اختبارات اللعاب... وسيلة فعالة لرصد «كوفيد ـ 19»

تقدم مؤشرات أفضل من مخاط الأنف عن تغلغله في الجهاز التنفسي

اختبارات اللعاب... وسيلة فعالة لرصد «كوفيد ـ 19»
TT

اختبارات اللعاب... وسيلة فعالة لرصد «كوفيد ـ 19»

اختبارات اللعاب... وسيلة فعالة لرصد «كوفيد ـ 19»

منذ أن منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 15 أغسطس (آب) الماضي إجازة باستخدام في حالة الطوارئ، لاثنين من الاختبارات التي تعتمد على عينة من اللعاب المسمى «اللعاب مباشرة»Saliva Direct بدلا عينة من السائل الأنفي، أصبحت العديد من الاختبارات الجديدة تبحث عن فيروس «سارس كوفيد 2» الفيروس التاجي الوبائي في اللعاب. وفي بريطانيا أطلقت شركة فاتيك Vatic للتكنولوجيا الصحية اختبار لعاب كوفيد19 في 11 يناير (كانون ثاني) 2021 على موقع mobihealthnews، يتيح إظهار النتائج في أقل من 15 دقيقة.
اختبارات اللعاب
وفي أحدث تقرير عن فاعلية اختبارات اللعاب للكشف عن الفيروس،
نشر باحثون في جامعة ييل الأميركية في نيوهيفن بقيادة أكيكو ايواساكي أخصائية المناعة نتائج ما قبل النشر في medRxiv في 10 يناير (كانون ثاني) 2021 وذلك بمقارنة الأحمال الفيروسية في اللعاب ومسحات البلعوم الأنفي. ووجدوا أن المرضى الذين أصيبوا بمرض حاد أو نقلوا إلى المستشفى أو ماتوا، كانوا أكثر عرضة لارتفاع حمولات الفيروس المكتشفة في اختبارات اللعاب، مقارنة بحمولات الفيروس التي رصدت في مسحات البلعوم الأنفي الخاصة بهم.
ويكشف الاختبار الجديد عن ارتباط مذهل بين مستويات الفيروس المرتفعة في اللعاب والدخول إلى المستشفى لاحقا أو الوفاة. وإذا تم تأكيد النتائج يمكن أن تساعد اختبارات اللعاب الأطباء في تحديد أولويات المرضى في المراحل المبكرة من المرض الذين يجب أن يتلقوا الأدوية التي تخفض مستويات الفيروس.
ويعلق شين كروتي عالم الفيروسات في معهد لاخولا لعلم المناعة في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الذي لم يشارك في البحث أن النتائج تشير إلى أن مستويات الفيروس في اللعاب تعكس الحمل الفيروسي في أعماق الرئتين حيث يتسبب المرض في الكثير من أضراره في الحالات الشديدة، وأن العمل الجديد ليس هو الأول الذي يربط بين حمل الجسم لفيروس كورونا ونتائج المرض فقد وجدت عدة مجموعات بحثية ارتباطًا بين المستويات الفيروسية العالية في الممرات الأنفية وقت دخول المريض إلى المستشفى وشدة المرض النهائية. لكن المجموعات الأخرى فشلت في العثور على نفس الرابط.
ومع ذلك في الأشهر الأخيرة طورت العديد من المجموعات البحثية وحصلت على إذن للاستخدام في حالات الطوارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لإجراء اختبارات للكشف عن الفيروس في اللعاب.
رصد الفيروس
ويعتمد الاختبار القياسي لاكتشاف عينات المخاط الأنفي للفيروس على استخدام مسحات البلعوم الأنفي nasopharyngeal (NP)، وهنا يلجأ الباحثون إلى تقنيه موثوقة منذ فترة طويلة لتشخيص التهابات الجهاز التنفسي وهي البحث عن المادة الوراثية الفيروسية في السائل المخاطي. والمعروف بأنه أفضل مكان للبحث عن الفيروس التنفسي حيث يتم جمعه من الممرات الأنفية للمريض وهو المكان الذي تدخل فيه المسحة التي يبلغ طولها 15 سنتيمترا ثم توضع المسحة في أنبوب بلاستيكي فيه خليط كيميائي يعمل على استقرار الفيروس أثناء نقله إلى مختبر التشخيص وهناك يستخرج الفنيون المادة الجينية للفيروس ويحملونها في جهاز لتنفيذ تفاعل البوليمريز المتسلسل PCR الذي يضخم أجزاء من المادة الوراثية للفيروس. ورغم أن دقة الاختبار تصل إلى 95 بالمائة لكنه غير مريح لأن جمع المسحة يتطلب اتصالا وثيقا بالمريض ويعرض العاملين في المجال الطبي لخطر الإصابة بالفيروس.
يقول تاكانوري تيشيما رئيس قسم الطب المختبري في جامعة هوكايدو في سابورو اليابان إن اختبارات PCR لا يمكنها تحديد ما إذا كان الفيروس حيا أو ميتا أثناء الكشف عن الجينات الفيروسية. ومن ناحيه أخرى فإن اللعاب يفرز باستمرار في الفم وهو مفيد في كعينة اختبار والأشخاص الذين يتم اختبارهم يسيل لعابهم ببساطه في أنبوبة بلاستيكية تغلق وتوضع في كيس يتم شحنه إلى المختبر لتحليل PCR ونظرا لأن الإجراء يختبر بشكل مباشر السائل المسؤول عن نقل الفيروس بين الأشخاص كالسعال والعطاس فقد يعطي مؤشرا أفضل لمن هم الأكثر من الناس عدوى كما يقول بول هيرجينروثر الكيميائي في جامعة الينوي في الولايات المتحدة.
مقارنة الاختبارين
وفي بحث جامعة ييل الجديد اختبر الباحثون حالات 154 مريضا و109 أشخاص أصحاء غير مصابين بالفيروس. وتم تقسيم المرضى إلى مجموعات تحتوي على حمولات فيروسية منخفضة ومتوسطة وعالية كما هو محدد بواسطة كلا النوعين من الاختبارات ثم قارنوا هذه النتائج مع شدة الأعراض التي ظهرت على المرضى فيما بعد ووجدوا أن اختبارات اللعاب لرصد الحمولة الفيروسية كانت أفضل.
وقد انخفض الحمل الفيروسي في كل من اللعاب ومخاط الأنف بمرور الوقت لدى المرضى الذين تعافوا ولكن ليس لدى أولئك الذين ماتوا كما وجدوا أن الأحمال الفيروسية العالية من اللعاب ترتبط بمستويات عالية من الإشارات المناعية مثل السيتوكينات والكيموكينات وهي جزيئات غير محددة تتزايد استجابة للعدوى الفيروسية ولها علاقة وثيقة بتلف الأنسجة. وقد فقد الأشخاص الذين لديهم المزيد من الفيروسات في لعابهم تدريجيًا بعض الخلايا التي تزيد من الاستجابة المناعية ضد الأهداف الفيروسية ولديهم مستويات أقل من الأجسام المضادة التي تستهدف بروتين الأشواك الذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلايا.
وتؤكد ايواساكي بأن اللعاب قد يكون مؤشرا أفضل لنتائج المرض من مخاط الأنف لأن الأخير يأتي من الجهاز التنفسي العلوي بينما يرتبط المرض الشديد بأضرار عميقة في الرئتين، وأن اللعاب هو الدليل المفضل لما يحدث في الجهاز التنفسي السفلي لأن الأهداب التي تبطن الجهاز التنفسي تنقل المخاط بشكل طبيعي من الرئتين إلى الفم ثم يختلط باللعاب مثله مثل السعال عندما يختلط المخاط القادم من الرئتين باللعاب. وتقول مونيكا غاندي خبيرة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو إنه إذا كانت اختبارات اللعاب تنبؤية فيمكنها مساعدة الأطباء على تحديد المرضى للعلاج مبكرًا إما بالأجسام المضادة لتقليل الحمل الفيروسي أو الستيرويدات للحد من الاستجابات المناعية غير النوعية المفرطة النشاط إذ تعتبر اختبارات اللعاب أرخص وأسهل من اختبارات البلعوم الأنفي ولكنها أقل توفرًا على نطاق واسع لذا فإن تأكيد النتائج الجديدة يمكن أن يعزز الجهود المبذولة لجعل اختبارات اللعاب متاحة بسهولة أكبر.
اختبار جديد
أطلقت شركة فاتيك البريطانية على اختبار لعاب «كوفيد19» اسم: «تعرف الآن على كوفيد 19 (KnowNow COVID - 19)»، حيث تستخدم المسحة لجمع اللعاب من داخل خد المستخدم وكذلك اللعاب المتجمع تحت اللسان ويتم بعد ذلك خلط اللعاب من المسحة مع محلول خاص في أنبوب ويتم إطلاق قطرات من المحلول الناتج على جهاز التدفق الجانبي Lateral flow devices (LFDs). وستوفر التقنية دليلًا موثقًا على نتيجة سلبية أو حالة غير معدية. ويقوم المستخدم بمسح نتيجة الاختبار الخاصة به وسيسجل التطبيق ما إذا كان المستخدم معديًا أم لا، ووقت الاختبار.
يختلف هذا الاختبار عن الاختبارات الأخرى لأنه يبحث عن بروتين الأشواك على سطح الفيروس ويكتشف الفيروس عن طريق محاكاة خصائص الخلية البشرية و«خداع» الفيروس للتفاعل معها وبالتالي عرض مقياس للعدوى. وتقول الشركة إنه يمكن نشره كأداة فحص في الخطوط الأمامية ويمكن اكتشاف العدوى في الأشخاص الذين لا يعانون من أي أعراض وله القدرة على تحديد الأشخاص المصابين بالعدوى في وقت مبكر.
وأوضح أليكس شيبارد الرئيس التنفيذي للشركة أن الاختبار يمكنه تحديد الأشخاص المصابين بالعدوى قبل أن يصبحوا خطراً على الآخرين غالبًا قبل يومين أو ثلاثة أيام من ظهور الأعراض. وقالت الدكتورة منى كاب عمير المؤسس المشارك ورئيس قسم التكنولوجيا في الشركة «إن منهجية الكشف التي يقوم عليها الاختبار محصنة ضد الطفرة المحتملة للفيروس في المستقبل على عكس الاختبارات التي تعتمد على الأجسام المضادة».



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.