«كوفيد طويل الأمد» يحير العلماء... هل العلاج ممكن؟

ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس كورونا في مستشفى بلندن (أ.ب)
ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس كورونا في مستشفى بلندن (أ.ب)
TT

«كوفيد طويل الأمد» يحير العلماء... هل العلاج ممكن؟

ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس كورونا في مستشفى بلندن (أ.ب)
ممرضتان تهتمان بمريض مصاب بفيروس كورونا في مستشفى بلندن (أ.ب)

يعمل الأطباء على فهم المزيد عن الحالة التي يطلقون عليها اسم «كوفيد طويل الأمد»، التي تظهر بين المرضى الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد، بعد أشهر من التعافي من فيروس «كورونا»، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ويقول الدكتور ألفونسو هيرنانديز روميو، عضو في فريق الاستجابة لفيروس «كورونا» بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «الأشخاص المصابون بـ(كوفيد طويل الأمد) غالباً ما يُبلغون عن إجهاد مستمر وشديد وصداع وضباب في الدماغ، الذي يُعرَف بأنه ضعف إدراكي بسيط، بعد أربعة أسابيع تقريباً من المرض الحاد».
ووجدت دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة «ذا لانسيت» أنه من بين 1733 مريضاً بفيروس «كورونا» تم علاجهم في مدينة ووهان الصينية، لا يزال 76 في المائة منهم يعانون من أحد الأعراض، بعد ستة أشهر من ظهورها.
وقال الأطباء إن شدة مرض «كوفيد - 19» قد يكون لها تأثير ضئيل على ما إذا كان المرضى يعانون من أعراض «كوفيد طويل الأمد»، كما أكد هيرنانديز روميو.
بدورها، قالت الدكتورة أليسون نافيس، الأستاذة المساعدة في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي بمدينة نيويورك، إن أحد الأعراض الأكثر شيوعاً لـ«كوفيد طويل الأمد» يُسمى «ضباب الدماغ».
وأوضحت نافيس: «يُعتبر ضباب الدماغ أحد عوارض المرض، وقد يعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين... غالباً ما يكون مزيجاً من مشكلات الذاكرة قصيرة المدى، أو التركيز، أو صعوبة في العثور على الكلمات عند التحدث».
وأشارت نافيس إلى أنه لا يبدو أن الضباب الدماغي له علاقة واضحة بخطورة عدوى «كوفيد - 19» أو العمر أو عوامل الخطر الأخرى. وقالت إن الأطباء لاحظوا هذه الأعراض لدى المرضى الأصغر سناً (بمن فيهم الأطفال والمراهقون) الذين أُصيبوا بأعراض خفيفة لفيروس «كورونا» وكانوا أصحاء في السابق.
* معالجة الأعراض
قالت نافيس: «بالنسبة لضباب الدماغ، ليس لدينا علاجات للتغييرات المعرفية للأسف، لذا فإن العلاج موجه لأي تشوهات في عمل الدم يمكن أن تساهم في هذه الحالة المرضية، والعوامل الأخرى المساهمة، مثل النوم والمزاج».
وتابعت: «إذا كان فقدان التركيز يمثل مشكلة كبيرة، فقد تكون هناك حاجة إلى الأدوية التي يمكنها المساعدة في معالجة ذلك».
بالنسبة لمشاكل الجهاز العصبي، أشارت الطبيبة إلى إن تقنيات التأمل والتنفس يمكن أن تكون مفيدة، وتنصح المرضى الذين يعانون من الإرهاق بتخفيف حدة الأنشطة الجسدية والتمارين التي يقومون بها.
وشددت على ضرورة حصول المرضى على قسط كافٍ من النوم والاعتناء بصحتهم العقلية.
وتعمل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مع المعاهد الوطنية للصحة ومنظمة الصحة العالمية لمحاولة فهم «كوفيد طويل الأمد» بشكل أفضل.
وقالت نافيس: «رغم أننا لا نعرف سبب هذه الأعراض، فإنها حقيقية للغاية بالنسبة للمرضى، كما نرى بعضهم يتحسنون».


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».