انقلابيّو اليمن يبتزون ملّاك السيارات والدراجات النارية

يمنيون يمرون بدراجاتهم على أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيون يمرون بدراجاتهم على أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)
TT

انقلابيّو اليمن يبتزون ملّاك السيارات والدراجات النارية

يمنيون يمرون بدراجاتهم على أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيون يمرون بدراجاتهم على أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)

لم تكتفِ الميليشيات الحوثية بمصادرة رواتب الموظفين، ونهبها للمساعدات، والسطو على المؤسسات والمصالح الإيرادية، طيلة سنوات انقلابها، بل توسعت في ذلك، لتنهب ما بقي من أموال ومدخرات اليمنيين بمناطق سيطرتها، من خلال عشرات الحملات التعسفية التي طالت أخيراً ملاك السيارات والدراجات في العاصمة صنعاء وبقية المدن.
وفي هذا السياق، تحدثت مصادر محلية في صنعاء أن الميليشيات تواصل منذ مطلع الشهر الحالي حملة الابتزاز والتعسف والجباية بحق مالكي السيارات والمركبات والدراجات بذريعة فرض رسوم جمركية جديدة، بما فيها تلك التي سبق جمركتها في منافذ الدخول الخاضعة للحكومة الشرعية.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الجماعة بصنعاء عن إطلاق ما أسمتها المرحلة الجديدة من حملة ترقيم وسائل النقل، وصف ملاك السيارات الإعلان الحوثي بأنه «فخّ، الهدف منه إعادة جمركة السيارات المجمركة مسبقاً».
وكعادة الميليشيات عقب كل حملة استهداف لمالكي السيارات، بالتسويق لها إعلامياً تحت مزاعم «أن السيارات والدراجات غير المرقمة تمثل خطراً أمنياً وأداة للجريمة»، كان مسلحوها أنفسهم أقدموا خلال الفترات الماضية على نهب آلاف السيارات الحكومية المرقّمة ونزع لوحاتها وتغيير طلائها واستخدامها لأغراض تخدم مشروعات الجماعة.
وأكد البعض من ملاك المركبات والسيارات لـ«الشرق الأوسط»، أن الدعوة الحوثية الحالية لجمركة السيارات والدراجات، هدفها فرض إتاوات مضاعفة لتعزيز عملية النهب التي تسخرها الجماعة لتمويل حربها على اليمنيين.
وأشاروا إلى أن الجماعة احتجزت منذ بدء الحملة الجديدة مئات من المركبات والآلاف من الدراجات بعدة ساحات، من بينها ساحة جامع الصالح وحوش مصلحة الجمارك وغيرها.
وفيما شكا مالك سيارة تم احتجازها من قبل عناصر حوثية، قال إنهم كانوا يرتدون زي رجال المرور بصنعاء، كشف عن انتشار عناصر أخرى، مهمتهم تسلم وتسجيل السيارات المحتجزة عند بوابات الاحتجاز، ومن ثم البدء بممارسة أعمال سمسرة بذريعة إنجاز المعاملات مقابل دفع مبالغ مالية.
من جهته، أكد مالك شاحنة نقل، محتجزة لدى الجماعة في صنعاء أن الحملة ليس هدفها ترقيم السيارات أو المركبات، ولكن جباية الأموال بغير حق، وإلا لكانت قامت قيادة الميليشيات في إدارة المرور بتوفير الأرقام بجميع أنواعها قبل تنفيذها أي حملة لاحتجاز سيارات المواطنين.
وقال مالك الشاحنة، الذي اكتفى بأن يرمز لاسمه بـ«صالح. م»، إنه ذهب قبل أيام إلى إدارة شرطة المرور الواقعة تحت إدارة وسيطرة الميليشيات بصنعاء لترقيم شاحنته، لكنه تفاجأ بردّ العاملين هناك بأنه لا توجد أرقام نقل، حتى أجرة لديهم.
وعلى نفس الصعيد، كشف موظفون وعاملون بمصلحة الجمارك وإدارة المرور بصنعاء عن أن إجمالي عدد السيارات والمركبات المحتجزة حالياً في فناء جامع الصالح والساحة القريبة منه يصل إلى 1500 سيارة ومركبة، إلى جانب الآلاف من الدراجات النارية.
وقال الموظفون إن الجماعة تفرض حالياً مبلغاً يتراوح بين 5 و8 آلاف ريال عن كل مركبة يتم جلبها إلى أماكن الاحتجاز، في حين قدروا أن إجمالي مبالغ رسوم الجمارك الإضافية المفروضة على تلك السيارات وغيرها تصل إلى ملايين الريالات، وتورد جميعها، بحسبهم، لصالح جيوب وأرصدة كبار قادة الميليشيات (الدولار نحو 600 ريال).
وطيلة سنوات الانقلاب الماضية، نفذت الجماعة، حليف إيران في اليمن، العشرات من حملات الابتزاز والجباية بمناطق سيطرتها، إذ فرضت من خلالها رسوماً جمركية على المركبات العامة التي سبق جمركتها بمنافذ الدخول بمناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
ويرى مراقبون يمنيون أن الجمارك تعد ضمن أكبر المصادر تمويلاً للميليشيات، وفي مقدمها ما تفرضه الجماعة باستمرار من رسوم وغرامات مالية مضاعفة على جميع الواردات التجارية من عدن ومنفذ الوديعة، رغم أنها تحمل أوراق جمركة رسمية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.