في ذكرى غاندي... مزارعو الهند يضربون عن الطعام ضد حكومة مودي

مزارعات هنديات يشاركن في الاحتجاجات ضد القوانين الجديدة (رويترز)
مزارعات هنديات يشاركن في الاحتجاجات ضد القوانين الجديدة (رويترز)
TT

في ذكرى غاندي... مزارعو الهند يضربون عن الطعام ضد حكومة مودي

مزارعات هنديات يشاركن في الاحتجاجات ضد القوانين الجديدة (رويترز)
مزارعات هنديات يشاركن في الاحتجاجات ضد القوانين الجديدة (رويترز)

بالتزامن مع ذكرى وفاة زعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي، بدأ المزارعون الهنود، اليوم (السبت)، إضرابا عن الطعام في تصعيد من احتجاجاتهم المستمرة أكثر من شهرين ضد القوانين الزراعية التي يرون أنها تخدم مصالح كبار المشترين من القطاع الخاص على حساب المنتجين، والتي أقرتها حكومة ناريندرا مودي.
وبحسب شبكة «إيه بي سي» الأميركية لجأ المزارعون إلى الإضراب بهدف التأكيد على الطبيعة السلمية لحركتهم في أعقاب اشتباكات عنيفة مع الشرطة.
وقال زعماء المزارعين إن توقيت الإضراب عن الطعام جاء ليتزامن مع ذكرى غاندي الذي اشتهر بمقاومته السلمية للحكم الاستعماري.
وأعربت «جبهة المزارعين المتحدة»، وهي ائتلاف لنقابات المزارعين، في بيان عن إدانتها لـ«الطريقة التي تنشر بها الحكومة الأكاذيب والعنف».
وقال دارشان بال القيادي في حركة نقابية زراعية تنظم الاحتجاجات «حركة المزارعين كانت سلمية وستبقى سلمية»، وأضاف «الهدف من تنظيم أحداث 30 يناير (كانون الثاني) نشر قيم الحق واللاعنف».
وقامت السلطات الهندية بقطع خدمات الإنترنت عن عدد من المناطق المحيطة بنيودلهي عقب بدء المزارعين في إضرابهم عن الطعام.
وكان عشرات الآلاف من الزراع قد اعتصموا في مواقع احتجاج على مشارف العاصمة نيودلهي، لما يزيد على شهرين غضبا من القوانين الجديدة.
وطغى العنف على مظاهرة بالجرارات كانت مزمعة يوم الثلاثاء الذي وافق يوم الجمهورية عندما خرج مزارعون عن المسار المتفق عليه وتخطوا حواجز واشتبكوا مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والعصي في محاولة لتفريقهم.
واندلعت منذ ذلك الحين اشتباكات متفرقة عديدة بين المحتجين والشرطة ومجموعات تردد شعارات مناهضة للمزارعين.
وقالت وزارة الداخلية الهندية، اليوم (السبت)، إنه تم تعليق خدمات الإنترنت حتى الساعة 11 مساء غد الأحد في ثلاثة مواقع تشهد مظاهرات على مشارف نيودلهي «حفاظا على السلامة العامة».
وكثيرا ما تقطع السلطات الهندية خدمات الإنترنت عندما ترى احتمالية وقوع اضطرابات، وإن كانت هذه الخطوة غير معتادة في العاصمة، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء.
وقال زعيم المزارعين راكيش تيكيت إن الحكومة «في وهم إذا شعرت بأن حركتنا ستضعف» من خلال تعليق الإنترنت، وكتب تيكيت في تغريدة «كلما حاولوا سحق صوت المزارعين، زادت هذه الحركة».
وفشلت 11 جولة من المحادثات بين النقابات الزراعية والحكومة في حل الأزمة. وعرضت الحكومة تعليق القوانين 18 شهرا، لكن الزراع يقولون إنهم سيواصلون الاحتجاج إلى أن يتقرر إلغاؤها تماما.
وبحسب الشبكة الأميركية تشكل تلك الاحتجاجات أكبر تحد يواجه مودي منذ توليه منصبه في 2014. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المزارعين هم الكتلة الانتخابية الأكثر نفوذاً في البلاد وجزءا رئيسيا من الاقتصاد.
ولفتت إلى أن 16 حزبا معارضا قاطعوا، في عرض نادر للوحدة، خطابا برلمانيا ألقاه الرئيس الشرفي رام ناث كوفيند، الذي ينتمي لحزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي.
وقالت إن الحكومة الهندية بدلاً من أن تحاول تهدئة التوتر بعد اشتباكات الثلاثاء، قامت برفع دعاوى ضد صحافيين ونشطاء وسياسيين معارضين متهمة إياهم بالتحريض على الفتنة والتحريض على العنف.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.