حرصت ساندرا بروم إدواردز (67 سنة)، على ارتداء الحُلي المصنوع من اللؤلؤ يومياً منذ مطلع يناير.
وقالت: «كنت جالسة في منزلي أشاهد برنامج (صباح الخير أميركا) بينما أرتدي حلياً من اللؤلؤ، وذلك احتفاءً من جانبي بالمناسبة التاريخية الوشيكة».
وإدواردز واحدة من أكثر من 430 ألف سيدة أعضاء في مجموعة على موقع «فيسبوك» تحمل اسم «ارتدين اللآلئ في 20 يناير 2021». وجاءت فكرة تدشين الصفحة انطلاقاً من الرغبة في تكريم كامالا هاريس، أول سيدة في تاريخ البلاد تتولى منصب نائب الرئيس المنتخب، التي حرصت على ارتداء حليها المميزة المصنوعة من اللؤلؤ لدى تخرجها في جامعة هوارد، وأدلت بالقسم داخل الكونغرس وهاجمت بريت كافانو ودخلت في مناظرة مع نائب الرئيس الحالي مايك بنس وتلقت لقاح فيروس «كوفيد - 19» وهي ترتدي اللؤلؤ.
عن ذلك، قال دارنيل جمال ليسبي، المؤرخ المعني بتاريخ الموضة: «تمثل اللآلئ مجموعة الأخوات»، بجانب أنّها تمثل النادي النسائي الذي يحمل اسم «ألفا كابا ألفا» الذي انضمت إليه هاريس أثناء دراستها في جامعة هوارد، وهي جامعة لطالما ارتادها أصحاب البشرة السمراء تاريخياً.
من ناحيتها، قالت بروم إدواردز، المديرة المتقاعدة التي كانت تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في تشارلوت بشمال كاليفورنيا: «كنت أحاول التغلب على نسخة مصغرة من الاكتئاب الشخصي. وعندما عثرت على هذه المجموعة، وجدت لنفسي محور اهتمام جديداً بحياتي. وعندما اطلعت على كلّ تلك الصور، سرح ذهني بعيداً فيما يجري بالعالم من حولي».
وأوضحت إدواردز أنّها تقضي يومياً ما بين ساعتين وثلاث ساعات على الموقع. وفي يوم التنصيب، سترتدي عقداً مزدوجاً يخص جدتها. وأضافت: «كانت جدتي موظفة دؤوبة في مجال الانتخابات، وكانت لتشعر بفخر بالغ اليوم بكامالا هاريس».
دُشّنت هذه المجموعة مطلع ديسمبر (كانون الأول) على يد هوب ألواي، 46 سنة، مسؤولة متقاعدة في القوات البحرية تعيش في أورانج بارك بفلوريدا. وقالت ألواي: «صحوت يوماً من النوم وقلت في نفسي: يتعين علينا الاحتشاد معاً صفاً واحداً نحن النساء ليس فقط للاحتفاء بكامالا هاريس، وإنّما أيضاً بأنفسنا».
وفي غضون ثلاثة أيام، ارتفعت أعداد متابعي الصفحة إلى ألف فرد. وفي غضون أسبوع، ارتفع العدد إلى ثلاثين ألف عضو. وكان الطلب على الانضمام كبيراً للغاية لدرجة اضطرت ألواي للاستعانة بـ20 متطوعة لمعاونتها في فحص طلبات الانضمام للمجموعة لضمان أنّه ليس بين المتقدمين عناصر سيئة. وفي الوقت الذي ينتمي الكثير من الأعضاء إلى أصحاب البشرة السمراء، هناك أعضاء من أعراق أخرى ممثلة ينتمون لأكثر عن 99 دولة.
وعن هذا، قالت إدواردز: «إنهم مجموعة من النساء والفتيان من مختلف الفئات يحتشدن معاً. وأعتقد أنّ هذا أمر رائع».
دوروثي أليسون، امرأة أكملت عامها الـ100 في نوفمبر (تشرين الثاني)، ليس لها حساب على «فيسبوك»، لكنّ حفيدتها نشرت لها صورة في شبابها بينما ترتدي حلياً من اللؤلؤ. وقالت: «أكره ما فعلته، لكنّه وقع وانتهى الأمر الآن، وليس بيدي فعل شيء حياله. وقد سمعت جميع النساء الأخريات يقولون إنّني جميلة، وأنا سعيدة بذلك».
لا تتعامل أليسون مع أي يوم في حياتها باعتباره أمراً مسلماً به، وعن ذلك قالت: «إذا بقيت على قيد الحياة حتى يوم التنصيب وكنت بصحة جيدة، سأحرص على مشاهدة كل لحظة فيه. وفي ذلك اليوم، سأرتدي أفضل ملابسي وبعض الحلي المصنوعة من اللؤلؤ».
جدير بالذكر أنّ أليسون سبق لها ارتداء هذه الحلي لدى ارتيادها الكنيسة، الأمر الذي ما تزال تحاول فعله اليوم. وعلى ما يبدو، سيحمل هذا اليوم أهمية عاطفية لها. وعن هذا، قالت: «ما أزال أذكر جيداً عندما لم يكن لدى النساء أي نوع من المواقف، ولم يكن لديهن ما يفعلنه سوى البقاء في المنزل وإنجاب الأطفال. ورغم أنني لن أرى ذلك، لكن أعتقد أن الأمر سيكون له تأثير أكبر على النساء».
ومع قلة فرص مغادرة المنزل أثناء الجائحة، تبدو بعض السيدات متحمسات تجاه أي ذريعة لارتداء حلي اللؤلؤ. ومن بين هؤلاء جان تومبسون غورنياك، 53 سنة، اختصاصية في الطب الشرعي في لاس فيغاس التي تقول: «قد أذهب إلى متجر البقالة صباح ذلك اليوم فقط حتى يتمكن الناس من رؤيتي وأنا أرتدي اللؤلؤ وعلى وجهي ابتسامة كبيرة».
فيما يخص غوين كيلي، 56 سنة، مديرة مشروع في سينسيناتي، كانت تجربة ارتداء اللؤلؤ بمثابة تحول كبير في حياتها منذ أن كانت فتاة صغيرة. وقالت: «اعتدت أن أجرب ارتداء حلي اللؤلؤ الخاصة بجدتي وخالتي طوال الوقت، وأخيراً حصلت على مجموعتي الخاصة عندما كنت في التاسعة أو العاشرة من عمري. ولطالما شعرت أن اللؤلؤ يدفعني نحو مزيد من الارتقاء».
في المقابل، هناك سيدات أقبلن على شراء أول مجموعة من اللآلئ في حياتهن كي يصبحن جزءاً من هذه المجموعة. على سبيل المثال، لم تبد غورنياك من قبل اهتماماً باللؤلؤ. وقالت: «لست من عاشقي الإكسسوارات، ولطالما نظرت إلى اللؤلؤ باعتباره حلي باهظ الثمن وذوق راقٍ». إلا أنّ هذه المجموعة في «فيسبوك» دفعتها لتغيير رأيها. وفي الثاني من يناير، توجهت لمتجر «زاليس» واشترت عقداً طويلاً من اللؤلؤ في عيد ميلادها الـ53. وقالت: «أعتقد أنّ اللآلئ تقول عني أنني جميلة، وقوية في الوقت ذاته».
حتى الآن، لم تجرب غورنياك ارتداء العقد الجديد وتفضل الانتظار ليوم التنصيب لترتديه للمرة الأولى، إلى جانب زي استوحته من هاريس. وأضافت: «سأرتدي قميصاً أبيض وسترة سوداء وبنطالاً من الجينز واللؤلؤ».
* خدمة «نيويورك تايمز»
أميركيات يرتدين اللؤلؤ طوال يناير احتفالاً بتنصيب كامالا هاريس
أميركيات يرتدين اللؤلؤ طوال يناير احتفالاً بتنصيب كامالا هاريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة