بعد العديد من الكتب التي صدرت عنها في حياتها وبعد رحيلها، ها هو الصحافي الفرنسي غيوم إيفان، المتخصص في سير مشاهير السينما، يخصص كتاباً للممثلة البريطانية أودري هيبورن، يتابع فيه مسيرة نجمة ما زالت أفلامها تثير اهتمام عشاق الفن السابع رغم مرور 50 عاماً على غيابها عن الشاشة، وما يقرب من 3 عقود على وفاتها بالمرض الخبيث. وسبق لإيفان أن أصدر كتباً لقيت رواجاً كبيراً عن عدد من النجوم، أمثال ستيف ماكوين وبريجيت باردو وألان ديلون، بالإضافة إلى عدة كتب عن الممثل الاسكوتلندي شون كونري وأدواره في سلسلة أفلام «جيمس بوند».
هيبورن، المولودة في بلجيكا، اقتحمت هوليوود بموهبتها في خمسينات القرن الماضي، رغم أنها لم تكن تملك الكثير من المؤهلات الجسدية لممثلات زمانها الشقراوات المكتنزات. كانت بالغة النحول، ذات شعر أسود، تتميز بعينين واسعتين ناطقتين ورشاقة فطرية تليق براقصة «باليه»، جعلت منها هدفاً لكبار مصممي الأزياء، لا سيما الباريسي هوبير دو جيفنشي الذي ربطته بها صداقة امتدت لعقود. وبفضل شخصيتها المميزة، تمكنت من أن تدخل النادي الضيق للممثلات اللواتي حصلن على الجوائز الأربع الكبرى في السينما، وهي «إيمي» و«غرامي» و«توني» و«الأوسكار». وقد نالت هذه الجائزة الأخيرة عام 1954 كأفضل ممثلة عن فيلمها «إجازة في روما» (رومان هوليداي) للمخرج وليم ويلر. وهو الفيلم الذي شاركها بطولته غريغوري بك وحقق لها، أيضاً، جائزتي «بافتا» و«غولدن غلوب». وفي عام 1955 نالت جائزة «هنرييتا» باعتبارها أكثر ممثلة محبوبة في العالم. وبسبب نشاطها في الميدان الإنساني ومساعدة الطفولة كسفيرة لمنظمة «اليونيسف»، نالت هيبورن بعد وفاتها جائزة جان هيرشولت للعمل الإنساني وميدالية الحرية.
يستعرض الكتاب محطات من سيرة هيبورن، مروراً من طفولتها الكئيبة في مدرسة داخلية، ثم قيام الحرب العالمية الثانية، ومعاناتها في البحث عن والدها ذي الميول النازية الذي هجر منزل العائلة فجأة وطلق والدتها. لكن البنت الهزيلة التي لم تتوقع أن تنجو من أهوال الحرب، تمكنت من العثور على طريقها في الفن الذي بلغت فيه مراتب الشهرة والمجد. لكنها في سن الثامنة والثلاثين، في عز تألقها، قررت الانسحاب من الأضواء، وتكريس حياتها لولديها، ولوضع شهرتها في تصرف جمعيات رعاية الطفولة في الدول الفقيرة.
إلى جانب الكتاب الصادر عن منشورات «كازا» في 200 صفحة، نزلت إلى الأسواق الفرنسية علبة تتضمن كتيباً وأسطوانة رقمية لفيلم «حب بعد الظهيرة»، إحدى العلامات السينمائية في تاريخ أودري هيبورن. وفيه تؤدي أمام العملاق غاري كوبر دور شابة تتورط في حب رجل لعوب في سن أبيها. وهي نسخة جرى ترميمها بشكل جيد في ورشة «كارلوتا» الباريسية للفيلم الذي أخرجه بيلي وايلدر، وعرض على الجمهور في عام 1957.
هيبورن، أيضاً، كانت ملهمة مسلسل تلفزيوني من إنتاج شركة «وايلسايد». وقد شارك لوكا دوتي، نجل الممثلة، في كتابة سيناريو المسلسل الذي يستعرض الحياة المدهشة لممثلة أدت أدواراً خفيفة لكنها لا تنسى، مثل «وجه مضحك» و«سيدتي الجميلة». واستند لوكا، الابن الذي أنجبته هيبورن من زوجها الطبيب النفسي الإيطالي أندريا لوتي، إلى كتاب بعنوان «أودري في البيت» صدر في عام 2015. ويأتي المسلسل بعد فيلم للشاشة الكبيرة عنها، قامت ببطولته جنيفر لاف هويت، عام 2000.
أما نجلها الثاني، سين هيبورن فيرير، الذي رزقت به من شريكها الممثل الأميركي ميل فيرر، البالغ من العمر 60 عاماً، فقد صرح في مقابلة مع صحيفة «الصن» البريطانية، نشرت مؤخراً، بأن حياة والدته كانت سلسلة من الإخفاقات العاطفية، رغم نجاحها الباهر في مهنتها. وجاءت المقابلة بمناسبة فيلم وثائقي عنها بعنوان «أودري أكثر من أيقونة». ويتطرق الفيلم المتوفر عبر المنصات الإلكترونية إلى «الأحزان العميقة التي كانت تخفيها وراء ابتسامتها الشهيرة». وكشف الابن في المقابلة أن والدته كانت تحكي له بعينين حمراوين من البكاء عما تواجهه، وتطلب رأيه، لكنه كان صبياً صغيراً، ولا يعرف كيف يساعدها.
أودري هيبورن ما زالت موضع اهتمام رغم مضي 27 عاماً على انطفائها
كتاب فرنسي عن النجمة البريطانية ونسخة مرممة من «حب بعد الظهيرة»
أودري هيبورن ما زالت موضع اهتمام رغم مضي 27 عاماً على انطفائها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة