نادين سلامة: ما زلت أناجي والدي وأستبعد كتابة قصة حياته

بعد حديث متلفز معها أثار موجة اعتراضات

الممثلة نادين سلامة
الممثلة نادين سلامة
TT

نادين سلامة: ما زلت أناجي والدي وأستبعد كتابة قصة حياته

الممثلة نادين سلامة
الممثلة نادين سلامة

أثار الحديث التلفزيوني الذي أجرته الممثلة السورية الفلسطينية الأصل نادين سلامة، مؤخراً، حفيظة شريحة من الأردنيين. فبعيد إطلالتها في برنامج «شو القصة؟» مع الإعلامية رابعة الزيات، اعتبروا ما ذكرته عن عملية اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل، من قبل والدها نبيل سلامة طبعه أسلوب الفخر والاعتزاز؛ وهو ما أزعجهم. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكدت نادين سلامة أنها لم تقصد الافتخار بهذه العملية، وأن ما تفوهت به كان مجرد سؤال وردّت عليه. وتضيف «هذا رأيهم وأنا أحترمه، كما أكنّ كل الحب والاحترام للملك الأردني عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا. لا شك أني أعتبر والدي أيقونتي، ولكني في المقابل لم أقصد مهاجمة الشعب الأردني. فهو شعب عزيز، والفلسطيني والأردني أخوة، والله لا يفرّق بينهما. وطرحي للموضوع لم يأت من باب الإساءة ولا الشماتة ولا لإثارة حفيظتهم بالتأكيد، كي أواجه بكل هذه السلبية».
وتشير نادين سلامة في سياق حديثها إلى أنها لا تتذكر بتاتاً والدها؛ لأنها كانت في عمر صغير جداً عندما اختُطف في لبنان، أثناء الاجتياح الإسرائيلي. وتوضح «منذ تلك اللحظة غاب والدي عنا ولم يعد، ومرت الأيام والأشهر والسنون ونحن لا نملك عنه أي معلومة. لطالما استمعت لأخباره ولمواصفات شخصيته من قبل والدتي وجدتي وبعض أصدقائه. وأول مرة أخبرني فيها عنه أحدهم بإسهاب كان الراحل ياسر عرفات. يومها قصدناه وزرناه في مكان إقامته في الشام، وكنت في الثامنة من عمري».
وكانت نادين سلامة قد ذكرت في حديثها التلفزيوني تنفيذ والدها لعمليات أمنية شهيرة عدة، وبينها اغتيال الرئيس الوزراء الأردني الأسبق وصفي التل في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1971، كما كشفت أيضاً عن أن والدها كان من منظمي عملية ميونيخ التي جرت في سبتمبر (أيلول) من عام 1972.
وتؤكد سلامة أن والدها يسكن ذاكرتها، وأن هناك صوراً فوتوغرافية كثيرة تحتفظ بها تجمعها به. وتقول «لا أزال حتى اليوم أناجي والدي وأتحدث معه؛ فهو نجم يضيء طريقي باستمرار. لطالما أخبرتني والدتي عن تعلقه بي، وكيف كان يحملني عندما كنت أبكي. وكيف كان يتسلل خلسة من المنزل قاصداً مركز عمله كي لا ألاحظ ذلك وأحزن».
تبدي نادين سلامة إعجابها الكبير بوالدها، وتعترف بأنها مع الوقت أصبحت تبحث عن أخباره وتسأل جدتها من جهة والدها أن تحدثها عنه. «عندما شاركت في مسلسل (التغريبة الفلسطينية) في عام 2004 عرفت ماذا يعني أن تفقد الأم ولدها. ففي أحد مشاهد العمل، كان على ابني أن يبتعد عني ليعود بعد غياب 30 سنة. فصرت أسأل نفسي، ماذا لو عاد أبي ورأته جدتي من جديد. فهل كانت ستتعرف إليه؟ كيف كانت ستتفاعل مع الحدث؟ فهذا المشهد الدرامي حفر فيّ، وغالباً ما يراودني كحلم، سيما أن جدتي رحلت من دون أن تحقق حلمها هذا».
وعما إذا هي تفكر في كتابة قصة والدها، وتحويلها إلى عمل درامي، ترد «لو قدر لوالدي أن يعود اليوم من غربته لكان عمره 68 عاماً. فكل مدة غيابه كنت أجمع أخباره بحماس، وهي قليلة وبالكاد يمكنها أن تؤلف كتاباً أو عملاً درامياً. فأستبعد فكرة كتابة قصته من ناحية وتمثيلها من ناحية ثانية؛ لأنها تحتاج إلى معلومات كثيرة غير متوفرة عندي. منذ سنوات عدة صُور فيلم سينمائي عن ابن عم والدي حسن سلامة المعروف أيضاً بانتمائه إلى منظمة التحرير الفلسطينية. يومها تناول قصة حياته تحت عنوان (الأمير الأحمر)».
تتحدث نادين عن والدها بفرح ترافقه ابتسامة عريضة بحيث لا تظهر أي علامات حزن على محياها، وتعلق «بالنسبة لي حزني ووجعي مدفونان داخلي، وليس من الضروري أن أخرجهما إلى العلن.
وعندما أتحدث عنه أتذكره بسعادة، ولذلك أبتسم لاشعورياً. وعندما تكبر ابنتاي مينيسا وأنابيلا، سأخبرهما عنه من دون شك».
وعن رأيها في الساحة الدرامية اليوم، تقول «الحرب السورية خسّرتنا جزءاً كبيراً من صناعتنا الدرامية التي كنا ولا نزال رائدين فيها. فمعظم الكتاب والممثلين والمخرجين السوريين، باتوا يعيشون خارج سوريا، بعدما هاجروا منها سعياً وراء أرزاقهم. فنوعية الدراما اختلفت، وهي تشهد تحولاً نحو الأعمال المختلطة بشكل أكبر. كل ذلك أثر على الإنتاجات السورية البحتة، وبالكاد شهدنا بعضها مؤخراً وبينها (مسافة أمان) و(شيكاغو)».
وكانت نادين سلامة قد شاركت في مسلسل «شيكاغو»، ولاقت اعتراضات على بعض المشاهد الجريئة التي تضمنها. فهل تعتبرها خطوة ناقصة تندم عليها؟ ترد «بالعكس لا أندم على أي عمل شاركت فيه».
تتابع سلامة اليوم، مسلسلات عربية عدة، بينها ما يعرض على شاشات التلفزة، وأخرى على منصات إلكترونية، وتقول «أتابع (الهيبة الرد)، وأنا معجبة بأداء أبطاله. فتيّم حسن خريج دفعتي في معهد التمثيل، كما أن منى واصف وديمة قندلفت من نجمات الدراما السورية القديرات. وأنتظر الجزء الثاني من مسلسل (المنصة)».
وعن سبب عدم مشاركتها في أعمال مختلطة حتى اليوم، توضح «هناك قاعدة متبعة من قبل شركات الإنتاج في هذا النوع من المسلسلات، تقضي بأن يكون البطل سورياً والبطلة لبنانية؛ ولذلك لا أجد مكاناً لي فيها كغيري من زميلاتي. ثم هناك ممثلون لا نعرفهم تحولوا إلى نجوم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. فالأرضية الثابتة غير موجودة، كي نحارب ونخوض المعارك».
وعما إذا هي توجه عتباً لجهة معينة، تقول «أنا عاتبة على إنتاجاتنا التي تشهد تراجعاً، وأتمنى أن تشهد تطوراً ونمواً في الأيام المقبلة. لا شك أن الظروف التي نمر بها بسبب (كورونا) والاضطرابات تسهم في هذا التراجع».


مقالات ذات صلة

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق مريم الجندي في مشهد يجمعها بأحد أبطال المسلسل (لقطة من برومو العمل)

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

في أجواء لا تخلو من التشويق والإثارة جذب المسلسل المصري «ساعته وتاريخه» الاهتمام مع الكشف عن «البرومو» الخاص به الذي تضمن أجزاء من مشاهد مشوقة.

انتصار دردير (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.