معرض عن «الجينز» الزي العمالي الأزرق العابر للأزمنة

قماش أسطوري
قماش أسطوري
TT

معرض عن «الجينز» الزي العمالي الأزرق العابر للأزمنة

قماش أسطوري
قماش أسطوري

من البيت، وعبر الشاشة، يمكن للزوار مشاهدة معرض عن قماش «الجينز» من تنظيم «مدينة العلوم» في باريس. ويستمر المعرض الذي يقام افتراضياً، نزولاً عند تعليمات الوقاية من «كورونا»، حتى أواخر الشهر المقبل. وهو يستعرض تاريخ ذلك القماش الأزرق الخشن الذي كان لباساً عملياً للعمال في القرن التاسع عشر قبل أن يصبح موضة لا يتخلى عنها الشباب في القرن العشرين. كما يتابع المعرض آخر تطورات «الجينز» وتلوناته عبر العقود وحتى القرن الحالي، حيث التزم منتجوه بتصنيع نماذج طبيعية خالصة منه وتحترم البيئة.
«إنه القماش الأسطورة»، هذا ما يقوله دليل المعرض. فقد ترك «الجينز» بصمات كبرى على خطوط الموضة واتجاهاتها. وهو قد زحف من خزائن ثياب الشبيبة ليصبح مناسباً للجنسين من كل الأعمار. كما تسلل إلى أزياء السهرة والمناسبات، وصارت تصنع منه المعاطف والحقائب، ونزل إلى الأحذية، وانتشر حتى في تغليف الأرائك والكراسي.
وإذ يتابع الزائر الافتراضي المحطات المختلفة لهذا القماش من خلال صور قديمة وحديثة، لا بد أن تلفت انتباهه صورة بالأبيض والأسود للممثلة الأميركية مارلين مونرو، وهي ترتدي سروالاً من «الجينز» أثناء تصوير فيلم «اشتباك ليلي»، مع الممثل كيث أندس.
ليس جديداً أن تقيم المتاحف الكبرى والمؤسسات الفنية مواقع لها على الشبكة الإلكترونية. وهي مواقع كانت تتيح للراغبين من مختلف أنحاء العالم زيارة صالات تحتضن لوحات تاريخية وآثاراً شهيرة لا تتيسر رؤيتها في الواقع غير الافتراضي، أي إلا لمن استطاع إليها سبيلاً. لكن الجديد هو أن كل المتاحف والمعارض صارت تخاطب جمهورها عن بعد، بسبب إغلاق حدود دول كثيرة وتوقف خطوط الطيران والتشدد في شروط التباعد، تجنباً للإصابة بفيروس «كوفيد - 19». وفيما يخص المؤسسات الثقافية والمرافق الفنية في فرنسا، فإن رئيس الوزراء جان كاستيكس، كان واضحاً في مؤتمره الصحافي في العاشر من الشهر الحالي، حين أعلن عن أن كل تلك المسارح ودور السينما وصالات الموسيقى ستبقى مغلقة حتى بدايات العام المقبل، في أفضل التقديرات. وبهذا فإن الذين لا يحبذون الفرجة الإلكترونية على الأعمال الفنية، سيجدون أنفسهم مضطرين لهذا الحل، نظراً لساعات حظر التجول الليلي وللملل الذي يصيبهم لملازمة الشقق.
تبدو «مدينة العلوم» الواقعة في «بورت دو لا فييت»، على حدود العاصمة الفرنسية، مكاناً غريباً لمعرض من هذا النوع يليق بأن يستضيفه متحف الموضة. لكن «الجينز» هو أيضاً قضية نجاح علمي وصناعي، كما تقول ميشيل أنطوان مديرة المعرض. ولا بد أن هناك من يود أن يعرف أسرار هذه الصناعة والعقول التي تقف وراء تسويقها وانتشارها شرقاً وغرباً. إن الخامات الطبيعية نادرة والتقليد كثير. وقد تدخل العلم لتطوير الخيوط النباتية والأنسجة وآلات الغزل والتفصيل والخياطة في مجال مطلوب بشدة.
سعت «مدينة العلوم» لاجتذاب الشباب من خلال هذا المعرض عن «الجينز» الذي اعتمدوه زياً موحداً بكامل رضاهم، ودون أن يجبرهم على ارتدائه أحد، لا ولي أمر ولا إدارة مدرسة. إنه قماش يشكل سلطة في حد ذاته. ورغم أن السراويل المصنوعة منه تبدو متشابهة، فإن المصممين يجتهدون منذ قرنين من الزمان في ابتكار خطوط وقصات مبتكرة وجديدة. إنها سراويل عريضة حيناً، أو ضيقة، أو قصيرة، أو ثلاثة أرباع، تُطوى من حافاتها أو تترك مرسلة، تستقر عند الخصر، أو ترتفع فوق المعدة، أو تهبط إلى محيط الخاصرة، محتشمة أو ذوات شقوق وفوهات، تحافظ على الأزرق التقليدي، أو تميل لأنواع فاتحة «مغسولة» منه أو تهجره إلى صبغات خضراء ورمادية وسوداء وبيضاء ناصعة.
كل تلك الصرعات و«الجينز» يخضع ويلبي طائعاً. ولعل هذه المطواعية هي السر في استمراره جيلاً بعد جيل، وحفاظه على سمعة شبابية لا تنصرم. إنه زي الآباء مثلما هو زي الأحفاد والأجداد.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.