«إل في إم إتش» تستعد لإتمام صفقة قياسية في قطاع المنتجات الفاخرة

ينتظر أن تستحوذ على «تيفاني» الأميركية بقيمة 15.8 مليار دولار

تعثرت صفقة استحواذ «إل في إم إتش» الفرنسية على «تيفاني» الأميركية بسبب فيروس «كورونا» المستجد إلا أن الشركتين توافقتا على إتمامها خلال الفترة الحالية (أ.ف.ب)
تعثرت صفقة استحواذ «إل في إم إتش» الفرنسية على «تيفاني» الأميركية بسبب فيروس «كورونا» المستجد إلا أن الشركتين توافقتا على إتمامها خلال الفترة الحالية (أ.ف.ب)
TT

«إل في إم إتش» تستعد لإتمام صفقة قياسية في قطاع المنتجات الفاخرة

تعثرت صفقة استحواذ «إل في إم إتش» الفرنسية على «تيفاني» الأميركية بسبب فيروس «كورونا» المستجد إلا أن الشركتين توافقتا على إتمامها خلال الفترة الحالية (أ.ف.ب)
تعثرت صفقة استحواذ «إل في إم إتش» الفرنسية على «تيفاني» الأميركية بسبب فيروس «كورونا» المستجد إلا أن الشركتين توافقتا على إتمامها خلال الفترة الحالية (أ.ف.ب)

تستعد مجموعة «إل في إم إتش» الفرنسية العملاقة في المنتجات الفاخرة لإتمام عملية شراء شركة «تيفاني» الأميركية للمجوهرات في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري، بعد اضطرابات كادت تطيح بهذه الصفقة القياسية في قطاع المنتجات الفاخرة.
وقال أرنو كادار مدير المحفظة المالية لدى شركة فلورنوا وشركاؤها «هذه نهاية سعيدة. كل شيء ينتهي بصورة جيدة رغم العقبات التي اجتزناها»، وذلك غداة موافقة المساهمين في «تيفاني» على الصفقة في مقابل 15.8 مليار دولار. وأشار الخبير إلى أن «هذه الصفقة الأضخم في تاريخ قطاع المنتجات الفاخرة».
وأعلنت «إل في إم إتش» الرائدة عالميا في المنتجات الفاخرة أن موافقة الجمعية العامة لمساهمي «تيفاني» كانت المرحلة الأخيرة قبل إتمام الارتباط بين الجانبين والذي سيحصل في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وتملك «إل في إم إتش» حوالي سبعين دارا بينها «لوي فويتون» و«ديور» و«دوم بيرينيون»، فيما تصنف «تيفاني» من أشهر شركات المجوهرات في العالم وقد خلدت اسمها خصوصا بفضل فيلم «بريكفيست أت تيفاني» مع أودري هيببورن».
وكان أعلن عن هذا الاتفاق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 مع تحديد قيمتها بـ16.2 مليار دولار، حينها كانت الآفاق الاقتصادية واعدة مع مؤشرات إيجابية، لكن كل شيء تغير في غضون بضعة أسابيع بسبب جائحة «كوفيد - 19» التي أرغمت على إغلاق المتاجر ووقف عجلة السياحة العالمية.
وفي أوج الأزمة الصحية، أعلنت «تيفاني» أنها تكبدت خسائر أكبر من المتوقع بلغت 65 مليون دولار لأشهر فبراير (شباط) ومارس (آذار) وأبريل (نيسان)، لكنها قررت رغم كل شيء توزيع حصص كبيرة من الأرباح.
وقد أججت شائعات كثيرة انتشرت في السوق، الشكوك حيال حظوظ إتمام هذا الزواج بين المؤسستين والإبقاء على سعر الشراء المحدد أساسا. وأتت المفاجأة في سبتمبر (أيلول) الماضي مع قول «إل في إم إتش» إنها «لم تعد قادرة» على شراء «تيفاني» بوضعها الحالي، متحدثة عن «سلسلة أحداث من شأنها إضعاف العملية».
وبعدما لوحت «تيفاني» بملاحقة «إل في إم إتش» قضائيا في الولايات المتحدة، عادت العلاقة بين المجموعتين إلى السكة الصحيحة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع الإعلان عن تخفيض يقرب من 425 مليون دولار في قيمة الصفقة والتخلي عن الملاحقات القضائية.
وكانت المفوضية الأوروبية قد وافقت في أكتوبر (تشرين الأول) على صفقة الاستحواذ، حيث أعلنت شركة تيفاني موافقة المفوضية الأوروبية في بيان وجه إلى هيئة سوق المال الأميركية، حيث تعتبر موافقة المفوضية وهي المعنية بحماية المنافسة ومكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي هي الخطوة الأخيرة المطلوبة لإتمام صفقة الاستحواذ.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.