جهاز المناعة يتذكر «كورونا» 6 أشهر على الأقل

جهاز المناعة يتذكر «كورونا» 6 أشهر على الأقل
TT

جهاز المناعة يتذكر «كورونا» 6 أشهر على الأقل

جهاز المناعة يتذكر «كورونا» 6 أشهر على الأقل

أضافت دراسة أميركية دليلاً جديداً بشأن مدة المناعة التي تمنحها الإصابة بفيروس «كورونا المستجد». وتسببت الأبحاث السابقة في القلق من خلال إظهار أن الأجسام المضادة المعادلة يمكن أن تنخفض بسرعة بعد الإصابة بالفيروس، لكن الدراسات الحديثة سلّطت الضوء على دور أجزاء أخرى من جهاز المناعة في تحقيق المناعة طويلة المدى، وهي خلايا الذاكرة البائية.
واقترحت إحدى الأوراق البحثية التي نُشرت في مجلة (ساينس) هذا الشهر أن جميع الأجزاء الرئيسية تقريباً من الجهاز المناعي التي يمكنها تعلم التعرف على مسببات الأمراض الجديدة وصدها يمكن أن تستمر في الاستجابة للفيروس لمدة 8 أشهر على الأقل، وشمل ذلك خلايا الذاكرة البائية الخاصة بالبروتين، والتي وجد الباحثون أنها زادت بالفعل في الدم بعد 6 أشهر من الإصابة، واستندت الورقة إلى تحليل عينات دم من 188 مريضاً بفيروس «كوفيد - 19».

وأضافت الدراسة التي نُشرت أول من أمس، في دورية «نيتشر»، دليلاً جديداً، حيث ذهب الباحثون خلالها إلى أن الناس قد يكونون قادرين على محاربة العدوى مرة أخرى لمدة 6 أشهر على الأقل بعد تعافيهم من مرض «كوفيد - 19»، بفضل الخلايا التي يمكنها تذكره.
ودرس الباحثون الذي تَزعّمهم فريق من جامعة «روكفلر» بأميركا، عشرات الأشخاص الذين تعافوا من «كوفيد - 19»، ووجدوا أن الأجسام المضادة تلاشت من أجسامهم بمرور الوقت، إلا أنهم حافظوا على مستويات من خلايا الذاكرة البائية المحددة.
ويمكن لهذه الخلايا أن تتذكر العامل الممرِض ويمكنها، إذا واجهت العدوى مرة أخرى، أن تحفّز جهاز المناعة على إعادة إنتاج الأجسام المضادة المقاومة للفيروس.
وخلصت الدراسة إلى أن «استجابات الذاكرة مسؤولة عن الحماية من الإصابة مرة أخرى وهي ضرورية للتطعيم الفعال».
وخلال الدراسة قام الباحثون بتقييم 87 شخصاً تعافوا من «كوفيد - 19» بعد فترة تزيد قليلاً على شهر و6 أشهر بعد الإصابة.
وفي حين وجدوا أن نشاط الأجسام المضادة المعادلة للفيروس انخفض مع مرور الوقت، ظل عدد خلايا الذاكرة البائية دون تغيير.
يقول الباحثون إن دراستهم أشارت إلى أن استجابة خلايا الذاكرة البائية ضد فيروس «كورونا» تتطور خلال الأشهر الستة التالية للعدوى في وجود بروتينات بقايا فيروسية في الجسم، مما يمكّن الخلايا من إنتاج أجسام مضادة أكثر فاعلية.
من جانبه، يصف الدكتور خالد عبد الوهاب، أستاذ الفيروسات بجامعة جنوب الوادي المصرية، النتيجة التي توصلت إليها الدراسة بأنها في غاية الأهمية.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «التنبؤ بديناميات الوباء يحتاج إلى معرفة معلومات مثل كم من الوقت يمكن للناس مقاومة الإصابة مرة أخرى بالفيروس التاجي الجديد، وما العملية المناعية التي تنطوي عليها، وهذه معلومات أجابت عنها الدراسة».
ويضيف أن هناك حاجة لإجراء دراسة أشمل تضم عدداً أكبر من المبحوثين، لأن العدد الذي تم تغطيته في الدراسة قليل جداً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.