«في عز الضهر»... فيلم جديد يناقش أزمة الهوية المصرية

يلعب بطولته مينا مسعود وهنا الزاهد

TT

«في عز الضهر»... فيلم جديد يناقش أزمة الهوية المصرية

قال الفنان الكندي من أصول مصرية مينا مسعود، بطل الفيلم العالمي الشهير «علاء الدين» إن التمثيل في مصر كان أحد أحلامه الكبيرة، وإنه وجد في سيناريو فيلم «في عز الضهر» كل ما كان يتطلع إليه لتقديم فيلم عالمي بمواصفات مصرية.
وقال مسعود خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء أمس أول من أمس، إن «الفيلم سيبدأ تصويره الشهر المقبل، وإنه بدأ منذ فترة الاستعداد له حيث يخضع حالياً لتدريبات رياضية على القفز لتقديم مشاهد الحركة، كما بدأ في التدريب على الأداء باللهجة المصرية»، مؤكداً أنه «منذ هجرته طفلاً من مصر وهو يشاهد مع أسرته الأفلام المصرية لعبد الحليم حافظ ورشدي أباظة ونور الشريف وعادل إمام، بجانب أفلام أحمد السقا ومنى زكي، وأنه قبل عامين وخلال زيارته الأولى لمصر بمهرجان الجونة عبر عن تطلعه لتلك الخطوة».
ويطرح فيلم «في عز الضهر» قضية الهوية المصرية من خلال بطله حمزة (مينا مسعود) الذي يجسد شخصية «وسيط» في عصابات المافيا، وقال مينا إن «حمزة» يشبهه كونه مصرياً هاجر طفلاً ويعود إلى بلاده بعد سنوات من الغياب، وأضاف قائلاً: «لقد تحدثت مع المخرج مرقس عادل ووجدت عنده طموحاً كبيراً فنحن نتطلع لكي نقدم فيلماً يعيد للسينما المصرية مكانتها، فقد كانت في سبعينات القرن الماضي ثالث أقوى دولة سينمائيا بعد (هوليوود) و(بوليوود)، لكن هذا التاريخ نسيه البعض، وأكثر ما أعجبني أن أبطاله جميعهم من الشباب».
وعن الفرق بين تكنيك العمل في «هوليوود» ومصر، قال مسعود: «الفرق في النظام، فهناك نظام يحكم كل شيء في هوليوود لكن في مصر الأمور تتم بالحب».
وشهد المؤتمر الصحافي حضور عدد من أبطاله من بينهم الممثلة هنا الزاهد، وميرنا نور الدين، ومحمود حجازي وإيهاب فهمي ومحمد عز، والمخرج مرقس عادل والمنتج عادل سعد، الذي كشف أن تصوير الفيلم سيجري بين مصر وأربعة دول أوروبية لم يحددها، مؤكداً أن ظروف الإغلاق في بعض الدول قد تدفعهم للبحث عن بديل آخر إذا ما استمر الإغلاق، وأشار إلى اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية خلال فترة التصوير، رافضاً الكشف عن حجم الميزانية المقدرة للفيلم، وقال إن الفيلم سيكون جاهزاً للعرض خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل.
فيما لمح الممثل والمؤلف كريم سرور إلى أن الفيلم ينتمي لنوعية أفلام الحركة والإثارة لكنه يمثل حكاية مصرية خالصة بصيغة عالمية، وأن أحداثه تدور من خلال وسيط مافيا يقوم بعمل مهمات في كل دول العالم وعندما يأتي إلى مصر تحدث له أزمات مختلفة.
وعبرت الممثلة هنا الزاهد عن سعادتها بالمشاركة في الفيلم وقالت: «أجسد شخصية (ساندرا) وهو دور مختلف أقدمه لأول مرة، كاشفة أنها ستظهر بشكل جديد وستقدم مشاهد الأكشن».
وقال مخرج الفيلم مرقس عادل في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن التصوير سيبدأ بعد شهر في القاهرة عقب عودة مسعود من الولايات المتحدة حيث يصور مشاهد فيلمه «معاملة ملكية» لشبكة «نتفليكس»، وأضاف: «إنه تواصل مع مينا منذ فترة وعرض عليه 3 سيناريوهات اختار من بينها فيلم (في عز الظهر)، مؤكداٍ أن الفيلم يتضمن 20 شخصية ويتحدث أبطاله بأربع لغات مختلفة، وسيتم الاستعانة بعدد من نجوم التمثيل للمشاركة كضيوف شرف بالفيلم».
فيما كشف الفنان إيهاب فهمي، وكيل نقابة المهن التمثيلية، وأحد ممثلي الفيلم عن تنظيم نقابة الممثلين احتفالاً لتكريم مينا مسعود خلال الفترة المقبلة لنجاحه العالمي، كما طرحت الشركة المنتجة البوستر الدعائي للفيلم الذي يبرز صورة مينا مسعود، وهو يمر عبر نفق ضيق إلى شعاع نور تحيطه بنايات شاهقة.
يذكر أن الممثل مينا مسعود (30 عاماً) ولد في مصر وهاجر مع أسرته طفلاً إلى كندا، حيث اتجه لدراسة الطب في البداية ثم حول مساره إلى المسرح ولمع في عدة أعمال تلفزيونية لكن فرصته الأهم جاءت عبر فيلم «علاء الدين»، الذي لعب بطولته أمام ويل سميث وحقق الفيلم إيرادات بلغت مليار دولار ليصبح واحداً من 35 فيلماً عالمياً نجحت في تحقيق هذا الإيراد الضخم، وأسس مسعود مؤسسة «أي دي إيه» لمساعدة الموهوبين في الفنون من دول العالم كافة.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».