المنصات الرقمية تجذب نجوم «الصف الأول» في مصر

لقطة لمنى زكي وأحمد السعدني في حلقة «متقولش لحد» بمسلسل «نمرة اتنين»
لقطة لمنى زكي وأحمد السعدني في حلقة «متقولش لحد» بمسلسل «نمرة اتنين»
TT

المنصات الرقمية تجذب نجوم «الصف الأول» في مصر

لقطة لمنى زكي وأحمد السعدني في حلقة «متقولش لحد» بمسلسل «نمرة اتنين»
لقطة لمنى زكي وأحمد السعدني في حلقة «متقولش لحد» بمسلسل «نمرة اتنين»

نجحت المنصات الرقمية العربية والعالمية، في اجتذاب نجوم الصف الأول من الممثلين المصريين والعرب، للمشاركة في مسلسلات تعرض للمرة الأولى عبرها بالآونة الأخيرة، لتنافس بها الأعمال التلفزيونية التي يعرض بعضها حالياً، خصوصاً بعد تحقيق المنصات انتشاراً واسعاً ومشاهدات لافتة بعد تفشي وباء «كورونا» في الربع الأول من العام الماضي.
وخلال الأشهر الماضية عُرض أكثر من عمل عبر المنصات الرقمية العربية والعالمية من بطولة نجوم بارزين على غرار مسلسل «نمرة اتنين»، الذي شارك في بطولته كل من منى زكي وعمرو يوسف وصبا مبارك وشيرين رضا وماجد الكدواني وإياد نصار وأروى جودة وغيرهم، ومسلسل «مملكة إبليس» بطولة غادة عادل ورانيا يوسف، و«في كل أسبوع يوم جمعة» بطولة منة شلبي وآسر ياسين، ومسلسل «ما وراء الطبيعة» على منصة «نتفليكس» وقام ببطولته الفنان المصري أحمد أمين.
وبينما يستعد نجوم مصريون وعرب لتصوير أعمال جديدة لصالح بعض المنصات، فإن آخرين يتأهبون لبداية عرض مسلسلاتهم الجديدة عليها أيضاً، ويأتي في مقدمة هؤلاء النجوم، الفنانة التونسية هند صبري التي تستعد لتصوير مسلسل «عايزه أتطلق» تأليف غادة عبد العال وإخراج هادي الباجوري، وهو العمل الذي وقعت على بطولته مع منصة «نتفليكس» أخيراً، ويعد المسلسل الجديد امتداداً لمسلسلها الكوميدي «عايزه أتجوز» الذي عرض عام 2010. كما يستعد الثنائي المصري هشام ماجد وشيكو لعرض الجزء الثاني من مسلسل «اللعبة» في نهاية الشهر الحالي، على منصة «شاهد» الإلكترونية، ويحمل اسم «ليفل الوحش»، ويشاركهم في بطولته الفنانة المصرية رانيا يوسف.
وتواصل منصة «شاهد» التابعة لمجموعة MBC الفضائية عرض مسلسل «لا حكم عليه» بطولة النجم السوري قصي الخولي واللبنانية فاليري أبو شقرا وإنتاج صادق الصباح، ويستعد الفنان أحمد السعدني بمشاركة ياسمين رئيس لتصوير مسلسل «60 ثانية» من إخراج مريم الأحمدي، والمكون من 9 حلقات فقط وسيعرض على إحدى المنصات الإلكترونية عقب انتهاء تصويره في العاصمة اللبنانية بيروت.
ووفق فنانين ومتابعين فإن المنصات الجديدة استطاعت اجتذاب النجوم العرب في الآونة الأخيرة لعدة أسباب، من أبرزها، عدم وجود ضغوط أثناء التصوير على غرار مسلسلات موسم رمضان التي يجري تصويرها خلال الشهر ذاته، بجانب إنتاج المنصات لمسلسلات مكونة من حلقات محدودة، بعيداً عن مزاحمة الفواصل الإعلانية بالشاشات التلفزيونية، وهو الأمر الذي يشكو منه الكثير من المشاهدين والفنانين على حد سواء.
ويُثمّن مخرجون مصريون من بينهم يسري نصر الله، مخرج حلقة «ما تقولش لحد» ضمن مسلسل «نمرة اتنين» الذي عرض على منصة «شاهد» نهاية العام الماضي، طريقة عمل المنصات الرقمية، التي وصفها في تصريحات صحافية أخيراً بأنها «ساهمت في كسر احتكارات سياسية معينة لمحطات التلفزيون بجانب إتاحتها الوقت الذي يحتاجه في التجهيز والإعداد لتصوير مشاهده»، على حد تعبيره.
في السياق، تستعد الفنانة روبي لتصوير مسلسل «شقة 6» لعرضه على إحدى المنصات الإلكترونية العربية، ويشاركها البطولة كل من شريف سلامة وسيد رجب وإخراج محمود كامل، ومكون من 15 حلقة، ويجهز الفنان أحمد فهمي لتصوير مسلسل «قارئة الفنجان» في العاصمة اللبنانية بيروت ويشاركه البطولة ورد الخال وباسم مغنية وإخراج إياد صالح، والعمل مكون من 10 حلقات.
ويعزي الناقد الفني أندور محسن، سبب إقبال نجوم الصف الأول على المنصات بهذا الشكل اللافت، إلى مزاياها المتعددة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجمهور يستطيع من خلالها مشاهدة ما يريده في أي وقت»، مشيراً إلى أنّ «المنصات ترغب في تسويق نفسها من خلال الاستعانة بكبار النجوم على غرار ما حدث من قبل في مسلسلات (في كل أسبوع يوم جمعة)، و(مملكة إبليس)، والجزء الأول من (اللعبة)، الذين تعاقدت عليهم منصة شاهد الإلكترونية العام الماضي وعرضتهم عندما قامت بالتطوير».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».