نتنياهو تدخل 230 مرة «شخصياً» لنشر أخباره في «واللا»

TT
20

نتنياهو تدخل 230 مرة «شخصياً» لنشر أخباره في «واللا»

بأمر من المحكمة، اضطرت النيابة الإسرائيلية إلى تعديل لائحة الاتهام المقدمة ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول ممارسات الفساد. واعتبر الجهاز القضائي هذا التعديل، شكلياً، لا يؤثر على جوهر الاتهامات. إلا أن محامي نتنياهو اعتبروه تغييراً جوهرياً يجهض الاتهامات.
وكان نتنياهو قد تقدم إلى المحكمة طالباً إلغاء الاتهامات ضده على الأقل في الملف 4000، الذي بموجبه يحاكم بتهمتي تلقي ومنح الرشوة وممارسة الاحتيال. وادعى أن الاتهامات مفبركة، حيث لا تتم محاسبة أي رجل سياسي على اتصاله بوسيلة إعلام لتنشر عنه أموراً إيجابية وتمتنع عن نشر أمور سلبية. كما اعترض نتنياهو على استخدام لائحة الانتهاك كلمة «رئيس الوزراء وعائلته»، قائلاً إن عائلته ليست متهمة. وقد قبلت المحكمة الاعتراض الثاني وأجبرت النيابة على إسقاطها. ولكنها رفضت الطلب الأول.
وتتمحور القضية هنا حول تقديم نتنياهو تسهيلات ضريبية لشركة الاتصالات الإسرائيلية «بيزك» بمبالغ هائلة تصل إلى 245 مليون دولار، مقابل قيام موقع «واللا» الإخباري المملوك لصديق نتنياهو ومزوده بالهدايا، شاؤول ألوفيتش، بنشر أخبار لصالحه. وبقي الاتهام الرئيسي فيها كما هو، أن نتنياهو، أو جهات من طرفه، كانوا يتدخلون بشكل مباشر، يومياً فيما ينشر في هذا الموقع. وحسب لائحة الاتهام المعدلة، فإن نتنياهو متهم بتقديم تسهيلات مقابل تدخله في مضمون النشر حوله، في موقع «واللا». وأنه تدخل 315 مرة في مضمون النشر، بينها 230 مرة تدخل فيها، شخصياً، يطلب فيها من القائمين على موقع «واللا» الإخباري تحسين صورته الإعلامية وصورة عائلته، من خلال تغطية إيجابية.
جدير بالذكر أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أبيحاي مندلبليت، قدم في شهر مايو (أيار) من السنة الماضية، لائحة اتهام ضد نتنياهو تتضمن 3 ملفات رئيسية بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة. وكان يفترض أن تبدأ محاكمته في حينها، لكن محاميه راحوا يتقدمون بطلبات تمهيدية تعرقل عمل المحكمة. ولكن هيئة القضاة حسمت هذه المحاولات بإعلان جدول أعمال صارم، يقضي بعقد ثلاث جلسات للمحكمة في كل أسبوع، ابتداء من يوم 6 يناير (كانون الثاني) الجاري. ورفضت المحكمة طلب المحامين إعفاء نتنياهو من حضور هذه الجلسات، وأجبرته على الحضور.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.