بايدن يعيّن أول امرأة وزيرة للخزانة

شكّل فريقاً نسائياً للاتصالات... وبدأ تلقي الإحاطات الاستخباراتية

جانيت يلين التي عينها بايدن وزيرة للخزانة (أ.ف.ب)
جانيت يلين التي عينها بايدن وزيرة للخزانة (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعيّن أول امرأة وزيرة للخزانة

جانيت يلين التي عينها بايدن وزيرة للخزانة (أ.ف.ب)
جانيت يلين التي عينها بايدن وزيرة للخزانة (أ.ف.ب)

تلقى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس أمس، أولى الإحاطات الأمنية والاستخبارية السرية، بعد أسابيع من تأخير هذه العملية بسبب رفض الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب تقديمها. وشكل اطلاع بايدن على هذه المعلومات الاستخبارية أولى الخطوات على طريق تسلم السلطة من الإدارة السابقة وإنجازها بشكل سلس، والسيطرة على قضايا الأمن القومي.
ورغم إصرار ترمب على رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية، يواصل بايدن الإعلان عن فريق إدارته الجديدة، الذي سيتسلم السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وكشف فريقه الانتقالي عن تعيينات في مجلس الاتصالات بالبيت الأبيض والاقتصادي، غلب عليها الطابع النسوي.
وعلى عكس تعيينات ترمب التي كانت في معظمها من الرجال البيض إلى حد كبير، اختار بايدن أمس، الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين لتولي وزارة الخزانة. قال الفريق الانتقالي لبايدن في بيان: «اختيرت جانيت يلين لتولي وزارة الخزانة. في حال المصادقة على التعيين ستكون أول امرأة تتبوأ وزارة الخزانة في تاريخها الممتد 231». وكانت يلين (74 عاماً) قد كسرت الحواجز بتعيينها أول امرأة على رأس الاحتياطي الفيدرالي. وستوكل إليها مهمة إعادة إنعاش الاقتصاد الأميركي المنهك من تداعيات فيروس كورونا المستجد، في حال صادق مجلس الشيوخ على تسميتها.
وكان بايدن قد أعلن الأسبوع الماضي اختيار شخصيات أخرى في الفريق الاقتصادي لإدارته المرتقبة. وقال بايدن في بيان: «بينما نبذل الجهود للسيطرة على الفيروس، فإن هذا الفريق سيقدم المساعدة الاقتصادية الضرورية للشعب الأميركي خلال الأزمة الاقتصادية هذه ويساعدنا في إعادة بناء مستقبلنا أفضل من أي وقت». وأعلن بايدن أيضاً اختيار نيرا تاندن، رئيسة مركز «أميركان بروغرس» للأبحاث، لترؤس مكتب الإدارة والموازنة، ووالي أديييمو، المولود في نيجيريا، الذي كان نائباً لمستشار الأمن القومي، نائبا لوزيرة الخزانة، بحسب البيان.
من جهة أخرى، اختار بايدن، فريق اتصالاته من النساء بالكامل. فقد عيّن جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، متحدثة باسم البيت الأبيض. كما عيّن بادين المتحدثة باسم حملته كيت بدينغفيلد مديرة للاتصالات في البيت الأبيض. وغردت ساكي التي كانت ضيفة ومعلقة على محطة «سي إن إن» عبر «تويتر» قائلة إن فريق الاتصال الجديد هو «أكثر الفرق تنوعاً عبر التاريخ، ويضم 6 أمهات لأطفال يافعين».
كما عيّن بايدن كبيرة المستشارين في حملته سيمون ساندرز متحدثة باسم نائبة الرئيس كامالا هاريس، على أن تشغل المتحدثة السابقة باسمه إليزابيت ألكساندر حين كان نائباً للرئيس، منصب إدارة الاتصالات الخاصة بهاريس. كما ستشغل مستشارتا حملة بايدن وهاريس، كارين جون بيير وآشلي إيتين، منصب نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض ونائبة مديرة الاتصالات لهاريس. كذلك، عين الرئيس المنتخب، بلي توبار وهي من أصول لاتينية وشغلت منصب مديرة الإعلام سابقا لزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في منصب نائبة مديرة الاتصالات.
وعبّر بايدن في بيان على موقع فريقه الانتقالي عن «فخره واعتزازه بأن يكون فريقه للاتصال الخاص بالبيت الأبيض مكوناً بأكمله من النساء، الخبيرات والمؤهلات في مجال الاتصال اللواتي سيوفرن وجهات نظر متنوعة لعملهن وسيشاركن بإعادة بناء البلاد بشكل أفضل».
من ناحيتها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بريان ديس الذي ساعد في قيادة جهود أوباما لإنقاذ صناعة السيارات خلال الأزمة المالية عام 2009، سيرأس المجلس الاقتصادي الوطني، الأمر الذي أثار بعض الانتقادات من التقدميين، الذين يشكون من علاقاته بوول ستريت. ورجّح البعض أن يؤجل بايدن تسمية ديس، وأنه يدرس تسمية مرشح آخر هو روجر فيرغسون الرئيس التنفيذي لجمعية المعلمين والتأمين والرواتب في أميركا، وهو نائب سابق لرئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي وأحد المديرين التنفيذيين السود.
وبحسب مراقبين، فإن اختيارات بايدن تشير إلى أنه يولي أهمية للمدافعين عن تقديم حوافز مالية قوية للمساعدة في إعادة الاقتصاد الأميركي بسرعة إلى ما كان عليه قبل الوباء، رغم أنها قد تواجه عقبات ومقاومة في الكونغرس، الذي يسعى الجمهوريون إلى تعزيز أغلبيتهم فيه في انتخابات ولاية جورجيا المقبلة. كما أن غالبية المستشارين الذين يسعى إلى تعيينهم، يؤيدون الإنفاق الحكومي الموسع، الذي يعتبرون أنه سيعزز إمكانات الاقتصاد على المدى الطويل، في المجالات التي تعتبر أولويات ليبرالية كمجالات التعليم والإنفاق على البنية التحتية والاقتصاد الأخضر والبرامج التي تسعى إلى تضييق الفوارق العرقية في الاقتصاد. لكن تسمية فريقه الاقتصادي تعني أيضاً أن بايدن يواصل سياسته في مجال تشكيل إدارته التي بدأها مع فريق عمل السياسة الخارجية، معتمداً على التنوع الجنسي والعرقي وعلى سجلهم الاقتصادي والشخصي.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».