الرئيس الفلسطيني يصدر مرسوماً لإجراء الانتخابات العامة بدءاً من مايو

الرئيس عباس يحمل مرسوم الانتخابات بجانب رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر في رام الله أمس (أ.ف.ب)
الرئيس عباس يحمل مرسوم الانتخابات بجانب رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر في رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس الفلسطيني يصدر مرسوماً لإجراء الانتخابات العامة بدءاً من مايو

الرئيس عباس يحمل مرسوم الانتخابات بجانب رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر في رام الله أمس (أ.ف.ب)
الرئيس عباس يحمل مرسوم الانتخابات بجانب رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر في رام الله أمس (أ.ف.ب)

أصدر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الجمعة، المرسوم الرئاسي الذي يحدد مواعيد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، لأول مرة منذ عام 2006. وستجري الانتخابات، وفقاً لهذا المرسوم، على ثلاث مراحل، يكون أولها بعد خمسة شهور، في 22 مايو (أيار) المقبل، للمجلس التشريعي. وتكون الانتخابات الثانية في نهاية يوليو (تموز) المقبل للرئاسة الفلسطينية.
أما الانتخابات الثالثة للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي يمثل الفلسطينيين جميعاً داخل الوطن وفي الشتات، فستعتمد وفق المرسوم على نتائج انتخابات المجلس التشريعي كمرحلة أولى، على أن يتم استكمال تشكيل المجلس الوطني في نهاية شهر أغسطس (آب) من هذه السنة، وذلك «وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن».
وقد أصدر عباس هذا المرسوم بحضور رئيس لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين، د. حنا ناصر، مساء أمس الجمعة، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله. ووجه عباس، لجنة الانتخابات «وأجهزة الدولة كافة للبدء بإطلاق حملة انتخابية ديمقراطية في جميع محافظات الوطن، بما فيها القدس، والشروع في حوار وطني يركز على آليات هذه العملية».
يأتي قرار عباس، رغم الهجوم الذي تعرض له، أمس، من حركة «حماس»، والذي أثار قلقاً من انهيار جهود المصالحة. وقال مصدر مقرب منه إن عباس تجاهل تصريحات الناطق باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، شديدة اللهجة، التي تذكرنا بأجواء الانقسام، حيث عاد فيه لاستخدام تعبير «رئيس السلطة» بدلاً من «الرئيس الفلسطيني». وأظهر مسؤوليته في الالتزام بشروط المصالحة، في مقدمتها الانتخابات.
المعروف أن حركة «حماس»، كانت قد تخلت في بداية الشهر الحالي، عن شرطها الخاص بإجراء الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بالتزامن، ووافقت على عقدها بـ«التتابع»، بعد أن تلقت «ضمانات عربية ودولية». وقال القيادي في «حماس» في الضفة الغربية، وصفي قبها، إن الضمانات التي تلقتها الحركة تتمثل في «الالتزام بإجراء الانتخابات بشكل متتابع، والمراقبة والإشراف على الانتخابات، وضمان النزاهة والعدالة». وقال مصدر ثانٍ في حركة «حماس»، إن حركته تلقت ضمانات من خمس دول، هي مصر والأردن وتركيا وقطر وروسيا، بعقد الانتخابات الفلسطينية بالتتابع، بدءاً بالتشريعية، خلال ستة أشهر وضمان نزاهتها.



تقرير دولي: محافظة إب باتت مركزاً لمعارضة الحوثيين

جنازة الناشط المكحل تحولت إلى انتفاضة ضد سلطة الحوثيين (إعلام محلي)
جنازة الناشط المكحل تحولت إلى انتفاضة ضد سلطة الحوثيين (إعلام محلي)
TT
20

تقرير دولي: محافظة إب باتت مركزاً لمعارضة الحوثيين

جنازة الناشط المكحل تحولت إلى انتفاضة ضد سلطة الحوثيين (إعلام محلي)
جنازة الناشط المكحل تحولت إلى انتفاضة ضد سلطة الحوثيين (إعلام محلي)

أكد مركز دولي معني بمراقبة الصراعات حول العالم أن محافظة إب اليمنية باتت مركزاً للمعارضة السياسية للجماعة الحوثية، ورأى أن حملة القمع التي يتعرض لها النشطاء في هذه المحافظة تشكل نموذجاً لما هو عليه الوضع في بقية مناطق سيطرة الجماعة التي تخشى التهديدات الداخلية.

ووفق التقرير الذي أصدره مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة حول العالم، فإن الحوثيين يواجهون اضطرابات محلية متزايدة، وأن الجماعة نفذت خلال الأشهر الأخيرة اعتقالات جماعية لشخصيات معارضة وجماعات من المجتمع المدني ومؤثرين وعاملين في المجال الإنساني بتهمة التآمر مع العدو.

وأكد التقرير زيادة الاضطرابات القبلية والانقسامات الفصائلية، مضافاً إليها جنون العظمة الذي يتميز به حكم الحوثيين، الذين يخشون أن يتعرضوا للتهديد إذا انزلقت البلاد إلى الصراع.

وقال التقرير إنه لا يوجد مكان آخر تتجلى فيه هذه الاضطرابات بشكل واضح أفضل من محافظة إب ذات الأغلبية السنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، التي تضم ما يقرب من 4 ملايين شخص ومئات الآلاف من النازحين داخلياً.

اتهامات للحارس الشخصي السابق لزعيم الحوثيين (يمين الصورة) بإدارة الفوضى في إب (إعلام محلي)
اتهامات للحارس الشخصي السابق لزعيم الحوثيين (يمين الصورة) بإدارة الفوضى في إب (إعلام محلي)

ونبّه معدو التقرير إلى أن المحافظة التي كانت تُعرف ذات يوم بأنها «بؤرة الاقتتال الداخلي» في البلاد، لا تزال تؤوي قدراً كبيراً من عدم الاستقرار على الرغم من الجهود التي يبذلها الحوثيون لاستقطاب النخب المحلية وتجنب التهديدات المحتملة.

ورأى التقرير أن الجريمة المتفشية وسلسلة عمليات القتل الانتقامية تكشف عن صراعات مستمرة لاستعادة الأمن، مؤكداً أن محافظ المحافظة عبد الواحد صلاح، والمعين من قبل الجماعة الحوثية، اعترف بهذه التحديات ودعا الأجهزة العسكرية والأمنية إلى العمل جنباً إلى جنب مع السلطات المحلية.

وبحسب التقرير الدولي، فإن التحقيق في القمع الحوثي والاضطرابات السياسية في محافظة إب يشكل مقياساً للاضطرابات المتصاعدة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، ويسلط الضوء على العديد من الأنماط الموجودة في محافظات أخرى، بما في ذلك قمع التعددية السياسية وحرية الرأي، والاضطرابات المتعلقة بالأراضي والنزاعات القبلية، والاقتتال الداخلي في صفوف الحوثيين.

قمع وانتهاكات

أكد المشروع الدولي الذي يتولى مهمة جمع البيانات وتحليلها ورسم خرائط الأزمات وأنواع العنف السياسي والاحتجاجات المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم، أن محافظة إب شهدت حملة قمع شديدة على المجتمع المدني؛ حيث تضاعفت الاعتداءات والاختطافات التي نفذها الحوثيون ثلاث مرات تقريباً مقارنة بفترة ما قبل الهدنة، واشتدت وتيرة القمع بشكل أكبر في يونيو (حزيران) 2022 حين شنّت الجماعة حملة شاملة ضد نشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان، مما يؤكد أهمية المحافظة بوصفها مركزاً للمعارضة السياسية.

ورصد التقرير في 2 يناير (كانون الثاني) عام 2022 تصعيد الحوثيين حملتهم على النشطاء الذين ينتقدون النظام على منصات مثل «يوتيوب» و«فيسبوك». وقال إنهم في إب وحدها، اختطفوا ما لا يقل عن 13 فرداً بتهم ملفقة.

قيادي حوثي استولى على أجزاء من حرم جامعة إب (إعلام محلي)
قيادي حوثي استولى على أجزاء من حرم جامعة إب (إعلام محلي)

ومن بين هذه الحوادث، أثار اختطاف وقتل حمدي عبد الرزاق الخولاني، وهو ناشط مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي يُلقب بـ«المكحل»، موجة غضب جماهيري واسعة النطاق.

وبالتوازي مع ذلك، يبين التقرير أن النزاعات داخل القبائل آخذة في الارتفاع؛ حيث تضاعفت أعمال العنف القبلي ضد المدنيين. وقال إن عوامل عدة تسهم في هذه الاضطرابات، مثل تقلب سوق الأراضي والوضع الاقتصادي المزري الناجم عن الحرب، اللذين يضغطان على السكان لبيع الأراضي الثمينة، مما يغذي المنافسة بين العائلات والفصائل.

ونبّه التقرير إلى أن ملاك الأراضي والعقارات في المحافظة يتعرضون للابتزاز والجبايات الحوثية؛ حيث استغلت الجماعة الارتفاع في سعر الأراضي وقامت بالاستيلاء بالقوة على الممتلكات الخاصة، من خلال مصادرة الأراضي والعقارات لمشاريع البنية التحتية دون تعويض مستحق، والاستيلاء على الممتلكات الدينية السنية بوصفها وسيلة لفرض القمع الطائفي، والاستيلاء على الأوقاف الدينية، ومصادرة الأراضي القبلية لصالح فصائل حوثية مختارة، التي غالباً ما تتنافس فيما بينها على الإيرادات.