«الوطني» الليبي يعترض سفينة تركية متجهة إلى مصراتة

صالح يشترط النصاب لإقالته... ومقترحات بجلسة للبرلمان في بنغازي أو سرت

قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

«الوطني» الليبي يعترض سفينة تركية متجهة إلى مصراتة

قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
قوات من «الجيش الوطني» الليبي في مدينة بنغازي في يونيو الماضي (أ.ف.ب)

اعترض الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، سفينة تركية ترفع علم جامايكا، كانت متجهة صوب ميناء مصراتة في غرب ليبيا، الأمر الذي يمثل بؤرة اشتعال جديدة محتملة في الصراع الدائر بالبلاد بعد أسابيع من إبرام هدنة. وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم حفتر في بيان أصدره في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس إن سرية سوسة البحرية اعترضت باخرة شحن تجارية تسمى «مبروكة» متجهة إلى ميناء مصراتة بغرب البلاد، تحمل علم جامايكا لدخولها المياه الإقليمية الليبية قبالة سواحل منطقة رأس الهلال بالجبل الأخضر، مشيراً إلى أن السفينة التي لم تستجب للنداء الموجه إليها لمعرفة هويتها وكذلك داخل هذه المنطقة المحظورة للعمليات العسكرية وعدم اتباع طريقة الاتصال والتنسيق لخط 34 درجة شمالا، حيث تم اعتراضها وجرها لميناء رأس الهلال. وأوضح أن طاقم الباخرة يتكون من 9 بحارة أتراك و7 هنود وبحار من أذربيجان وهي قيد التحقيق والتفتيش لمخالفتها للوائح والنظم والقوانين البحرية.
من جانبها، نددت تركيا أمس (الثلاثاء) باحتجاز قوات شرق ليبيا لإحدى سفنها في البحر المتوسط، قائلة إنه يتعين السماح للسفينة باستئناف رحلتها إلى غرب ليبيا، وحذرت من عمل انتقامي محتمل. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «استهداف المصالح التركية في ليبيا سيكون له عواقب وخيمة، وسنعتبر تلك العناصر (التي تستهدف المصالح التركية) أهدافاً مشروعة». وأشارت إلى أنها كانت تنقل أدوية إلى مدينة مصراتة الليبية. وقالت مصادر لوكالة «الأناضول» الرسمية، إن الشركة المشغلة للسفينة تواصلت مع طاقمها وأكدت أن وضعهم جيد، مشيرة إلى أن ما حدث هو إجراء ينفذ على السفن الأخرى أيضا في المنطقة، وأن موضوع احتجازها غير وارد. وبدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر تركي، لم تحدده بالاسم، أن «السفينة تحمل أدوية ومنتجات طبية أخرى من مصر إلى ليبيا، ومن المتوقع أن يفرج عنها قريباً.
ومؤخرا، نشب خلاف بين تركيا وقيادة عملية «إيريني» الأوروبية لمراقبة حظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا، بعد توقيف الفرقاطة الألمانية «هامبورغ» السفينة التجارية التركية «روزالين إيه» التي كانت متجهة من إسطنبول إلى مصراتة أيضا حاملة مواد غذائية ومواد طلاء، وتفتيش جزء منها للاشتباه في حملها أسلحة قبل أن يتم وقف التفتيش بسبب احتجاج تركيا، التي تعترض على عملية إيريني، وتصفها بالمنحازة إلى الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
من جانبه، قال وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبي الموالية لتركيا، محمد الطاهر سيالة، إن مذكرة التفاهم البحرية الموقعة بين حكومته وتركيا في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 ليست موجهة ضد أي دولة ولا تمس بأي حال من الأحوال حقوق الآخرين.
من جهة أخرى، نشرت عملية بركان الغضب التي تشنها قوات حكومة الوفاق، صورا تُظهر جانبا من عمليات تدريب عناصرها في مركز عمر المختار ضمن برنامج تدريبي نظمه الجيش التركي في إطار مذكرة التعاون الأمنية العسكرية المبرمة بين أنقرة وحكومة الوفاق.
في غضون ذلك، عقب جلسة تشاورية عقدوها أمس بمدينة غدامس، قال أعضاء في البرلمان إنه تقرر تأجيل جلساته الرسمية بالمدينة إلى يوم 21 و22 من الشهر الجاري، حيث سيتم انتخاب رئيس جديد للمجلس ومناقشة لائحته الداخلية. ووسط خلافات حول قانونية الجلسة في غياب صالح، انسحب عدد من النواب من مقرهم في غدامس، فيما نقل عبد الله بليحق المتحدث الرسمي باسم المجلس عن إبراهيم بوشناف وزير الداخلية بالحكومة التي تدير شرق البلاد، أن مدينة بنغازي آمنة وعلى استعداد لاحتضان جلسات البرلمان.
وأوضح بليحق أنه بعد أن تم الاتفاق خلال جلسة أول من أمس على تشكيل لجنة لمناقشة وتعديل اللائحة الداخلية للمجلس طبقا للقانون رقم 4 لسنة 2014 المنظم لعمل المجلس برئاسة رئيس لجنته التشريعية رمضان شمبش، لافتا إلى أنه تم مناقشة مسألة عقد جلسة في مدينة سرت، حيث تم الاتفاق على عقد جلسة الفترة القادمة بالمدينة بعد أن يتم مخاطبة لجنة 5 + 5 والتأكيد على الأوضاع في مدينة سرت.
وكان رئيس المجلس عقيلة صالح قد أبلغ أعضاءه القليلين الذين حضروا جلسته الرسمية بمقره الدستوري بمدينة بنغازي مساء أول من أمس، أنه «لا نُقر ولا نعتد بأي قرارات أو مخرجات تأتي من خارج مقر مجلس النواب في بنغازي أو المؤقت في طبرق»، واعتبر أن «أي جلسة خارج هذين المقرين تعد غير قانونية طبقاً للإعلان الدستوري، ولا يعتد بمشاركة الذين لم يؤدوا اليمين الدستوري، ونبلغ بذلك بعثة الأمم المتحدة والبرلمان الدولي والعربي والأفريقي».
ووصف اجتماع المجلس الذي كان مقرراً أمس في غدامس، بأنه اصطياد في الماء العكر وتعكير الصفو، وأعرب عن أسفه لتحرك «نزعات الطمع في السيطرة على المشهد وحصد نتائج التوافق مسبقاً في أولويات ضرب المؤسسة العسكرية وتثبيت اتفاقيات لم تعتمد من مجلسي النواب ترتب عليها نقل الأسلحة والذخائر والمرتزقة إلى ليبيا على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي بالتزامن مع مسار التسوية».
وقال إن إقالة رئيس المجلس أو أحد نوابه جائز قانوناً بشرط موافقة 120 نائبا لا يدخل فيهم الذين لم يؤدوا اليمين الدستوري، وتابع «بالنسبة لشخصي لا مانع لدي من تعديل لائحة المجلس، وعلى النواب أن يلتئموا في المقر الرسمي بمدينة بنغازي أو المؤقت في طبرق، وعند إذن يتخذوا القرارات الصحيحة وطبقاً للإعلان الدستوري».



الحوثيون والكوارث الطبيعية يهجرون اليمنيين

38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)
38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)
TT

الحوثيون والكوارث الطبيعية يهجرون اليمنيين

38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)
38 ألف أسرة تضررت جراء الفيضانات التي ضربت اليمن (إعلام حكومي)

أظهرت بيانات مبادرة دولية معنية برصد الأزمات والنزوح والكوارث أن التغيرات المناخية باتت تنافس الحوثيين في تهجير اليمنيين خلال العامين الأخيرين وفق وصف ناشطين يمنيين، حيث تسببت الكوارث الناتجة عنها في 76 في المائة من حركة النزوح الأخيرة، فيما كانت الحرب التي أشعلها الحوثيون سبباً في نزوح 24 في المائة خلال تلك الفترة.

وبحسب مبادرة «ريش» المعنية بتقديم بيانات مفصلة وتحليلات بشأن سياق الأزمات والكوارث والنزوح، فإنه بحلول عام 2023، تغير المشهد المتعلق بالنزوح الداخلي في اليمن، ووصل النزوح المرتبط بالمناخ إلى أعلى مستوى له في أربع سنوات، وشكل 76 في المائة من حالات النزوح الجديدة، بينما نُسب 24 في المائة من النزوح إلى الحرب.

ومع دخول الحرب عامها العاشر، تؤكد المبادرة أن الشعب اليمني ما زال يتحمل وطأة الأعمال العدائية المستمرة والتدهور الاقتصادي الشديد. وتشير إلى أنه في عام 2024، بلغ العدد الإجمالي للنازحين داخلياً 4.5 مليون شخص، أي ما يعادل 14 في المائة من السكان الذين ما زالوا يتحملون وطأة الأعمال العدائية والتدهور الاقتصادي الشديد.

وبحسب هذه البيانات، فقد بلغ إجمالي عدد النازحين داخلياً 4.5 مليون يمني في عام 2024، أي ما يعادل 14 في المائة من السكان. ومن بين هؤلاء، يعيش نحو 1.6 مليون نازح داخلياً في 2297 موقعاً دون المستوى المطلوب، ويقيمون بشكل أساسي في محافظات الحديدة وحجة ومأرب وتعز، ويمثل هؤلاء 4.5 في المائة من إجمالي سكان البلاد ويعانون من ظروف قاسية للغاية دون بدائل قابلة للتطبيق.

مواقع النزوح في اليمن مكتظة بالسكان، وتفتقر إلى الاحتياجات الأساسية (إعلام حكومي)

وطبقاً لما أوردته المبادرة، فإن هذه المواقع غالباً ما تكون مكتظة بالسكان، وتفتقر إلى المأوى المناسب، والوصول محدود إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي ومرافق النظافة، وتواجه مخاطر صحية وحماية متزايدة.

تراجع الدعم الدولي

هذه الأوضاع ترافقت مع تراجع مستوى الدعم الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية، حيث تلقت الخطة لعام 2023 أقل من 40 في المائة من احتياجاتها التمويلية، في حين بلغ مستوى تمويل هذه الخطة خلال عام 2024 أقل من 28 في المائة، وهو أدنى معدل تمويل تم تلقيه منذ بداية الحرب. ويشكل هذا النقص، وفقاً للمبادرة، تحدياً لقدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والتعليم والحماية، مما يؤثر على الفئات السكانية الضعيفة، بمن في ذلك النازحون داخلياً.

وفي ظل هذا المشهد الصعب، كانت مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات في اليمن واحدة من أكثر المجموعات التي تعاني من نقص التمويل، حيث حصلت على 7.8 في المائة فقط من إجمالي الأموال المطلوبة البالغة 47 مليون دولار، مقارنة بـ10.6 في المائة من 78.5 مليون دولار في عام 2023، حيث تؤدي الأزمة الاقتصادية ونقص فرص كسب العيش إلى تفاقم هذا الوضع، مما يحد من الوصول إلى الخدمات الأساسية ويزيد من الاعتماد على المساعدات الإنسانية.

التغيرات المناخية في اليمن تصدرت أسباب النزوح خلال الأعوام الأخيرة (إعلام حكومي)

وتوقعت المبادرة أن تتدهور الظروف المعيشية المتردية بالفعل في مواقع النازحين داخلياً بشكل أكبر. وقالت إن نقص الموارد لا يعيق جهود الإغاثة الفورية فحسب، بل يعرض أيضاً الحلول الأطول أجلاً للنازحين داخلياً والتقدم نحو حلول دائمة للخطر. مشيرة إلى أن أكثر المحافظات تضرراً هي تعز ومأرب.

وأكدت أن القدرة المحدودة للمنظمات الإنسانية على تلبية احتياجات السكان في مواقع النازحين تراجعت، واستمرت الفجوة قائمة بين التمويل والاحتياجات، وكان التأثير أكثر وضوحاً في المحافظات التي بها وجود كبير للنازحين، مثل مأرب والحديدة وعدن، حيث كان التدهور القطاعي واضحاً في مجالات مثل المواد غير الغذائية والمأوى والتغذية والحماية.

وأعاد تحليل المبادرة أسباب التراجع إلى العدد الكبير من السكان المتضررين في مأرب، مما يترك العديد منهم دون إمكانية الوصول الكافية إلى الخدمات الأساسية.