طاقة من «العرق» لتشغيل الأجهزة الإلكترونية

أغشية تمتصه من الجسم لتوفير بيئة جافة

طاقة من «العرق» لتشغيل الأجهزة الإلكترونية
TT

طاقة من «العرق» لتشغيل الأجهزة الإلكترونية

طاقة من «العرق» لتشغيل الأجهزة الإلكترونية

ابتكر فريق من الباحثين من جامعة سنغافورة الوطنية، غشاءً جديداً فعالاً للغاية في تبخير العرق من البشرة، لإبقائنا هادئين ومرتاحين عند ممارسة الرياضة. ويمكن استخدام الرطوبة التي يتم جمعها من العرق البشري مصدراً للطاقة من أجل تشغيل الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء مثل الساعات وأجهزة تتبع اللياقة البدنية.
والتعرق عملية طبيعية لجسمنا لتقليل الإجهاد الحراري، ويتكون العرق في الغالب من الماء، وعندما يتبخر الماء من سطح الجلد، فإنه يخفض درجة حرارة الجلد ونشعر بالبرودة.
وفي الاختراع الجديد، الذي تم الإعلان عنه في العدد الأخير من دورية «نانو إينيرجي»، ابتكر الباحثون الغشاء الفعال في تبخير العرق من الجلد ثم امتصاصه، وتم اتخاذ خطوة أخرى للأمام بتحويل الرطوبة من العرق إلى طاقة يمكن استخدامها لتشغيل الأجهزة الصغيرة القابلة للارتداء.
والمكونات الرئيسية للغشاء الرقيق الجديد هي مادتان كيميائيتان استرطابيتان، كلوريد الكوبالت والإيثانولامين؛ مما يجعله شديد الامتصاص للرطوبة، ويطلق الماء بسرعة عند تعرضه لأشعة الشمس، ويمكن «تجديده» وإعادة استخدامه لأكثر من 100 مرة.
وللاستفادة الكاملة من العرق الممتص، صمم الفريق أيضاً، جهازاً يمكن ارتداؤه لتجميع الطاقة يتألف من ثماني خلايا كهروكيميائية (ECs)، باستخدام الغشاء الجديد كإلكتروليت (محلول موصل للكهربائية)، ويمكن لكل خلية كهروكيميائية توليد نحو 0.57 فولت من الكهرباء عند امتصاص الرطوبة. والطاقة الإجمالية التي يحصدها الجهاز كافية لتشغيل الصمام الثنائي الباعث للضوء.
ويقول تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة سنغافورة في 4 يناير (كانون الثاني)، إن المواد الاسترطابية التقليدية مثل زيوليت وهلام السيليكا لها امتصاص منخفض للماء وهياكل صلبة؛ مما يجعلها غير مناسبة لامتصاص الرطوبة من تبخر العرق. وبالمقارنة، فإن الغشاء الجديد الممتص للرطوبة الذي طوره الباحثون أسرع 6 مرات من المواد التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر هذا الغشاء المبتكر تغيراً في اللون عند امتصاص الرطوبة، من الأزرق إلى الأرجواني، وأخيراً الوردي، ويمكن استخدام هذه الميزة مؤشراً لدرجة امتصاص الرطوبة.
وقام الفريق البحثي بوضع الغشاء المبتكر داخل أغشية بولي تترافلورو إيثيلين (PTFE) المقاومة للماء، وهي مرنة وشائعة الاستخدام في الملابس، وأظهر بنجاح تطبيقه في وسادة تحت الإبط التي توجد بالملابس وبطانة الأحذية ونعل الحذاء.
يقول تان سوي تشينج، من قسم المواد بجامعة سنغافورة الوطنية، والباحث الرئيسي بالدراسة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنهم على أتم استعداد الآن للتعاون مع الشركات لدمج أغشية امتصاص الرطوبة الجديدة في المنتجات الاستهلاكية.
ويتوقع أن تلقى هذه الفكرة إقبالاً من الشركات؛ لأنها تحل واحدة من أهم المشكلات، وهي التخلص من رائحة العرق وأضرارها الصحية التي يسببها تراكم العرق في الأحذية.
ويضيف، أن «تعرق الإبط محرج ومحبط، وهذه الحالة تساهم في نمو البكتيريا وتؤدي إلى رائحة كريهة للجسم، كما أن تراكم العرق في الأحذية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل البثور والكالو والالتهابات الفطرية، باستخدام وسادة الإبط وبطانة الأحذية ونعل الحذاء المدمج مع طبقة امتصاص الرطوبة، يتم امتصاص الرطوبة الناتجة من تبخر العرق بسرعة؛ مما يمنع تراكم العرق ويوفر مناخاً جافاً وبارداً للراحة الشخصية».


مقالات ذات صلة

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تكنولوجيا لدى خدمة «ChatGPT Plus» التي تعتمد على الاشتراك نحو 7.7 مليون مستخدم على مستوى العالم (أدوبي)

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تشكل الخاصية الجديدة نقلة في كيفية التفاعل مع المعلومات عبر إجابات أكثر ذكاءً وسرعة مع سياق الأسئلة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)

خاص إشادة دولية بجهود الرياض السيبرانية وتنظيم «بلاك هات»

معرض «بلاك هات» يحصد اهتماماً دبلوماسياً وسيبرانياً وإشادة باستضافة السعودية وتنظيمها الناجح.

غازي الحارثي (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.