأكثر فاعلية قليلاً للألم على المدى القصير.
وكذلك الحال مع تخفيف آلام الرقبة وفق نتائج مراجعة علمية صدرت في 2017 لثلاث دراسات شملت نحو 180 شخصاً فقط.
• في حالات الألم العضلي الليفي Fibromyalgia، تقدم المراجعات المنهجية الحديثة والتجارب السريرية العشوائية أدلة مشجعة على أن بعض ممارسات الأنشطة الذهنية البدنية، مثل اليوغا، قد تساعد في تخفيف بعض أعراض الألم العضلي الليفي، لكنها لا تجزم بذلك. وفي عام 2017، قامت الرابطة الأوروبية لمكافحة الروماتيزم EULAR بتقييم العلاجات غير الدوائية والأساليب العلاجية التكميلية، وأصدرت توصيات منقحة للتعامل مع الألم العضلي الليفي. وكانت التوصية ضعيفة لاستخدام اليوغا علاجاً لهذه الحالة المرضية.
وكذلك، خلصت مراجعة كوكرين المنهجية العلمية Cochrane Review في عام 2015 لـ61 دراسة، شملت نحو 4300 شخص من المصابين بالألم العضلي الليفي، إلى أن فاعلية اليوغا لا تزال غير واضحة؛ لأن جودة الأدلة العلمية كانت منخفضة أو منخفضة جداً.
• أما بالنسبة للصداع، فهناك دراسات قليلة جداً، ولم تعطِ نتائج مشجعة تدعم جدوى اليوغا في تخفيف ألم هذه الحالة.
• وهناك دراسات أخرى قليلة بحثت في مدى جدوى اليوغا في حالات: الإصابات السرطانية والتصلب اللويحي Multiple Sclerosis والسدد المزمن في الرئة COPD والربو، ولم تعطِ نتائج واضحة تفيد بالجدوى المحتملة.
ولذا؛ عندما عرضت رابطة القلب الأميركية موضوع اليوغا، ذكرت أقوال الدكتورة الدكتور بوجا ميهتا، أستاذ مساعد في الطب في قسم أمراض القلب في كلية الطب بجامعة إيموري في أتلنتا، والتي منها: «إنه على الرغم من أن هذه الدراسات وغيرها من الدراسات العلمية تظهر نتائج واعدة، فإن هناك بعض القصور، مثل قلة عدد المشاركين. بالإضافة إلى ذلك، ونظراً لأن اليوغا تشتمل على مجموعة متنوعة من العناصر، فلا توجد جرعة قياسية من اليوغا؛ مما يجعل المقارنات بين الدراسات صعبة. إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، بما في ذلك المزيد من التجارب السريرية العشوائية وفهم أفضل للآلية الدقيقة وراء فوائد اليوغا».

* استشارية في الباطنية



دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق
TT

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسةٌ، أجرتها جامعة جنوب فلوريدا الأميركية، إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة، وهم نحو 80 في المائة من الموظفين، يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق.

وقالت الجامعة إن الدراسة فحصت بيانات أكثر من 1000 موظف على مدى 10 سنوات، وتوصلت إلى أن الموظفين الذين يجلسون طويلاً يعانون زيادة بنسبة 37 في المائة في أعراض تشبه الأرق، في حين يواجه الموظفون، الذين يعملون وفق جداول غير تقليدية، خطراً أكبر بنسبة 66 في المائة في الحاجة إلى «تعويض النوم».

وتابعت أن الدراسة، التي أجرتها عالِمة النفس كلير سميث من الجامعة، ونُشرت حديثاً في مجلة علم نفس الصحة المهنية، أن هذين العاملين تسارعت وتيرة ظهورهما بسبب التغيرات التكنولوجية، مثل زيادة العمل باستخدام الكومبيوتر.

وقالت سميث: «إن الطريقة التي نصمم بها العمل تُشكل تهديدات خطيرة وطويلة الأمد للنوم الصحي، والذي يتضمن أكثر من مجرد الحصول على ثماني ساعات، إنه أيضاً النوم بسهولة، وطوال الليل والحصول على جدول نوم ثابت، ويجب أن تكون الشركات على دراية بمخاطر قلة النوم للعاملين».

وحدَّدت الدراسة، التي استندت إلى بيانات من دراسة سابقة أُجريت في الولايات المتحدة، ثلاث فئات لصحة النوم على مدى فترة 10 سنوات: الأشخاص الذين ينامون جيداً، والأشخاص الذين ينامون بشكل متقطع، والأشخاص الذين يعانون الأرق.

الجلوس الطويل مُضر بالصحة (رويترز)

ووجدت الدراسة أن العمل المستقر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بفئة الأشخاص الذين يعانون الأرق، والتي تتميز بأعراض مثل صعوبة النوم، والنوم المتقطع، والتعب المتكرر أثناء النهار.

وفي الوقت نفسه، كان الموظفون، الذين لديهم جداول غير تقليدية، مثل العمل في نوبات ليلية، أكثر عرضة للوقوع في مجموعة الأشخاص الذين ينامون بشكل متقطع.

وقالت سميث إن الدراسة تشير إلى أن تحريك جسمك أثناء العمل والحد منه بعد ساعات العمل، قد لا يساعدك فحسب على النوم جيداً، بل يحمي أيضاً من مشاكل النوم المستمرة بعد عقد.

كما تُظهر الدراسة أن العاملين، الذين لديهم نمط من النوم السيئ بسبب وظائفهم، مثل ساعات العمل الطويلة المستقرة أو الجداول الزمنية غير المنتظمة، قد يتعرضون لمثل هذه الأنماط غير الصحية لسنوات.

شخص يعاني قلة النوم (رويترز)

فعلى سبيل المثال، استمرت أعراض الأرق لدى 90 في المائة من الأشخاص الذين يعانون الأرق، لمدة 10 سنوات.

وقالت سميث، التي قادت الدراسة بالتعاون مع فريق متعدد التخصصات من الخبراء في علم النفس والطب النفسي والشيخوخة والطب: «هذا مهم بشكل خاص لكل من أصحاب العمل والموظفين، حيث تُظهر الأبحاث أن ضعف صحة النوم معروف بتأثيره على الإنتاجية والصحة العامة».

وأضافت أن النتائج تشير إلى أن إعادة تصميم الوظائف مع مراعاة صحة النوم يمكن أن تكونا مفتاحاً لتحسين صحة العاملين وتؤكدا الحاجة إلى تدخلات في مكان العمل تعد صحة النوم قضية مؤثرة ومتعددة الأوجه.