بكين تقترض بفائدة سالبة للمرة الأولى

إقبال أوروبي كبير مع التعافي الاقتصادي الصيني

شهد الطرح الصيني لسندات سلبية الفائدة إقبالا واسعاً خصوصاً من الأوروبيين (أ.ف.ب)
شهد الطرح الصيني لسندات سلبية الفائدة إقبالا واسعاً خصوصاً من الأوروبيين (أ.ف.ب)
TT

بكين تقترض بفائدة سالبة للمرة الأولى

شهد الطرح الصيني لسندات سلبية الفائدة إقبالا واسعاً خصوصاً من الأوروبيين (أ.ف.ب)
شهد الطرح الصيني لسندات سلبية الفائدة إقبالا واسعاً خصوصاً من الأوروبيين (أ.ف.ب)

تستفيد الصين من المخاوف من أن التعثر الاقتصادي في الغرب سيبقي أسعار الفائدة قريبة من أدنى مستوياتها القياسية لفترة طويلة.
وأصدرت الحكومة الصينية ديوناً بسعر فائدة سالب لأول مرة الأربعاء الماضي، في بيع سندات جذبت اهتماماً كبيراً من المستثمرين، بحسب «دويتشه بنك»، أحد البنوك التي ساعدت في ترتيب الصفقة.
وفي مواجهة أسعار الفائدة المنخفضة باستمرار، اقتنص المستثمرون الأوروبيون الجزء الأكبر من الديون الصينية، بينما يسعون إلى الانكشاف على الاقتصاد العالمي الرئيسي الوحيد المتوقع نموه هذا العام، حسبما ذكرت شبكة «سي إن إن».
وشملت الصفقة التي اجتذبت طلبات نهائية بنحو 16 مليار يورو (18.9 مليار دولار) لسندات معروضة بقيمة 4 مليارات يورو (4.7 مليار دولار)، سندات مدتها 5 سنوات بسعر سالب 0.152 في المائة، كما باعت الصين سندات لأجل 10 سنوات، و15 سنة، بعوائد دون 1 في المائة.
وكان من بين المستثمرين البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية ومديرو الأصول العالميون من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، واستحوذ المستثمرون الأوروبيون على 85 في المائة من ديون الـ15 عاماً، وحوالي ثلثي السندات قصيرة الأجل، وفقاً لـ«دويتشه بنك».
وقال سام فيشر، رئيس أسواق السندات الصينية الداخلية في «دويتشه بنك»: «يظهر ذلك أن المستثمرين لا يزالون غير منكشفين في التعامل مع الصين، وهناك بالتأكيد ندرة في قيمة هذه السندات».
ومن جانبهم، استغل المستثمرون الأوروبيون الفرصة للاستثمار في الديون بعوائد أعلى مما هو متاح في أوروبا؛ حيث خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى مستويات منخفضة قياسية، وضخ أكثر من تريليون يورو في الأسواق المالية، للتخفيف من وطأة وباء «كورونا».
وذكرت مصادر مصرفية أن بيع الديون يشير أيضاً إلى أن المستثمرين يريدون مزيداً من الانكشاف على الاقتصاد الصيني الذي يتعافى من الوباء بوتيرة أسرع من أوروبا والولايات المتحدة.
وقال ديفيد ييم، رئيس أسواق رأس المال للصين الكبرى وشمال آسيا في بنك «ستاندرد تشارترد»، إن الإصدار يوضح أن المستثمرين الدوليين «يثقون تماماً في الانتعاش الاقتصادي القوي للصين وتطوراتها المستقبلية، على الرغم من جائحة (كورونا) العالمية».
وبعد الانكماش التاريخي في الربع الأول من عام 2020، انتعش الاقتصاد الصيني بسرعة، مع زيادة الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة بقوة الشهر الماضي.
في الوقت نفسه، تهدد القيود في الولايات المتحدة وأوروبا للحد من الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، بإعادة تلك الاقتصادات إلى الركود في الربع الرابع.
وتعد هذه ثاني أكبر عملية بيع ديون دولية للصين خلال أشهر، بعد أن جمعت 6 مليارات دولار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بما في ذلك من مستثمرين أميركيين، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، باعت الدولة سندات مقومة باليورو لأول مرة منذ عام 2004، وفقاً لمكتب المحاماة الدولي «ألين آند أوفري».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)
شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)
TT

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)
شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)

باعت شركة «سينوك» الصينية المحدودة شركتها التابعة في الولايات المتحدة، إلى جانب أصولها النفطية والغازية في خليج المكسيك، إلى مجموعة الكيميائيات البريطانية «إينيوس»، وفقاً لبيان أصدرته «سينوك» يوم السبت.

وقالت شركة النفط والغاز الصينية الكبرى إن «سينوك إنرجي هولدينغز يو إس إيه» دخلت في اتفاقية بيع مع شركة تابعة لشركة «إينيوس» تتعلق بأصول النفط والغاز التابعة لشركة «سينوك» في الجزء الأميركي من خليج المكسيك.

وتشمل الصفقة في المقام الأول مصالح غير مشغلة في مشاريع النفط والغاز مثل حقلي أبوماتوكس وستامبيد.

وقال رئيس مجلس إدارة «سينوك إنترناشيونال» ليو يونججي، في البيان، إن الشركة تهدف إلى تحسين محفظة أصولها العالمية وستعمل مع «إينيوس» نحو انتقال سلس.

وكانت شركة «سينوك» تبحث عن مشترين محتملين لمصالحها في حقول النفط والغاز الأميركية منذ عام 2022.

وكانت «رويترز» ذكرت في وقت سابق أن شركة «سينوك» تدرس الخروج من العمليات في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن تصبح هذه الأصول خاضعة لعقوبات غربية لأن الصين لم تدن غزو روسيا لأوكرانيا.