مزاد كبير في باريس على ثياب تحمل توقيع سان لوران

ما الذي يجعل الشابات يفضلن فساتين الجدّات؟

ثوب من مجموعة 1977 بيع بأكثر من 10 آلاف يورو
ثوب من مجموعة 1977 بيع بأكثر من 10 آلاف يورو
TT

مزاد كبير في باريس على ثياب تحمل توقيع سان لوران

ثوب من مجموعة 1977 بيع بأكثر من 10 آلاف يورو
ثوب من مجموعة 1977 بيع بأكثر من 10 آلاف يورو

بسعر تجاوز 15 ألف دولار، تنافست سيدات أنيقات عبر الشاشة، على الفوز بسترة رقيقة من تصميم إيف سان لوران، بيعت في مزاد نظمته شركة «كورنيت دو سان سير» في باريس، أمس. والسترة مصنوعة من خيوط القطيفة المنسوجة بالقصب الذهبي واللآلئ في مشغل الطراز الفرنسي الشهير «لوساج». وكانت السترة قد عرضت ضمن مجموعة «الهوت كوتور» التي قدمها سان لوران لخريف وشتاء 1977، وهي القطعة الأكثر لفتاً للانتباه من بين عشرات الفساتين والبدلات والجزم والقبعات التي بيعت في المزاد للمصمم نفسه، وتعود كلها للقرن الماضي. وهي المرة الأولى التي تزايد فيها الزبونات على بضاعة من هذا النوع لم يعاينّها ويلمسنها لمس اليد، وذلك بسبب التباعد المفروض لتحاشي فيروس «كورونا».
ما الذي يجعل نساء اليوم يسعين لامتلاك ثوب تجاوزه الزمن وسبق أن ارتدته امرأة قبلها؟ قد يكون الأمر مفهوماً حين تباع في المزاد فساتين دخلت التاريخ بعد أن ارتدتها نجمات السينما في أفلام شهيرة. مثل المزادات التي أقيمت لمجموعة مقتنيات أميرة موناكو الراحلة غريس كيلي، أو المزاد الذي جرى في باريس، العام الماضي، للثياب العائدة للممثلة الفرنسية كاترين دينوف. لكن يبدو أن الأمر لا يتعلق بصاحبة الثوب أو توقيع المصمم فقط؛ بل هو مسألة الحنين إلى أناقة زمن مضى.
قبل سنوات كانت المحال التي تبيع تلك الثياب معدودة في المدن الفرنسية. لكنها تكاثرت وصار لا يخلو منها حي. وهناك حمى غريبة تغزو باريس لا علاقة لها بحمى «كورونا»، اسمها الـ«فينتيج». والمقصود بها دكاكين الثياب والحلي والقبعات القديمة التي تعود لفترة تزيد على 20 عاماً، وتتجدد موضتها في كل موسم. وإذا كانت طالبات السينما والفنون هن أكثر زبونات تلك المتاجر، فإنها اليوم ظاهرة ملحوظة، لا سيما في أوساط الشابات الباحثات عن مظهر متميز. وتختلف هذه المتاجر عن بسطات الثياب المستعملة أو تلك تتلقاها الكنائس من المحسنين لتوزيعها على المحتاجين أو عرضها للبيع بأسعار رمزية. ففي ظل انتشار العلامات التجارية ذات السلاسل العالمية، مثل «زارا» و«إتش آند إم» و«مورغان»، صارت ثياب الشبيبة متشابهة في عموم بلدان العالم، وهو ما يرى فيه بعضهم تمويهاً للهويات والأذواق المختلفة.
كانت البنات الراغبات في التعبير عن مظهر مغاير، يلجأن إلى صناديق الجدات أو خزائن الأمهات لاستعارة فستان يحمل عبق الماضي. وهي ثياب كانت تلتزم أقمشة نبيلة وغير صناعية. لذلك بادر عدد من عشاق الموضة ومن الذين يتشممون اتجاهات السوق، إلى افتتاح دكاكين مختصة ببيع فساتين وبدلات ومعاطف تعود لأواسط القرن الماضي، مع كل ما يكمل الأناقة من حقائب وشالات وحلي للزينة. وقد تشجعت الشابات في اجتياز عتبات تلك المتاجر بعد أن صارت نجمات السينما والغناء يعلنّ عن ميلهن للثياب القديمة ولما تختزنه من ذوق في التصميم واتقان في صنعة الخياطة.
ثم توسعت الظاهرة وبدأت أسواق المزاد تخصص مواعيد لبيع قطع من الثياب تعود لعلامات تجارية راقية ومن توقيع كبار المصممين. وهكذا بات من الشائع أن تعلن دار «دروو» في باريس عن بيع مجموعات من حقائب «فويتون» أو «شانيل» أو «هيرميس». وكما قلنا، هي قطع سبق استعمالها، لكنها تبقى محتفظة بقيمتها النابعة من اسم مصممها. وعادة ما تترقب نساء الطبقات الوسطى تلك المزادات للحصول على حقيبة بسعر يقل أضعافاً عن السعر الذي بيعت به في المخزن. مزاد أمس ليس الأول على ما أبدعته مخيلة المصمم الفذ سان لوران. فقد كانت الثياب التي باعتها كاترين دينوف تحمل توقيع صديقها المصمم الراحل، ومجموعها 268 قطعة. وقد تخاطفها المعجبون كأنهم يقتنون أعمالاً فنية ثمينة، ذلك أن سان لوران هو الفنان الذي هندس أناقة الممثلة الشهيرة في واحد من أهم أدوارها في فيلم «جميلة النهار» للمخرج لوي مال. وهو قد استمر يصمم لها ثيابها على الشاشة وخارجها طوال 40 عاماً من عمر صداقتهما.


مقالات ذات صلة

النجوم يستعينون بالمجوهرات الثمينة لمزيد من البريق

لمسات الموضة زادت أناقة النجوم ومعها جرأتهم (أ.ف.ب)

النجوم يستعينون بالمجوهرات الثمينة لمزيد من البريق

إلى عهد قريب كانت إطلالات النجوم على السجادة الحمراء متكررة وتفتقد إلى أي خيال إبداعي مقارنة بإطلالات النجمات. كانت دائماً عبارة عن بدلة سوداء مع قميص أبيض،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة من عرض الدار لخريف وشتاء 2025 حيث تكمن قوتها في التصميم والأقمشة (غيتي)

غداً الموعد مع «زينيا» في دبي

موعد لافت يجمع غداً عُشاق الموضة وعلامة «زينيا» ZEGNA في دبي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة تؤمن ياسمين بأن الأزياء الراقية يجب أن تكون متميزة بفنيتها وتفردها مهما كلف الثمن (خاص)

ياسمين منصور الفائزة بجائزة «فاشن ترست أرابيا»... كيف حوَلت معاناتها إلى إبداع؟

يجمع أسلوب ياسمين تقاليد قديمة بصياغة حديثة لا تعترف بزمان أو مكان. هذا ما أقنع لجنة تحكيم «فاشن ترست أرابيا» المكونة من أسماء عالمية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كان حجمه مناسباً ومتناسقاً مع كثافة شعرها (خاص)

تمساح ماسي يجمع المصممة بيبي فان دير فلدن والنجمة بيونسيه

كانت مصممة المجوهرات الهولندية الأصل، بيبي فان دير فلدن، في قمة السعادة، وهي تكشف عن قرط «Queen B» الماسي الذي تألقت به بيونسيه في جولتها «Cowboy Carter».

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة في مجموعة الأزياء الرجالية تتّسم الإطلالات بالرزانة والتصميم المُريح (برونيلو كوتشينيلي)

اقتراحات «برونيلو كوتشينيلي» لصيف 2025... منعشة بخاماتها وتصاميمها

لم تحتج دار «برونيلو كوتشينيلي» إلى تنظيم عرض أزياء ضخم في وجهة سياحية كما تفعل معظم دور الأزياء العالمية خلال شهر مايو (أيار) من كل عام، فهذا هو شهر مجموعات…

«الشرق الأوسط» (لندن)

أغانٍ شعبية من مصر والصين تتحاور في «متحف الحضارة» بالقاهرة

الأغاني الشعبية المصرية ضمن الاحتفالية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الأغاني الشعبية المصرية ضمن الاحتفالية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
TT

أغانٍ شعبية من مصر والصين تتحاور في «متحف الحضارة» بالقاهرة

الأغاني الشعبية المصرية ضمن الاحتفالية (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الأغاني الشعبية المصرية ضمن الاحتفالية (المتحف القومي للحضارة المصرية)

في حوار فني بين التراث المصري والصيني، احتضن المتحف القومي للحضارة المصرية حفلاً موسيقياً تضمن أغاني شعبية، ومقطوعات موسيقية من تراث البلدين، خلال احتفالية تحت عنوان «الحوار والتواصل: الموسيقى تربط العالم»، تزامناً مع اليوم الدولي الأول للحوار بين الحضارات، بالتعاون مع السفارة الصينية في القاهرة.

وعدّ الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، الفعاليات المتواصلة التي ينظمها المتحف، تسهم بشكل كبير في دعم التبادل الثقافي وتعزيز الحوار بين الشعوب، ولفت خلال بيان، الخميس، إلى «أهمية الفنون والموسيقى كجسور للتواصل والتفاهم بين الشعوب».

«وتكمّل حضارات العالم بعضها، وتُلهم بعضها، وأصبح التفاعل بين هذه الحضارات ذا أهميةٍ حيوية، والحوار بين الحضارات هو رباط سلام، ومحرك للتنمية، وجسر للصداقة»، وفق كلمة مصورة تضمنتها الاحتفالية لوزير الخارجية الصيني وانغ يي.

وتضمن برنامج الاحتفالية مجموعة من العروض الفنية والموسيقية المستوحاة من التراثين المصري والصيني، حيث قدم عدد من كبار العازفين الصينيين عروضاً تقليدية على الآلات الوترية الصينية، بالإضافة إلى عرض راقص صيني لفرقة الأحافير الحية يجمع بين الطابع التراثي والروح المعاصرة.

فرقة صينية تقدم أعمالاً تراثية (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وأكد سفير الصين في القاهرة، لياو ليتشيان، أهمية هذه الفعاليات في تعريف الشعب المصري بالفن والثقافة الصينيين، وتعزيز التقارب الثقافي بين البلدين.

فيما شاركت فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، بباقة متنوعة من الأغاني الفلكلورية المصرية المصاحبة للآلات الشعبية مثل المزمار والطبلة والصاجات والأرغول.

ويوافق الاحتفال باليوم الدولي الأول للحوار بين الحضارات 10 يونيو (حزيران) من كل عام، وتم تحديده خلال الاجتماع رقم 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو 2024، بهدف تعزيز الاحترام المتبادل والحوار بين الثقافات والتضامن العالمي.

وينظم المتحف القومي للحضارة العديد من الفعاليات في مناسبات متنوعة، من بينها الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف الذي أقام المتحف ضمن فعالياته معرضاً أثرياً مؤقتاً بعنوان «أيادٍ تصنع الخلود»، تضمن قطعاً أثرية مرممة من عصور مختلفة، تحكي جزءاً من تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين.

ويعدّ المتحف القومي للحضارة المصرية من أكبر المتاحف بمصر، وتم إنشاؤه بناء على حملة دولية أطلقتها منظمة «اليونيسكو»، ويضم أكثر من 1600 قطعة في قاعته المركزية، اختيرت لإلقاء الضوء على التراث المادي واللامادي لمصر، وتم افتتاحه رسمياً في أبريل (نيسان) عام 2021، مع نقل المومياوات الملكية إليه في موكب مهيب، وتعد قاعة المومياوات الملكية هي جوهرة المتحف، وفق وزارة السياحة والآثار.