استقالة عشرواي تنتظر اجتماع «المجلس الوطني»

القيادية الفلسطينية حنان عشراوي
القيادية الفلسطينية حنان عشراوي
TT

استقالة عشرواي تنتظر اجتماع «المجلس الوطني»

القيادية الفلسطينية حنان عشراوي
القيادية الفلسطينية حنان عشراوي

قالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن استقالة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي (74 عاماً)، من المنظمة، كانت لأسباب صحية. وأضافت المصادر: «تريد عشرواي الحصول على بعض الراحة».
جاءت هذه المعلومات في وقت نشرت فيه وسائل إعلام إسرائيلية، أنها استقالت لأسباب شخصية، ورجحت أخرى أنها استقالت رفضاً لعودة الاتصالات مع إسرائيل بدون استشارة تنفيذية المنظمة.
كانت عشرواي أصيبت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم بفيروس كورونا مع أعضاء آخرين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بينهم أمين سر اللجنة صائب عريقات، الذي قضى بالمرض.
ولم يتم حسم قبول أو رفض استقالة عشرواي، لأن المجلس الوطني الفلسطيني، وهي الهيئة التي تنتخب أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، هو المخول بقبول استقالتها وانتخاب شخصية أخرى.
ويفترض أن يلتئم المجلس لملء شواغر في تنفيذية المنظمة بعد رحيل عريقات واستقالة عشرواي.
وبرز اسم حنان عشراوي، وهي حاصلة على لقب الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، في نهاية الانتفاضة الأولى، عندما كانت متحدثة باسم الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد، أوائل التسعينات.
وبفضل تمكنها من اللغة الإنجليزية، كانت واحدة من أبرز المتحدثين الفلسطينيين مع وسائل الإعلام حول العالم وفي مختلف المنتديات، وشغلت عدة مناصب عليا في السلطة الفلسطينية. وفي عام 1996، انتخبت في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس، وأعيد انتخابها لدورة أخرى عن قائمة «الطريق الثالث» عام 2006. وبالإضافة إلى كونها عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تشغل عضوية المجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين.
وبقيت عشرواي نشيطة حتى الجمعة الماضي، عندما نشرت بياناً بصفتها عضواً في تنفيذية المنظمة، انتقدت فيه تصاعد أعمال العنف وجرائم الكراهية المنظمة التي يمارسها متطرفون يهود ضد المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية، ووصفت هذه الممارسات بالحرب الطائفية التي تحدث بحماية وتوجيه من حكومة التطرف الإسرائيلية.
واستنكرت عشراوي، في بيان باسم اللجنة التنفيذية، محاولة مستوطن متطرف إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة. وقالت: «إن هذه الاعتداءات الخطيرة والمعادية للأديان هي نتيجة فكر احتلالي متطرف قائم على العنصرية والتحريض والكراهية، في ظل وجود تشريعات تعزز التمييز وإقصاء الآخر، وتتنصل من مساءلة ومحاسبة المجرمين، وهي تعبير واضح عن احتلال خارج عن القانون، ولا يخضع للمساءلة والملاحقة القضائية».
ودعت عشراوي، المجتمع الدولي، للعمل على إلزام إسرائيل بوقف سياسات التمييز العنصري، وحملات التحريض على الكراهية، ومحاسبتها ومساءلتها على جرائمها، وإنهاء احتلالها العسكري، وتوفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.