أحدثت زيارة وفد إسرائيلي للخرطوم، أمس، انقساماً واضحاً بين مكونات الحكومة الانتقالية المدنية والعسكرية. ففي الوقت الذي نفت فيه حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك علمها بزيارة الوفد الإسرائيلي ومهمته والجهة التي سيلتقيها، أشارت الأصابع إلى المكون العسكري بالوقوف مع الزيارة وترتيبها، دون علم المكون المدني.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن طائرة خاصة صغيرة (بزنس جيت) حطت في مطار الخرطوم الساعة (10:30) صباح أمس، وهي تقل وفداً فنياً إسرائيلياً صغيراً، وكان مخططاً لها أن تغادر عائدة في الخامسة من مساء اليوم نفسه، فيما نفت مصادر بمطار الخرطوم علمها بالجهة التي طلبت منح الطائرة إذن الهبوط، ولم تكشف أي جهة سودانية عن طبيعة الزيارة ولا أغراضها.
والزيارة تعد الأولى لوفد إسرائيلي رسمي صرف للبلاد منذ إعلان موافقة السودان على تطبيع علاقاته مع الدولة العبرية. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة تم تنسيقها مع المكون العسكري في مجلس السيادة، دون علم أي جهة في الحكومة الانتقالية. وتابعت المصادر أن الوفد المكون من مجموعة محددة من المسؤولين الإسرائيليين سيلتقي مسؤولين عسكريين، تمهيداً لزيارة وفد إسرائيلي كبير للبلاد الأسابيع المقبلة، لبحث التعاون بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الاقتصاد والزراعة والمياه.
وأظهرت زيارة الوفد الإسرائيلي انقساماً واضحاً في مكونات الحكومة الانتقالية. ففي الوقت الذي نفى فيه مجلس الوزراء علمه بالزيارة وترتيباتها، وعلاقته بالوفد، ذكرت مصادر أن الزيارة تم ترتيبها مع المكون العسكري في الحكومة دون الرجوع لرئاسة الوزراء. وقال وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته لا تملك أي معلومات عن الوفد، ولم تتواصل معها أي جهة بشأنه. وأضاف: «لا نملك معلومة عن ماهيته، ومهمته، ومن سيلتقي».
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، بأن الدولة العبرية أرسلت الاثنين أول وفد لها إلى السودان. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر الاثنين، أن وفداً يزور السودان.
وأكد مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، زيارة الوفد، من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هوية الشخصيات الإسرائيلية المشاركة في الزيارة. وقال راديو الجيش الإسرائيلي (جالي تساهل)، أمس، إن وفداً إسرائيلياً رسمياً، برئاسة رئيس قسم الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي المعروف باسم «ماعوز»، قد غادر صباحاً متوجهاً إلى الخرطوم عاصمة السودان، بعد تعهد البلدين بالعمل نحو إقامة علاقات طبيعية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الوفد الذي وصل الخرطوم أمس، كان مقرراً أن يصل السودان الأسبوع الماضي. وفي حينه، نقلت وزيرة الخارجية السودانية عدم علمها، ومجلس الوزراء، بأي زيارة من هذا النوع، فيما لم تصدر تصريحات رسمية أخرى من المكون العسكري في السلطة الانتقالية بشأن الزيارة، وتحديد طبيعة الوفد، وأجندة زيارته.
وأعلن السودان وإسرائيل والولايات المتحدة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موافقته على تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم، استجابة لضغوط أميركية مقابل حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وزار وفد إسرائيلي - أميركي مشترك الخرطوم الشهر الماضي، تمهيداً لإعلان تطبيع العلاقات بين الدولتين، بطيران مباشر من تل أبيب، في أول رحلة بين البلدين يتم الكشف عنها. وفي 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن السودان وإسرائيل وأميركا، في بيان مشترك، الاتفاق على تطبيع العلاقات بين البلدين، لينضم السودان رسمياً لمساعي تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وسمحت سلطات الطيران المدني، الأسبوع الماضي، لأول رحلة جوية إسرائيلية بعبور الأجواء السودانية إلى مطار عنتيبي الأوغندي، في طائرة مملوكة للطيران الإسرائيلي المعروف باسم «العال». وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني في فبراير (شباط)، في أوغندا. ووصف رئيس الوزراء اللقاء بأنه «تاريخي».
انقسام في الحكومة السودانية الانتقالية حول زيارة الوفد الإسرائيلي
وزير الإعلام لـ«الشرق الأوسط»: لا علم لنا بالجهة الداعية
انقسام في الحكومة السودانية الانتقالية حول زيارة الوفد الإسرائيلي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة