الفلسطينيون يبدأون التلقيح منتصف فبراير... وتسلّم ألفي جرعة من إسرائيل

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (إ.ب.أ)
TT

الفلسطينيون يبدأون التلقيح منتصف فبراير... وتسلّم ألفي جرعة من إسرائيل

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، اليوم الاثنين، أن الحكومة الفلسطينية ستبدأ حملة تطعيم الفلسطينيين ضد فيروس كورونا المستجد في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة منتصف فبراير (شباط) الحالي، فيما أكد مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية تلقيها ألفي جرعة من لقاح موديرنا وصلتها من إسرائيل.
وأكد أشتية قبيل اجتماع الحكومة الفلسطينية اليوم، أن حملة التلقيح ستبدأ في الضفة وغزة، بعد أن تصل الدفعة الأولى من اللقاح عبر آلية كوفاكس الدولية والتي ستضمّ خمسين ألف جرعة.
وقال أشتية، إن السلطة الفلسطينية ستحصل على الدفعة الأولى من لقاحات فيروس كورونا «بواقع خمسين ألف مطعوم من عدة مصادر، أهمها آلية كوفاكس الدولية».
وأكد رئيس الوزراء على أن الحملة «ستبدأ أواسط الشهر الحالي في جميع الأراضي الفلسطينية وسنقدم لغزة حصة من كل ما يصلنا من لقاحات».
وبحسب رئيس الوزراء يتوقع «وصول الدفعة الأولى من اللقاحات التي تعاقدت الحكومة على شرائها أواخر الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل».
وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت الشهر الماضي عن توقيعها أربعة عقود للحصول على لقاحات بينها اللقاح الروسي، على أن يتم تسليمها بحلول شهرين وتشمل سبعين في المائة من السكان.
من جهته، أكد مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية، فضل عدم الكشف عن اسمه، تسلم السلطة الفلسطينية ألفي جرعة من لقاح موديرنا من إسرائيل. ولم يقدم المسؤول مزيداً من التفاصيل.
وتعتبر هذه الكمية جزءاً من خمسة آلاف جرعة، قالت إسرائيل الأحد إنها وافقت على إرسالها الفلسطينيين، في خطوة اعتبرتها السلطة الفلسطينية «رمزية».
ولم يؤكد الجانب الإسرائيلي بعد نقل جرعات اللقاح إلى السلطة الفلسطينية.
وأحصت الضفة الغربية حتى ظهر الأحد نحو 108 آلاف إصابة بالفيروس و1314 وفاة، فيما سجل في قطاع غزة أكثر من 51 ألف وخمسمائة إصابة و522 وفاة.
ووفقاً لأشتية، شهدت أعداد الإصابات المسجلة انخفاضاً ملحوظاً مرده إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية وخصوصاً الإغلاقات الجزئية.
كذلك، أعلن أشتية استمرار تلك الإجراءات لأسبوعين آخرين، مع تواصل الإغلاقات الليلية، والإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت.
وأشار رئيس الوزراء إلى رفع توصية للرئيس الفلسطيني بتمديد حالة الطوارئ المعمول بها في الأراضي الفلسطينية منذ اكتشاف أولى الإصابات بالفيروس في مارس (آذار) من العام الماضي.
ومن المتوقع تجديد حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وحثت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وأطباء إسرائيل التي شرعت الشهر الماضي في حملة تطعيم طموحة تعتبر الأسرع والأكبر في العالم نسبة لعدد السكان، على مساعدة الفلسطينيين في الحصول على اللقاح ضد الفيروس.
احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في عام 1967. وبحسب منظمة «هيومن رايتس ووتش»، فإن إسرائيل «ملزمة» بصفتها «قوة احتلال» بتوفير اللقاحات لنحو 2.8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، ومليوني نسمة في قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.