أودري هيبورن ما زالت موضع اهتمام رغم مضي 27 عاماً على انطفائها

كتاب فرنسي عن النجمة البريطانية ونسخة مرممة من «حب بعد الظهيرة»

TT

أودري هيبورن ما زالت موضع اهتمام رغم مضي 27 عاماً على انطفائها

بعد العديد من الكتب التي صدرت عنها في حياتها وبعد رحيلها، ها هو الصحافي الفرنسي غيوم إيفان، المتخصص في سير مشاهير السينما، يخصص كتاباً للممثلة البريطانية أودري هيبورن، يتابع فيه مسيرة نجمة ما زالت أفلامها تثير اهتمام عشاق الفن السابع رغم مرور 50 عاماً على غيابها عن الشاشة، وما يقرب من 3 عقود على وفاتها بالمرض الخبيث. وسبق لإيفان أن أصدر كتباً لقيت رواجاً كبيراً عن عدد من النجوم، أمثال ستيف ماكوين وبريجيت باردو وألان ديلون، بالإضافة إلى عدة كتب عن الممثل الاسكوتلندي شون كونري وأدواره في سلسلة أفلام «جيمس بوند».
هيبورن، المولودة في بلجيكا، اقتحمت هوليوود بموهبتها في خمسينات القرن الماضي، رغم أنها لم تكن تملك الكثير من المؤهلات الجسدية لممثلات زمانها الشقراوات المكتنزات. كانت بالغة النحول، ذات شعر أسود، تتميز بعينين واسعتين ناطقتين ورشاقة فطرية تليق براقصة «باليه»، جعلت منها هدفاً لكبار مصممي الأزياء، لا سيما الباريسي هوبير دو جيفنشي الذي ربطته بها صداقة امتدت لعقود. وبفضل شخصيتها المميزة، تمكنت من أن تدخل النادي الضيق للممثلات اللواتي حصلن على الجوائز الأربع الكبرى في السينما، وهي «إيمي» و«غرامي» و«توني» و«الأوسكار». وقد نالت هذه الجائزة الأخيرة عام 1954 كأفضل ممثلة عن فيلمها «إجازة في روما» (رومان هوليداي) للمخرج وليم ويلر. وهو الفيلم الذي شاركها بطولته غريغوري بك وحقق لها، أيضاً، جائزتي «بافتا» و«غولدن غلوب». وفي عام 1955 نالت جائزة «هنرييتا» باعتبارها أكثر ممثلة محبوبة في العالم. وبسبب نشاطها في الميدان الإنساني ومساعدة الطفولة كسفيرة لمنظمة «اليونيسف»، نالت هيبورن بعد وفاتها جائزة جان هيرشولت للعمل الإنساني وميدالية الحرية.
يستعرض الكتاب محطات من سيرة هيبورن، مروراً من طفولتها الكئيبة في مدرسة داخلية، ثم قيام الحرب العالمية الثانية، ومعاناتها في البحث عن والدها ذي الميول النازية الذي هجر منزل العائلة فجأة وطلق والدتها. لكن البنت الهزيلة التي لم تتوقع أن تنجو من أهوال الحرب، تمكنت من العثور على طريقها في الفن الذي بلغت فيه مراتب الشهرة والمجد. لكنها في سن الثامنة والثلاثين، في عز تألقها، قررت الانسحاب من الأضواء، وتكريس حياتها لولديها، ولوضع شهرتها في تصرف جمعيات رعاية الطفولة في الدول الفقيرة.
إلى جانب الكتاب الصادر عن منشورات «كازا» في 200 صفحة، نزلت إلى الأسواق الفرنسية علبة تتضمن كتيباً وأسطوانة رقمية لفيلم «حب بعد الظهيرة»، إحدى العلامات السينمائية في تاريخ أودري هيبورن. وفيه تؤدي أمام العملاق غاري كوبر دور شابة تتورط في حب رجل لعوب في سن أبيها. وهي نسخة جرى ترميمها بشكل جيد في ورشة «كارلوتا» الباريسية للفيلم الذي أخرجه بيلي وايلدر، وعرض على الجمهور في عام 1957.
هيبورن، أيضاً، كانت ملهمة مسلسل تلفزيوني من إنتاج شركة «وايلسايد». وقد شارك لوكا دوتي، نجل الممثلة، في كتابة سيناريو المسلسل الذي يستعرض الحياة المدهشة لممثلة أدت أدواراً خفيفة لكنها لا تنسى، مثل «وجه مضحك» و«سيدتي الجميلة». واستند لوكا، الابن الذي أنجبته هيبورن من زوجها الطبيب النفسي الإيطالي أندريا لوتي، إلى كتاب بعنوان «أودري في البيت» صدر في عام 2015. ويأتي المسلسل بعد فيلم للشاشة الكبيرة عنها، قامت ببطولته جنيفر لاف هويت، عام 2000.
أما نجلها الثاني، سين هيبورن فيرير، الذي رزقت به من شريكها الممثل الأميركي ميل فيرر، البالغ من العمر 60 عاماً، فقد صرح في مقابلة مع صحيفة «الصن» البريطانية، نشرت مؤخراً، بأن حياة والدته كانت سلسلة من الإخفاقات العاطفية، رغم نجاحها الباهر في مهنتها. وجاءت المقابلة بمناسبة فيلم وثائقي عنها بعنوان «أودري أكثر من أيقونة». ويتطرق الفيلم المتوفر عبر المنصات الإلكترونية إلى «الأحزان العميقة التي كانت تخفيها وراء ابتسامتها الشهيرة». وكشف الابن في المقابلة أن والدته كانت تحكي له بعينين حمراوين من البكاء عما تواجهه، وتطلب رأيه، لكنه كان صبياً صغيراً، ولا يعرف كيف يساعدها.


مقالات ذات صلة

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.