كويكب معدني «أغلى من كل الأرض»

«سايكي 16» صخرة فضائية سعرها 10 آلاف كوادريليون دولار

كويكب «سايكي 16»
كويكب «سايكي 16»
TT

كويكب معدني «أغلى من كل الأرض»

كويكب «سايكي 16»
كويكب «سايكي 16»

لا يشبه الكويكب «سايكي 16» (16 Psyche) الصخور الفضائية التقليدية في شيء، فقد كشفت دراسة جديدة نشرت الشهر الماضي أنه الجسم الأكبر على الإطلاق في حزام الكويكبات الرئيسي الذي يدور بين كوكبي المريخ والمشتري، وأنه قد يكون مكوناً بالكامل من المعدن. وكلمة «Pcyche» الإنجليزية تعني «الروح» وتلفظ «سايكي».

- معادن ثمينة
ولكن المفاجأة الكبرى تكمن في قيمة المعدن الذي يشكل هذا الكويكب، والتي تُقدر بـ10000 كوادريليون (10000 يليها 15 صفراً إضافياً) - الكوادريليون يساوي 1000 تريليون - أي ما يفوق القيمة الإجمالية لاقتصاد كوكب الأرض.
في تقرير صادر عن فريق الدراسة، قالت ترايسي بيكر، الباحثة الرئيسية في الدراسة من معهد «ساوث ويست للأبحاث»: «لقد رأينا كثيراً من النيازك المكونة بغالبيتها من المعدن، ولكن (سايكي) فريدٌ من نوعه، وقد يكون الكويكب الوحيد المكون بالكامل من الحديد والنيكل». وأضافت: «تتألف الأرض من نواة معدنية، وبطانة وقشرة. ولكن في حالة (سايكي)، من المرجح أن يكون قد تعرض أثناء تشكله كجنين كوكبي لاصطدام بجسم آخر في نظامنا الشمسي أفقده بطانته وقشرته».
استخدمت بيكر منظار «هابل سبيس»، ونجحت في إجراء تحليل تفصيلي لم يشهده كويكب من قبل، ثم أوردت نتائج التحليل في دراسة نُشرت في دورية علوم الكواكب.
ويأتي هذا الاكتشاف بالتزامن مع تحضير وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» لإطلاق مركبة فضائية (اسمها «سايكي» أيضاً) إلى الكويكب لاستكمال جهود الوكالة في فهم أصل النوى الكوكبية. ومن المقرر أن تنطلق المركبة في عام 2022 لتصل إلى الكويكب في 2026.
- كويكب نادر
تعتبر الكويكبات المعدنية نادرة في النظام الشمسي، ويعتقد العلماء أن «سايكي» قد يمثل فرصة فريدة واستثنائية لاستطلاع التركيبة الداخلية للكويكبات.
تقول «ناسا» إن ما يضفي صفة الفرادة على «سايكي» هو احتمال تعرضه لاصطدام بنواة من النيكل والحديد في بداية تشكله.
من جهتها، قالت بيكر إن «الاهتمام الذي يثيره (سايكي) وغيره من الكويكبات ينبع من اعتبار هذه الأجسام اللبنات الأساسية للنظام الشمسي. إنه لأمر مذهل أن نتمكن من معرفة المواد التي تشكل الكويكب ورؤية داخله».
وتضيف: «عندما نصل إلى (سايكي) سنعرف ما إذا كانت هذه الفرضيات صحيحة، حتى لو لم تكن النتائج النهائية موافقة لتوقعاتنا. سنشعر بالحماس في كل مرة نكون فيها أمام مفاجأة جديدة».
لا تخطط «ناسا» لجلب عينات من الكويكب إلى الأرض؛ لأنها لا تملك التقنيات اللازمة للتنقيب في سطحه والوصول إلى معادنه الثمينة.
وأعلن الباحثون عام 2017 أنهم لا ينوون الاستفادة من غنى تركيبة الكويكب.
وفي مقابلة تلفزيونية حينذاك، قالت كارول بولانسكي، عالمة المشروع في بعثة «سايكي»: «نحن ذاهبون للتعرف على التكوين الكويكبي، ولكننا لن نسعى لجلب أي مواد معنا في طريق العودة لاستخدامها في الصناعات» الأرضية.

- «يو إس إي توداي»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.