الأردن يعيد فتح قطاعاته ويلغي الحظر الشامل أيام الجمع

الملك عبد الله الثاني يتلقى اللقاح أمس (بترا)
الملك عبد الله الثاني يتلقى اللقاح أمس (بترا)
TT

الأردن يعيد فتح قطاعاته ويلغي الحظر الشامل أيام الجمع

الملك عبد الله الثاني يتلقى اللقاح أمس (بترا)
الملك عبد الله الثاني يتلقى اللقاح أمس (بترا)

ألغت الحكومة الأردنية الحظر الشامل لأيام الجمعة من كل أسبوع، وأعادت فتح القطاعات الاقتصادية بشكل متدرج، بدءاً من اليوم (الجمعة)، معلنة عودة التعليم الوجاهي بدءاً من الفصل الدراسي الثاني.
وقال وزير الصحة نذير عبيدات في مؤتمر صحافي عقد ليل أول من أمس (الأربعاء) بحضور وزراء الاختصاص، إن الوضع الوبائي قد شهد تحسناً ملحوظاً خلال الأسابيع السبعة الأخيرة، بعد أن شهدت البلاد انخفاضاً ملموساً في أعداد الإصابات والوفيات، معرباً عن تمنياته في أن «نشهد تحسناً واضحاً في المنحنى الوبائي، مع بدء برنامج التطعيم الوطني».
ورحبت القطاعات الاقتصادية بالقرارات الحكومية الجديدة. وأكد رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق، في تصريحات خاصة، أن القرارات الأخيرة ستسهم في التخفيف من الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها الجميع، بفعل إغلاق عديد من المنشآت وتسريح أرقام كبيرة من العمالة المحلية.
من جهتها، أكدت وزيرة الصناعة والتجارة مها العلي، أن الحكومة وضعت خطة زمنية لإعادة فتح جميع القطاعات الاقتصادية وبشكل متدرج، بدءاً من منتصف الشهر الحالي، وانتهاء بمطلع شهر مارس (آذار) المقبل، ولكن ضمن الالتزام بالبروتوكولات الصحية المعتمدة.
وكان رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة قد أعلن تخفيف مظاهر التقييد على حركة المواطنين والقطاعات المغلقة، خلال رده على مناقشات مجلس النواب على البيان الحكومي، وقبل التصويت على الثقة مساء الأربعاء، التزاماً بتوجيهات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي طالب حكومته بفتح المدارس والقطاعات بطريقة مدروسة، تحمي المواطنين والاقتصاد الوطني.
وأمام متابعة السلطات الصحية لحملة التطعيم بلقاح فيروس «كورونا» المستجد الذي وصل إلى المملكة الأسبوع الماضي، فقد تلقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي عهد الأردن الأسبق الأمير الحسن بن طلال، والأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، اللقاح المخصص ضد فيروس «كورونا»، في عيادة الخدمات الطبية الملكية بالديوان الملكي الهاشمي، بحسب الصفحة الرسمية للملك الأردني على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، كشف وزير الصحة نذير عبيدات عن عدد الإصابات المسجلة من السلالة الجديدة لفيروس «كورونا» التي بلغت حتى اليوم 25. وأضاف الوزير في تصريحات له على وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أمس الخميس، أن المصابين معظمهم قادمون من الخارج.
جاء ذلك في الوقت الذي سجلت فيه المملكة أمس (الخميس) بحسب إحصائيات وزارة الصحة في موجزها اليومي، 16 وفاة و1075 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، لترتفع الأرقام الكلية منذ بدء الجائحة إلى 312043 حالة إصابة، و4107 حالات وفاة، في حين بلغ عدد الحالات النشطة حالياً 13134 حالة.
وبالعودة للقرارات الحكومية في رفع مظاهر التقييد على حركة الأفراد والقطاعات، أكد وزير الإعلام علي العايد، أن وقف العمل بقرار حظر التجول الشامل ليوم الجمعة، سيبقى معه العمل بساعات الحظر الجزئي الليلي المعمول بها حالياً، والتي سيتم تطبيقها كذلك أيام الجمعة.
وحول قرار عودة دوام المدارس خلال الفصل الدراسي الثاني وجاهياً، بالتدرج والتناوب، اعتباراً من تاريخ مطلع فبراير (شباط) المقبل، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة أن ذلك سيتم وفق اشتراطات وبروتوكولات صحية ستعلنها وزارة التربية والتعليم.
وعن إجراءات السفر في المطارات وعلى المنافذ البرية والبحرية، أعلن العايد وقف العمل بمنصة القادمين إلى المملكة جواً «Visit Jordan»، والاكتفاء بإحضار فحص «بي سي آر» نتيجته سلبية خلال 72 ساعة من موعد الوصول، بالإضافة إلى فحص «بي سي آر» فور الوصول في المطار، على أن يعفى من ذلك الأطفال دون سن خمس سنوات، إضافة إلى إلغاء الحجر المنزلي للمسافرين القادمين ممن تظهر نتيجة فحوصاتهم في المطارات الأردنية سلبية، مع التأكيد على التزام المصابين الذين تظهر نتيجتهم إيجابية بالعزل المنزلي.
كما أعلن العايد عن زيادة أعداد القادمين عبر جسر الملك حسين وحدود المدورة إلى 300 شخص يومياً، بدلاً من 150 شخصاً، بالإضافة إلى إزالة أي محددات على أعداد الرحلات الجوية في المطارات، لتعمل بكامل طاقتها الاستيعابية، بدءاً من نهاية الشهر الحالي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.