مصر ترفض أي إجراء يمس حقوقها في مياه النيل

مشاورات بين السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
مشاورات بين السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT
20

مصر ترفض أي إجراء يمس حقوقها في مياه النيل

مشاورات بين السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
مشاورات بين السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ثوابت موقف بلاده من حتمية بلورة اتفاق قانوني مُلزم بشأن «سد النهضة» الإثيوبي، ورفض «أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل». واستقبل الرئيس السيسي، في القاهرة، أمس، موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، قبيل أيام من انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي الذي يرعى بدوره المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، بهدف الوصول إلى اتفاق ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل.
وبحسب السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، فإن اللقاء تناول التباحث حول تطورات عدد من القضايا السياسية على الساحة القارية، ومستجدات عدد من النزاعات بالقارة الأفريقية، وجهود تسويتها سياسياً، وفي مقدمتها الوضع في القرن الأفريقي، والملف الليبي.
وتم كذلك استعراض قضية «سد النهضة» الإثيوبي، في إطار المفاوضات الثلاثية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي. وأكد الرئيس السيسي مجدداً «ثوابت موقف مصر من حتمية بلورة اتفاق قانوني ملزم شامل بين الأطراف المعنية كافة، يتناول بالأساس الشواغل المصرية، خاصة قواعد ملء وتشغيل السد، مع رفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل».
ونقل البيان المصري عن فقيه «تقديره لجهود مصر في إطار مسار المفاوضات بهدف الوصول إلى حل للقضية»، مؤكداً أهمية «استمرار التنسيق المكثف للعمل على حلحلة الموقف الحالي، والوصول إلى اتفاق عادل متوازن بشأن هذه القضية الحيوية».
وتخشى مصر، ومعها السودان، من تأثر حصتيهما في مياه النيل جراء الملء المتكرر لخزان السد، فضلاً عن تأثيرات سلبية أخرى، في حين ترفض إثيوبيا إضفاء طابع قانوني على أي اتفاق يتم التوصل إليه، يلزمها بإجراءات محددة لتخفيف حدة الجفاف.
وتجري الدول الثلاث مفاوضات منذ نحو 10 سنوات، لكنها لم تؤد إلى تحريك الموقف، رغم دخول أطراف دولية فاعلة، مثل الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي.
ومن المقرر أن تنعقد قمة الاتحاد الأفريقي الـ34 يومي 6 و7 فبراير (شباط) الحالي، على مستوى القادة والرؤساء، تسبقها اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد على مستوى وزراء الخارجية يومي 3 و4 فبراير (شباط).
وفي ضوء الاستعدادات الجارية للقمة الأفريقية السنوية، شهد اللقاء بين السيسي وفقيه تبادل وجهات النظر، والاطلاع على رؤية الرئيس السيسي تجاه عدد من الموضوعات والقضايا الأفريقية.
وقال السيسي، وفق البيان، إن مصر «لم (ولن) تدخر جهداً تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل دائماً يدها ممدودة للتعاون والبناء والتنمية من أجل جميع الدول الأفريقية، لتقوى بالإرادة الحرة لشعوبها، وبأمنها واستقرارها».
وأوضح الرئيس السيسي لرئيس المفوضية الأفريقية أن «مسار التطور في أفريقيا يبدأ أولاً، وقبل كل شيء، بترسيخ الاستقرار، وإنشاء بنية أساسية متكاملة تشكل قاعدة للتنمية للدول الأفريقية تتيح الربط بين الأقاليم الجغرافية للقارة الأفريقية، وهو ما يعزز الهدف المنشود للتكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي بالقارة».
ومن جانبه، أكد فقيه «اعتماد جهود الاتحاد الأفريقي بالأساس على دور مصر، بقيادة الرئيس السيسي، وثقلها في القارة الأفريقية»، بصفته يمثل «الدعامة القوية للعمل الأفريقي المشترك»، معرباً عن «ثقته في استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في تعزيز الجهود التنموية في أفريقيا، إلى جانب صون الاستقرار الأمني والسياسي في القارة الأفريقية».
ومن جهة أخرى، التقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مع سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أمس، بمقر الأمانة العامة للجامعة، حيث بحثا عدداً من الموضوعات الخاصة بالعمل العربي المشترك، بما في ذلك سبل تعزيز علاقات التعاون بين الجامعة والأطراف الشريكة لها، خاصة الاتحاد الأفريقي.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة إن أبو الغيط وشكري تبادلا الآراء في هذا الصدد حول سبل تطوير مسيرة الشراكة العربية - الأفريقية، تعزيزاً للأهداف المشتركة التي تجمع بين العالم العربي والقارة الأفريقية، خاصة في ضوء الزيارة التي يقوم بها موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، للقاهرة حالياً، واللقاء الذي سيعقده أبو الغيط، اليوم (الاثنين)، مع فقيه، في إطار آلية التعاون العام بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».