مدير جديد لمخابرات الجيش اللبناني

TT

مدير جديد لمخابرات الجيش اللبناني

سمَّى المجلس العسكري التابع لقيادة الجيش اللبناني، أمس، العميد الركن طوني قهوجي، مديراً للمخابرات؛ خلفاً للعميد طوني منصور الذي يُحال على التقاعد الشهر المقبل، وأرسل قراره إلى وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر لتوقيعه.
ويُحال العميد منصور إلى التقاعد في 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقبل انتهاء ولايته أثير جدل إعلامي حول التمديد له، وأن التمديد اصطدم بموانع سياسية بينها «حزب الله»، وهو ما نفته مصادر معنية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار عسكري تقني غير سياسي»، واضعة الأنباء عن الجدل الذي أثير في إطار «المحاولات لاستغلال الموضوع سياسياً».
وأوضحت المصادر أن «التمديد أو تعيين مدير جديد لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني، كانا خيارين مطروحين»، شارحة أن «وجهة النظر التي كانت تؤيد التمديد للعميد منصور تنطلق من أن الوضع الحالي والتأزم القائم لا يسمح بتغييرات، بينما كانت وجهة النظر القائلة بضرورة تعيين مدير جديد للمخابرات تنطلق من قاعدة أن المؤسسة العسكرية استمرارية، وأن العميد قهوجي يتمتع بالكفاءة والمناقبية». وبين أخذ ورد، استمزج قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رأي رئيس الجمهورية ميشال عون (الذي يعتبر وفق القانون القائد الأعلى للقوات المسلحة)، وتوافقا على تعيين العميد قهوجي في الموقع. وشددت المصادر على أنه «لم يكن هناك أي خلاف، ولا تباين بوجهات النظر. ما جرى تداوله كان بمثابة تكهنات وتحليلات سابقة لأوانها».
وبحسب الدستور، لا يحتاج هذا القرار العسكري إلى موافقة مجلس الوزراء؛ بل يتخذه المجلس العسكري المؤلف من خمسة أعضاء، ويحيله على وزيرة الدفاع للتوقيع عليه، فيصبح نافذاً.
وقالت مصادر مواكبة لعملية تسمية العميد قهوجي، إنه «خيار قائد الجيش بقوة ليكون في هذا الموقع»، مشيرة إلى وجود «انسجام تام بين قيادة الجيش ومديرية المخابرات، وهذا الأمر سيستمر بالتأكيد». والعميد قهوجي من خريجي دفعة عام 1994، ويتسلم رئاسة «الفرع الفني» في مديرية المخابرات منذ عام 2005، وهو الفرع المسؤول عن أعمال التنصت والتعقب التقني، ويعتبر من أهم الفروع في المديرية. ويقول عارفوه إنه «ابن المؤسسة العسكرية، ويتمتع بشخصية مؤسساتية، وغير مسيس». ويفرض القانون العسكري إجراء تعديلات في بعض المواقع في مديرية المخابرات، تنسجم مع التراتبية العسكرية، بالنظر إلى أن هناك ضباطاً وعمداء يتمتعون بالأقدمية العسكرية، ما يفرض على القيادة وضعهم بتصرفها إلى حين إيجاد مواقع جديدة يتسلمونها. أما في مديرية المخابرات، فيجري تعيين ضباط أقل رتبة وأقدمية من العميد قهوجي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.