ارتفاع مفاجئ للتوقعات الاقتصادية في ألمانيا

TT

ارتفاع مفاجئ للتوقعات الاقتصادية في ألمانيا

ارتفعت التوقعات الاقتصادية للخبراء الماليين في ألمانيا بشكل كبير في يناير (كانون الثاني) الجاري. فقد أعلن مركز البحوث الاقتصادية الأوروبي في مدينة مانهايم الألمانية الثلاثاء، أن مؤشر المعهد للمناخ الاقتصادي في ألمانيا ارتفع بمقدار 6.8 نقطة إلى 61.8 نقطة مقارنة بديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكان المحللون يتوقعون ارتفاع المؤشر ولكن في المتوسط إلى 59.4 نقطة.
وقال رئيس المركز أخيم فامباخ: «رغم عدم اليقين بشأن المسار المنتظر للإغلاق، فقد تحسنت التوقعات الاقتصادية في ألمانيا بشكل طفيف... تظهر نتائج استطلاع يناير لاختبار الأسواق المالية الذي يجريه المركز أن توقعات التصدير على وجه الخصوص قد زادت بشكل كبير».
ويتم تصنيف الوضع الاقتصادي الحالي بشكل سلبي أكثر بوجه عام، حتى لو تحسنت القيمة بصورة هامشية، حيث ارتفع مؤشر تقييم الوضع الاقتصادي الحالي بمقدار 0.1 نقطة إلى سالب 66.4 نقطة.
وعلى صعيد موازٍ، أظهر استطلاع حديث أن توقعات التصدير داخل الأوساط الصناعية الألمانية تحسنت بشكل طفيف مؤخراً، لتظهر بذلك بارقة أمل في ظل أزمة كورونا.
وجاء في تقييم الاتجاه الذي تبين في استطلاع اقتصادي أجرته غرفة الصناعة والتجارة الألمانية وتم نشره الثلاثاء، أن الطلب من الصين بصفة خاصة يبدو مستقراً في الوقت الحالي.
وبحسب الاستطلاع، تتوقع 30 في المائة حالياً من المؤسسات الصناعية تحسن صفقات الصادرات، فيما تتوقع 22 في المائة منها ترديها.
وقيّمت بصفة خاصة شركات صناعات الأدوية والهندسة الكهربائية والصناعات الكيماوية وكذلك صناعة الآلات فرصها المستقبلية في الأسواق العالمية بشكل متفائل للغاية.
ويذكر أن 26 في المائة فقط من الشركات توقعت تحسن الصادرات في عام 2020، فيما توقعت 30 في المائة تردي الأوضاع.
يشار إلى أن إجمالي الناتج المحلي بألمانيا تراجع في عام 2020 نتيجة أزمة كورونا. ويتوقع علماء حدوث نمو معتدل في العام الجاري، ولكن هناك مخاطر كبيرة بسبب حدوث العدوى.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تقييم أكثر من 10 آلاف رد لشركات شاركت في استطلاع غرفة الصناعة والتجارة الألمانية الذي تم إجراؤه مع بداية العام الجاري.
في غضون ذلك، أعلن المكتب الاتحادي للإحصاء أمس، تباطؤ ارتفاع أسعار المستهلك في ألمانيا بشكل واضح في عام 2020 خلال أزمة كورونا.
وذكر المكتب أن متوسط معدل التضخم السنوي في العام الماضي بلغ 0.5 في المائة، لافتاً إلى أنه تم تسجيل معدل أقل، بلغت نسبته 0.3 في المائة، خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2009.
وأوضح المكتب أن التراجع القوي في أسعار الطاقة والتخفيض المؤقت في ضريبة القيمة المضافة أسهما في انخفاض أسعار المستهلك في ألمانيا العام الماضي.
يذكر أن معدل التضخم بلغ في المتوسط السنوي لعام 2019 في ألمانيا 1.4 في المائة. يشار إلى أزمة كورونا وركود الاقتصاد العالمي أسهما في تراجع قوي لأسعار النفط الخام في الأسواق العالمية - وانعكس ذلك في انخفاض أسعار الطاقة.
كما سرى في ألمانيا تخفيض لضريبة القيمة المضافة من يوليو (تموز) وحتى نهاية العام الماضي، حيث أرادت الحكومة الألمانية بذلك تحفيز الاستهلاك كركيزة مهمة للاقتصاد في ظل أزمة كورونا.


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.