بالتزامن مع ذكرى وفاة زعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي، بدأ المزارعون الهنود، اليوم (السبت)، إضرابا عن الطعام في تصعيد من احتجاجاتهم المستمرة أكثر من شهرين ضد القوانين الزراعية التي يرون أنها تخدم مصالح كبار المشترين من القطاع الخاص على حساب المنتجين، والتي أقرتها حكومة ناريندرا مودي.
وبحسب شبكة «إيه بي سي» الأميركية لجأ المزارعون إلى الإضراب بهدف التأكيد على الطبيعة السلمية لحركتهم في أعقاب اشتباكات عنيفة مع الشرطة.
وقال زعماء المزارعين إن توقيت الإضراب عن الطعام جاء ليتزامن مع ذكرى غاندي الذي اشتهر بمقاومته السلمية للحكم الاستعماري.
وأعربت «جبهة المزارعين المتحدة»، وهي ائتلاف لنقابات المزارعين، في بيان عن إدانتها لـ«الطريقة التي تنشر بها الحكومة الأكاذيب والعنف».
وقال دارشان بال القيادي في حركة نقابية زراعية تنظم الاحتجاجات «حركة المزارعين كانت سلمية وستبقى سلمية»، وأضاف «الهدف من تنظيم أحداث 30 يناير (كانون الثاني) نشر قيم الحق واللاعنف».
وقامت السلطات الهندية بقطع خدمات الإنترنت عن عدد من المناطق المحيطة بنيودلهي عقب بدء المزارعين في إضرابهم عن الطعام.
وكان عشرات الآلاف من الزراع قد اعتصموا في مواقع احتجاج على مشارف العاصمة نيودلهي، لما يزيد على شهرين غضبا من القوانين الجديدة.
وطغى العنف على مظاهرة بالجرارات كانت مزمعة يوم الثلاثاء الذي وافق يوم الجمهورية عندما خرج مزارعون عن المسار المتفق عليه وتخطوا حواجز واشتبكوا مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والعصي في محاولة لتفريقهم.
واندلعت منذ ذلك الحين اشتباكات متفرقة عديدة بين المحتجين والشرطة ومجموعات تردد شعارات مناهضة للمزارعين.
وقالت وزارة الداخلية الهندية، اليوم (السبت)، إنه تم تعليق خدمات الإنترنت حتى الساعة 11 مساء غد الأحد في ثلاثة مواقع تشهد مظاهرات على مشارف نيودلهي «حفاظا على السلامة العامة».
وكثيرا ما تقطع السلطات الهندية خدمات الإنترنت عندما ترى احتمالية وقوع اضطرابات، وإن كانت هذه الخطوة غير معتادة في العاصمة، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء.
وقال زعيم المزارعين راكيش تيكيت إن الحكومة «في وهم إذا شعرت بأن حركتنا ستضعف» من خلال تعليق الإنترنت، وكتب تيكيت في تغريدة «كلما حاولوا سحق صوت المزارعين، زادت هذه الحركة».
وفشلت 11 جولة من المحادثات بين النقابات الزراعية والحكومة في حل الأزمة. وعرضت الحكومة تعليق القوانين 18 شهرا، لكن الزراع يقولون إنهم سيواصلون الاحتجاج إلى أن يتقرر إلغاؤها تماما.
وبحسب الشبكة الأميركية تشكل تلك الاحتجاجات أكبر تحد يواجه مودي منذ توليه منصبه في 2014. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المزارعين هم الكتلة الانتخابية الأكثر نفوذاً في البلاد وجزءا رئيسيا من الاقتصاد.
ولفتت إلى أن 16 حزبا معارضا قاطعوا، في عرض نادر للوحدة، خطابا برلمانيا ألقاه الرئيس الشرفي رام ناث كوفيند، الذي ينتمي لحزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي.
وقالت إن الحكومة الهندية بدلاً من أن تحاول تهدئة التوتر بعد اشتباكات الثلاثاء، قامت برفع دعاوى ضد صحافيين ونشطاء وسياسيين معارضين متهمة إياهم بالتحريض على الفتنة والتحريض على العنف.
في ذكرى غاندي... مزارعو الهند يضربون عن الطعام ضد حكومة مودي
في ذكرى غاندي... مزارعو الهند يضربون عن الطعام ضد حكومة مودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة