عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> جميل بن محمد علي حميدان، وزير العمل والتنمية الاجتماعية البحريني، استقبل أول من أمس، سفير جمهورية تونس لدى البحرين سليم الغرياني، وذلك بمناسبة انتهاء فترة عمله في المملكة، وأشاد الوزير بالجهود التي بذلها السفير أثناء فترة عمله في البحرين، بدوره أعرب السفير عن شكره وتقديره للمسؤولين في مملكة البحرين، لما لقيه من دعم وتعاون أسهم في نجاح مهام عمله، مشيداً بما وصلت إليه البحرين من تطور ونماء في شتى المجالات، وخصوصاً في قطاعي العمل والرعاية والحماية الاجتماعية.
> نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، افتتحت أول من أمس، فعاليات المعسكر الافتراضي الحادي عشر لمبادرة «اتكلم عربي» للأطفال المصريين المقيمين في دولة إيطاليا، عبر تطبيق «زووم»، بحضور هشام بدر سفير مصر لدى إيطاليا، حيث تناولت فعاليات المعسكر عرضاً لعدد من الأغاني التراثية المصرية وألعاب ومسابقات وأنشطة متنوعة تستهدف تعريف الأطفال بوطنهم مصر وتراثها، وأوضحت الوزيرة أن المعسكر الحادي عشر بمشاركة أطفالنا في إيطاليا جاء لتشجيعهم على التحدث باللغة العربية.
> خالد آيت الطالب، وزير الصحة المغربي، قام أول من أمس، بزيارة لعدد من المراكز الصحية لتتبع سير عملية التلقيح في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد «كوفيد - 19»، وشملت الزيارة كلاً من المركز الصحي المسيرة 2 بعمالة الصخيرات - تمارة ومركز التلقيح بالمركز الصحي الحضري حي السلام (عمالة سلا)، والمركز الصحي الحضري مولاي الحسن بالقنيطرة والمركز الصحي الحضري المعمورة بإقليم الخميسات. وأكد أن عملية التلقيح تجري في ظروف جيدة ومرنة، وأن الحالة الوبائية بالمغرب تعد جد مطمئنة.
> محمد نذيرو ولد حامد، وزير الصحة الموريتاني، تفقد أول من أمس، المنشآت الصحية في ولاية داخلة نواذيبو، وذلك للاطلاع على الوضعية الصحية في ولاية داخلة نواذيبو، وترأس الوزير لقاء نظمه والي الولاية يحيى ولد الشيخ محمد فال بمباني الولاية، وحضره ممثلو ساكنة الولاية، بغية الاستماع عن قرب لوجهات نظرهم بخصوص وضعية الخدمات الصحية، والمقترحات التي يرونها لتحسين الوضع الصحي في الولاية، جرى الاجتماع بحضور الأمينة العامة لسلطة منطقة نواذيبو الحرة بوبه بنت الخالص.
> محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية المصري، تفقد أول من أمس، مشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائي المنفذة بقرية البغدادي التابعة لمركز ومدينة البياضية بمحافظة الأقصر، حيث استمع من المزارعين لتفاصيل مشروع التغيرات المناخية بالقرية، والذي يعد أحد مشروعات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لدعم أكثر من 120 ألف شخص من خلال التدخلات المنفذة لمواجهة تغير المناخ والتوعية، لافتاً إلى أن القرية واحدة من 64 مجتمعاً ريفياً يقدم فيها البرنامج الدعم للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بصعيد مصر.
> سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، تفقد أول من أمس، مشروع صيانة ورفع كفاءة طريق «دبا - مسافي»، واطلع الوزير خلال الجولة الميدانية على مستجدات العمل في الطريق الذي تستخدم الوزارة في عمليات صيانته تقنيات حديثة تعتمد مبدأ الاستدامة، منها استخدام تقنية إعادة تدوير الأسفلت البارد بحيث سيكون للطبقات الجديدة خصائص أفضل من تلك القديمة بفضل خلطها مع الإسمنت وضغطها باستخدام الآلات المتخصصة لهذا الغرض.
> قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، التقى أول من أمس، بالسفير الأفغاني ببغداد، سليم شاه ميدانوال، لبحث طلب بلاده الاستفادة من الخبرات العراقية في مكافحة الإرهاب، وخلال اللقاء أشار المستشار إلى أن أفغانستان واجهت منذ زمن طويل الإرهاب الذي ارتكب جرائم كبيرة بحق الشعب الأفغاني، معرباً عن سعادته بتوحيد البيت الأفغاني. من جانبه، أشاد السفير بخبرة القوات العراقية في مكافحة الإرهاب.
> مروان طوباسي، سفير دولة فلسطين لدى اليونان، التقى أول من أمس، بسكرتير عام وزارة الخارجية اليونانية ذيميستوكليس ديميريس، واطلع السفير الفلسطيني السكرتير العام على الأوضاع السياسية والميدانية في الساحة الفلسطينية، والانتهاكات والجرائم المتصاعدة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك على القرارات الأخيرة لحكومة الاحتلال ببناء وحدات استيطانية جديدة بهدف توسيع الاستيطان وتكريسه خاصة بمدينة القدس ومحيطها.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)