438 حزباً وتحالفاً سياسياً في الانتخابات العراقية المرتقبة

المفوضية تدعو منظمات ودول عربية وأجنبية لمراقبتها

ناخبة تحدث بياناتها في مكتب مفوضية الانتخابات في الناصرية (أ.ف.ب)
ناخبة تحدث بياناتها في مكتب مفوضية الانتخابات في الناصرية (أ.ف.ب)
TT

438 حزباً وتحالفاً سياسياً في الانتخابات العراقية المرتقبة

ناخبة تحدث بياناتها في مكتب مفوضية الانتخابات في الناصرية (أ.ف.ب)
ناخبة تحدث بياناتها في مكتب مفوضية الانتخابات في الناصرية (أ.ف.ب)

دعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، منظمات دولية وسفارات عربية وأجنبية لمراقبة العملية الانتخابية التي من المقرر إجراؤها في السادس من يونيو (حزيران) المقبل، وخلافا للتوقعات التي كانت تشير إلى إمكانية تراجع موجة تشكيل الأحزاب والتحالفات السياسية مع مرور الوقت، ما زال مد الرغبة في العمل السياسي متواصلاً ليبلغ 583 حزبا وتحالفا سياسيا، ضمنها 120 حزبا لم تستوف شروط التأسيس ورفضت من مجلس المفوضين و17 حزبا سحبت طلبات تسجيلها.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي في تصريحات، أمس إن «وزارة الخارجية زودت المفوضية بأسماء 52 سفارة عربية وأجنبية و19 منظمة دولية، حيث وجهت المفوضية دعوات لمراقبة مراحل العملية الانتخابية».
وبشأن عدد الأحزاب والتحالفات السياسية المسجلة لدى مفوضية الانتخابات أكدت الغلاي، أن «إجمالي طلبات التسجيل منذ العمليات الانتخابية السابقة وحتى الآن بلغت 438 طلباً، ضمنها الأحزاب المجازة بـ230 حزباً، وعدد طلبات التسجيل للأحزاب قيد التأسيس 62 طلبا». وأشارت إلى أن «طلبات الأحزاب المرفوضة بقرار مجلس المفوضين بلغت 128 طلباً، أما عدد طلبات تسجيل الأحزاب التي تقدمت بسحب طلبها فهو 17 حزبا».
وارتبطت ظاهرة كثرة الأحزاب والتحالفات السياسية بلحظة الإطاحة بحكم الرئيس السابق صدام حسين ونظام الحزب الواحد «البعث» بعد عام 2003، ويشترط قانون الأحزاب السياسية المقر عام 2015 على «ألا يقل عدد أعضاء الهيئة المؤسسة للحزب عن (7) ولا يقل أعضاء الحزب عن (2000) عضو من مختلف المحافظات، على أن يتم مراعاة التمثيل النسوي»، وألايقل أعضاء الأحزاب التي تمثل المكونات الإثنية (الأقليات) عن 500 عضو.
وحول أعداد المواطنين المؤهلين للمشاركة في الانتخابات المقبلة، ذكرت المتحدثة باسم المفوضية أن «عدد الناخبين الذين سيشاركون في الانتخابات المقبلة بلغ 25 مليونا و139 ألفا و375 ناخبا، في حين بلغ عدد المسجلين بايومترياً ما يقارب 15 مليون ناخب، بينما بلغ مجموع البطاقات التي وزعت ما يقارب 13 مليون بطاقة بايومترية».
وكانت الحكومة العراقية أطلقت قبل أيام حملة واسعة لدفع المواطنين إلى تحديث سجلاتهم والحصول على بطاقاتهم البايومترية للحيلولة دون عمليات تزوير واسعة كما حدث في الانتخابات السابقة، وفرضت على الموظفين في القطاع العام تحديث سجلاتهم في 1079 مركزا. وتتحدث مفوضية الانتخابات عن ازدياد أعداد الراغبين بتحديث بياناتهم في أيام العطل لضمان المشاركة في الانتخابات. وحول قضية النازحين ومشاركتهم في الانتخابات، ذكرت الغلاي، أن «وزارة الهجرة زودت المفوضية أيضا بآخر موقف للنازحين في محافظات نينوى والأنبار وأربيل ودهوك والسليمانية، إذ سجلت المفوضية 838 نازحا».
ورغم التكهنات بإمكانية تحديد موعد جديد للانتخابات يمتد إلى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فإن مفوضية الانتخابات أكدت، أول من أمس، قدرتها واستعدادها الكامل، من الناحية الفنية، لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وفق المعايير الدولية 6 يونيو المقبل.
ولا تتوقف العملية الانتخابية على قدرة المفوضية على إجرائها، بل تعتمد بشكل أوثق على رغبة القوى السياسية النافذة في ذلك، وأيضا، على نجاح مجلس النواب العراقي في إقرار قانون المحكمة الاتحادية المعطلة لخلل في نصاب أعضائها، وهي المسؤولة عن إقرار نتائج الانتخابات النهائية.
ولأول مرة منذ سنوات ستجري الانتخابات في العراق وفق قانون الدوائر المتعددة، بعد أن كانت الانتخابات السابقة تجري وفق نظام «سانت ليغو» والدائرة الواحدة في بعض الأحيان،.

وأقر البرلمان قانون الانتخابات الجديد تحت ضغط المظاهرات الاحتجاجية نهاية العام الماضي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد أعلن، السبت، تعيين إنغيبيورغ سولرون غِيشلادوتير من آيسلندا نائبة جديدة لممثله الخاص للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.