مصادر: إسرائيل لا تستجيب للضغوط الدولية بشأن أموال السلطة الفلسطينية

توقف الرواتب أثر سلبا على حياة الموظفين وقدراتهم الشرائية

مصادر: إسرائيل لا تستجيب للضغوط الدولية بشأن أموال السلطة الفلسطينية
TT

مصادر: إسرائيل لا تستجيب للضغوط الدولية بشأن أموال السلطة الفلسطينية

مصادر: إسرائيل لا تستجيب للضغوط الدولية بشأن أموال السلطة الفلسطينية

لم تسفر الاتصالات التي تجريها السلطة مع دول مختلفة للضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عن عوائد الضرائب التابعة للفلسطينيين، عن أي نتائج حتى أول من أمس، وهو ما يجعل 175 ألف موظف تابعين للسلطة من دون رواتب، ومن دون إجابات وافية من قبل المسؤولين الفلسطينيين عن موعد محدد لدفع رواتبهم.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل لا تستجيب للضغوط ولا تبدي أي استعداد لتحويل الأموال، وهو ما يعني أن الحل الوحيد الممكن هو في تفعيل شبكة الأمان العربية.
وطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول من أمس في اجتماع للجنة المتابعة العربية تفعيل هذه الشبكة بـ100 مليون دولار شهريا، متمنيا أن يؤخذ هذا الموضوع بالحسبان، «وخصوصا أنه لا يوجد أفق لكي تطلق إسرائيل سراح هذه الأموال». وجاءت تصريحات عباس لتؤكد أن إسرائيل لا تستجيب للضغوط حتى الآن.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، على خلفية طرح مشروع القرار الفلسطيني لإنهاء الاحتلال في مجلس الأمن الدولي والانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، في نهاية الشهر الماضي، ووصف ذلك بأنه تجاوز للخط الأحمر، وأنه يجب العمل بحزم ضد عباس، مضيفا أنه «ينبغي التوضيح هذه المرة أن الأموال ستحول فقط بعد رحيل أبو مازن».
وتحتجز إسرائيل أكثر من 120 مليون دولار هي عوائد الضرائب التي تجبيها لصالح الفلسطينيين شهريا، وذلك للرد على التحركات الفلسطينية الدولية في مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية. ويمكن لهذا المبلغ أن يتضاعف شهريا إذا بقي الموقف الإسرائيلي على حاله، وهو ما ينذر بأزمة مالية خانقة.
من جهته، وصف صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، تصريحات ليبرمان بالوقحة، وقال إن السلطة لن ترضخ لهذه الابتزازات مهما كلف الثمن.
وبسبب هذه المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل والسلطة، بدأت تظهر مشكلة توقف الرواتب في مناحٍ مختلفة من حياة الفلسطينيين، تتعلق باحتياجاتهم اليومية وحركة السوق، ومشكلات أخرى قانونية تتعلق بالمعاملات المصرفية المختلفة، ومع شركات الكهرباء والماء والاتصالات.
ولأول مرة لم يجد الموظفون نقابة تعلي الصوت في وجه الحكومة، وتطالبها بالوفاء بالتزاماتها، بعد أن جرى حظر عمل نقابتهم التي تواجه قضايا مختلفة في المحاكم الفلسطينية من أجل إثبات قانونيتها. ويكتفي بسام زكارنة، نقيب الموظفين العموميين الذي اعتقل سابقا لممارسته نشاطات نقابية ضد الحكومة، بالغمز في قناة هذه الحكومة عبر صفحته على «فيسبوك»، وينشر انتقادات لناشطين آخرين ضد الحكومة يسخرون من «توقف» الرواتب، فيما «سيارات» المسؤولين ما زالت «تسير».
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أول من أمس، المجتمع الدولي بضرورة التدخل بشكل فوري لإلزام الإسرائيليين بتحويل أموال المقاصة ووقف احتجاز أموال الفلسطينيين، وقال إن إسرائيل تخرق كل المعاهدات والقوانين الدولية باستمرار احتجاز عائدات الضرائب، وسياسة التنكيل الجماعي بحق المواطنين الفلسطينيين.
وكانت الحكومة قد تعهدت قبل أيام بحل المشكلة، وقالت إنها تواصل اتصالاتها الإقليمية والدولية لتأمين الرواتب، لكن من دون تحديد موعد لذلك.
وفي سياق متصل، جددت الأمم المتحدة، أمس، طلبها من إسرائيل أن تستأنف «على الفور» تسديد الضرائب التي تجبيها لحساب السلطة الفلسطينية، بعد أن أوقفت تسديدها، ردا على انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.