أول جمعية للفلسفة في السعودية... خطوة ثقافية في إطار اجتماعي

«حرف» أرست تأسيسها والإلهام هدفها

TT

أول جمعية للفلسفة في السعودية... خطوة ثقافية في إطار اجتماعي

كان تاريخ الفلسفة في عمومه ينبّه إلى ظاهرة مهمة من ظواهر الاتصال الثّقافي، تعزّزت عربيّا في ترجمة الكتب الفلسفية في الماضي من اليونانية إلى السريانية، ومن السريانية واليونانية إلى العربية، ومن العربية إلى اللاتينية.
الاتصال بالفلسفة اتصال تاريخي، له المدافعون عنه لأبعاده التي تعزّز الحضور المنطقي والتفكير العقلاني في حياة متنوعة التوجهات والرؤى، وتظلّ الفلسفة فيها منطق عبور كبير للعلوم الإنسانية.
في السعودية، تحوّلٌ جديد يأخذ مسارا جديدا ثقافيا له بعده الاجتماعي والعلمي أيضا، حيث أُقرّ إنشاء أول جمعية أهلية غير ربحية تعنى بالفلسفة، تجمع المهتمين والمهتمات بالشأن الفلسفي، لتمكينهم من المشاركة المجتمعية العامة.
يذكر شايع الوقيان، فيلسوف وعضو مؤسس في حلقة الرياض الفلسفية «حرف»، أنّ الحلقة التي تأسّست في العاصمة من عام 2008 كانت امتدادا لما هي الجمعية عليه اليوم، من العمل على نشر الوعي الفلسفي، وإلهام شباب في مناطق أخرى في مدن مختلفة في السعودية لإنشاء أنشطة فلسفية أخرى.
ويكمل الوقيان حديثه في اتصال مع «الشرق الأوسط» يقول إنّ «الجمعية اليوم هدفها لمّ كافة الأنشطة المتعلقة بالفلسفة تحت عباءتها، ليس من ناحية فكرية فقط، بل تمويلية وتنظيمية وإعلامية».
كلمة فلسفة، وهي تدلّ على علم الأشياء بمبادئها وعللها الأولى، ليست كلمة عربية، وإنّما هي من الدخيل، وأصلها «فيلو صوفيا» أي محبة الحكمة.
وتسعى الجمعية حسب ما يقول الوقيان، إضافة إلى نشر الفكر الفلسفي، إلى تعزيز تعاونها مع جهات أخرى من خلال إصدار مجلة فلسفية، وإحياء مشاريع دورية، ومؤتمرات عالمية فلسفية بإشراف جمعية الفلسفة.
ويوضح الوقيان، أنّ حلقة الرياض الفلسفية «حرف» هو نشاط صغير ينطوي تحت مظلة النادي الأدبي في الرياض، ومع ذلك، استطاع نشاطه أن يستمر 13 سنة، وأن يحيي بدوره النادي الأدبي، كونه يعقد بشكل دوري أسبوعي بحضور واسع فاعل.
ويؤكد الوقيان أنّ الجمعية الفلسفية لن تكون مثل الأندية الأدبية، أو أي مؤسسة ثقافية سابقة، كونها تملك خبرة ممتدة، بل استطاعت أن تحقّق قبل أن تصبح جمعية، في استقطاب ضيوف خارج دائرة حلقة الرياض، وأن تُصدر كتابين وهي بصدد إصدار كتابها الثالث.
وجاءت هذه المناسبة حلقة متصلة على إقرار السعودية من العام الماضي في إتاحة تدريس الفلسفة ضمن المناهج الدراسية لطلبة الثانوية.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.