أبو الغيط: جيران بالإقليم يتبنون سياسات تضر بالأمن القومي العربي

البرلمان العربي يستأنف جلساته ويدين انتهاكات الحوثيين في السعودية واليمن

جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)
جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)
TT

أبو الغيط: جيران بالإقليم يتبنون سياسات تضر بالأمن القومي العربي

جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)
جانب من جلسة البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية في القاهرة أمس (الجامعة العربية)

أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن التحديات التي تواجهها المنطقة غير مسبوقة، خاصة على الصعيدين الأمني والاستراتيجي، مشيرا الى وجود «جيرانٌ في الإقليم يتبنون سياساتٍ وينخرطون في ممارساتٍ تضر بالأمن القومي للدول العربية جميعًا».
وقال أبو الغيط، خلال كلمة أمام البرلمان العربي، إنه «لا يغيب عن أحد منا ما تمر به المنطقة العربية في هذه الآونة من تغيراتٍ عميقة ومتسارعة بما يستدعي يقظةً في المتابعة والمراقبة وسرعةً في الفعل والأداء وقوةً في الموقف والرأي، ذلك أن فترات التغير والتحول تكون عادةً هي الأصعب والأكثر خطورة في حياة الأمم والشعوب». وشدد على أن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تأتي على رأس التحديات، قائلا «ولن نصمت عن هذا إطلاقًا».
وبالمواكبة مع مرور 8 سنوات على تدشينه بصفة دائمة، انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، جلسة البرلمان العربي الثانية من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث، والتي ترأسها رئيس «البرلمان العربي» علي بن عبد الرحمن العسومي، وحضرها أبو الغيط، ورئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، ونظيره للشيوخ المصري، عبد الوهاب عبد الرازق.
وقال العسومي، خلال مؤتمر صحافي بمقر الجامعة العربية، أمس، إن الجلسة «ناقشت عدداً من الأمور المهمة التي شهدتها الساحة العربية خلال الفترة الماضية، ومنها مواجهة قوى الإرهاب والعصابات المسلحة الخارجة على القانون، فضلاً عن تشكيل لجنة لـ(مكافحة الإرهاب والتطرف)». كما أعلن العسومي «تدشين البرلمان العربي لمركز الدبلوماسية البرلمانية العربية»، وذلك بمناسبة مرور 8 سنوات على إنشاء البرلمان بصفته الدائمة، وموضحا أن المركز «يهدف إلى تحقيق أهداف واستراتيجيات إقليمية للدبلوماسية البرلمانية العربية».
وأكد أن «البرلمان يدعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية، لاستعادة الأمن والاستقرار وجمع السلاح وجعله حصرا بيد الدولة وأجهزتها الأمنية، وتمكينها من فرض سلطة القانون»، معرباً عن ترحيب البرلمان بـ«الحوار القائم بين الحكومة العراقية المركزية وحكومة إقليم كردستان لحل الملفات العالقة بما ينسجم مع الدستور والقانون وتحقيق العدالة في توزيع الثروات بين أبناء الشعب العراقي».
وفي الشأن الليبي، قال العسومي إن «البرلمان العربي يتابع تطورات الأوضاع في الجمهورية الليبية والجهود المبذولة لاستكمال الحوار الليبي - الليبي والتوصل إلى حل نهائي للأزمة الليبية على نحو يضمن سيادة الدولة الليبية ويصون وحدتها الوطنية ويحفظ مقدرات شعبها ويلبي تطلعاته في العيش بأمان وسلام وتنمية واستقرار، ويثمن الجهود المخلصة التي بذلتها جمهورية تونس لاستضافة ملتقى الحوار السياسي الليبي، كما يرحب بالتوافق الذي توصل إليه الأشقاء الليبيون حول بعض الملفات خلال الحوار».
وفي الشأن اليمني، ادان البرلمان المجازر التي ترتكب من قبل الحوثيين في الحديدة، وتعز مؤخراً وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات»، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لحماية المدنيين. دان العمليات المتكررة لميليشيات الحوثي تجاه الأراضي السعودية.
قال العسومي إن البرلمان يتابع مستجدات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، ودعم أمن واستقرار ووحدة وسيادة اليمن وسلامة أراضيه. وأوضح أن البرلمان «يتابع بمزيد من القلق التطورات الأخيرة وخاصة ما يتعلق بالانتهاكات المستمرة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي وتحديها لجميع الأعراف والقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني باستهدافها الدائم للمدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني، وإصرارها على تقويض الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة السياسية».
من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان العربي علاء عابد رئيس اللجنة التي شكلها البرلمان العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف، أن هذه اللجنة لديها خطة عمل خلال الفترة المقبلة للعمل على مكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، خاصة الإرهاب الفكري، والعمل على تطوير الفكر وتنويره وأن يكون الخطاب الفكري خطاباً معتدلاً والعمل على تربية النشء على قبول الآخر.


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط (أ.ف.ب)

أبو الغيط يحذر من مغبة القانون الإسرائيلي بحظر «الأونروا»

وجَّه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الخميس)، رسالتين يحذر فيهما من مغبة القانون الإسرائيلي بشأن حظر نشاط «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال إلقائه كلمته في الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (واس)

اتفاقية تعاون سعودية ـ مغربية متعددة المجالات

أبرمت السعودية والمغرب اتفاقية للتعاون في عدد من المجالات التي تجمع وزارتي «الداخلية السعودية» و«العدل المغربية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

أجمع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية على رفض حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار العدوان على لبنان.

عبد الهادي حبتور (الرياض )

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).