الحل السياسي في سوريا مع «الإنساني».. والكويت تستضيف مؤتمرا ثالثا للمانحين

العربي والصباح وتكدي جالوا على المسؤولين اللبنانيين باسم الجامعة العربية

تمام سلام رئيس الحكومة اللبنانية مستقبلا وفد الجامعة العربية ويبدو في الصورة أمين عام الجامعة نبيل العربي ووزير خارجية الكويت
تمام سلام رئيس الحكومة اللبنانية مستقبلا وفد الجامعة العربية ويبدو في الصورة أمين عام الجامعة نبيل العربي ووزير خارجية الكويت
TT

الحل السياسي في سوريا مع «الإنساني».. والكويت تستضيف مؤتمرا ثالثا للمانحين

تمام سلام رئيس الحكومة اللبنانية مستقبلا وفد الجامعة العربية ويبدو في الصورة أمين عام الجامعة نبيل العربي ووزير خارجية الكويت
تمام سلام رئيس الحكومة اللبنانية مستقبلا وفد الجامعة العربية ويبدو في الصورة أمين عام الجامعة نبيل العربي ووزير خارجية الكويت

شدد وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل على أن المسؤولية الأولى تقع على الدول العربية للوقوف في خط المواجهة الأول ضد الإرهاب، وذلك بعد اجتماعه بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، الذي تترأس بلاده القمة العربية حاليا ووزير خارجية موريتانيا أحمد ولد تكدي الذي تترأس بلاده مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، والذين جالوا يوم أمس الاثنين على المسؤولين اللبنانيين.
وأشار باسيل في مؤتمر صحافي مشترك مع ضيوفه الثلاثة إلى أن البحث تركز على مسألة النزوح السوري، لافتا إلى أنه «قد جرى التوافق على ضرورة السير بالحل السياسي في سوريا، والذي يستفيد منه لبنان كونه بلدا جارا»، وتحدث عن «رغبة عربية بضرورة انتخاب رئيس يمثل لبنان في القمة العربية المقبلة».
وأضاف باسيل: «أحد مظاهر الزيارة للوفد إعطاء الطمأنينة للأخوة العرب بشأن الاستقرار في لبنان، الذي لا يريد الوقوف ضمن محاور عربية - عربية متصارعة والتدخل بشأن أي بلد عربي».
من جهته، أكد الصباح الوقوف إلى جانب لبنان بمحاربة الإرهاب، مدينا «العمل الإجرامي في جبل محسن»، وقال: «رسالتنا إلى لبنان هي رسالة دعم وتأييد وتنفيذ القرارات بدعم استقرار لبنان ودعم جيشه وتقديم المساعدة لتحمل مسؤولية إيواء النازحين»، معربا عن أمل الدول العربية بأن يكون هناك رئيس للبنان في القمة العربية القادمة في شهر مارس (آذار) المقبل».
وشدد الصباح على وجوب أن يترافق الحل السياسي للأزمة في سوريا مع مقاربة للموضوع الإنساني، وقال: «ندرس بجدية استضافة مؤتمر المانحين الثالث، ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية سيكون في بيروت في غضون اليومين المقبلين، والكويت قد توقع مع لبنان اتفاقا للمساعدة في كل ما يتعلق بالخدمة المدنية».
وكان الوفد العربي زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، وقال الأمين العام للجامعة العربية إن «اللقاءات مع الرئيسين بري وسلام كانت فيها الآراء متفقة حول التوجه العام لمساعدة لبنان بالتصدي للإرهاب»، موضحا أن ذلك يجب أن يتم عبر الدول العربية وليس من الجامعة العربية.
وأضاف العربي: «لا شك أن جميع الأطراف منهكة في سوريا، وهناك 13 مليون سوري يعانون منهم 9 ملايين في الداخل. واجتماع القاهرة للمعارضة، يتلوه اجتماع موسكو ونرجو أن يتبعهما اجتماع بين الحكومة والمعارضة، مع العلم أن دي ميستورا (المبعوث الدولي إلى سوريا) يسعى إلى تجميد القتال في حلب خاصة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.