رجل أصيب بأربع «نوبات» من كورونا لمدة 154 يوماً قبل وفاته

مصاب بكورونا في إيطاليا (أ.ف.ب)
مصاب بكورونا في إيطاليا (أ.ف.ب)
TT

رجل أصيب بأربع «نوبات» من كورونا لمدة 154 يوماً قبل وفاته

مصاب بكورونا في إيطاليا (أ.ف.ب)
مصاب بكورونا في إيطاليا (أ.ف.ب)

كشف بحث جديد أجراه باحثون أميركيون عن إصابة شخص بأربع نوبات من فيروس كورونا المستجد في معركة استمرت لمدة 154 يوما قبل وفاته.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد وصف الباحثون المنتمون لجامعة بريغهام الأميركية حالة الرجل الذي يبلغ من العمر 45 عاماً، قائلين إنه كان يعاني من اضطراب مناعة ذاتية حاد قبل أن يصاب بالفيروس الذي تحور بسرعة مخيفة وغير عادية داخل جسده.
ورغم العلاج المكثف، ظل الفيروس يحارب جسد الرجل، الذي لم يتم الكشف عن هويته، لمدة 154 يوماً.
وأكد خبراء الصحة أكثر من مرة أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة يجب أن يبقوا في المنزل قدر الإمكان وأن يكونوا حريصين بشكل خاص على عدم الإصابة بفيروس كورونا.
وقد أظهرت حالة هذا الرجل مدى خطورة فيروس كورونا على الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة وكيف يمكن أن يصبحوا مستودعا خطيرا للفيروس ليتحور بداخلهم وينتشر إلى الآخرين.
وعانى الرجل الموصوف في البحث، الذي نُشر أمس (الأربعاء) في مجلة نيو إنغلاند الطبية من حالة تسمى متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية (APS)، وهو اضطراب في المناعة الذاتية ينتج فيه الجسم أجساماً مضادة تهاجم بروتينات الدم المهمة التي تمنع التجلط، بدلاً من مهاجمة مسببات الأمراض.
كما عانى الرجل أيضاً من مضاعفات اضطراب المناعة الذاتية المعروف باسم النزف السنخي المنتشر، والذي ينتج عنه نزيف بالأوعية الدموية في الرئتين.
ونتيجة لذلك، كان الرجل يتناول مخففات الدم والمنشطات والأدوية التي تثبط جهاز المناعة، الأمر الذي عرضه لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
وقد توجه المريض للمستشفى بعد إصابته بالحمى وسرعان ما ثبتت إصابته بالفيروس.
وبدأ الأطباء في علاج الرجل بدورة علاجية مدتها خمسة أيام من دواء ريمديسفير المضاد للفيروسات وزادوا جرعة المنشطات خوفاً من حدوث نزيف بالأوعية الدموية والأكياس الهوائية بالرئتين.
وبحلول اليوم الخامس، خرج الرجل من المستشفى ولم يكن بحاجة إلى أكسجين إضافي.
لكن حالته المحسنة لم تدم طويلاً. فعلى مدار الـ62 يوماً التالية، تم نقله إلى المستشفى ثلاث مرات بسبب معاناته من آلام في البطن وصعوبة في التنفس والإرهاق العام.
وفي كل مرة، كانت مستويات الأكسجين في دمه أقل من المعدل الطبيعي وظل أطباؤه متخوفين من معاناته من نزيف رئوي.
ومع ذلك، فقد وجد الأطباء أن حمله الفيروسي انخفض خلال فترة الـ62 يوماً وهي علامة مشجعة على استعداد جسمه للتخلص من العدوى.
لكن بعد فترة قصيرة، شكا الرجل مرة أخرى من نفس المشكلات، وارتفع حمله الفيروسي مرة أخرى، وتم إعطاؤه دورة علاجية أخرى من دواء ريمديسفير لتأتي نتيجة اختباره سلبية مع استمراره في تلقي العلاج.
وبعد أكثر من شهر، أجرى الرجل اختبار كورونا مرة أخرى مع استمرار شعورة بالتعب، لتأتي نتيجته إيجابية.
إلا أن في هذه المرة لم يأتي ريمديسفير بأي نتيجة إيجابية، حيث تدهورت حالة الرجل وكان حمله الفيروسي مرتفعاً جدا وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي.
وبعد أيام توفي الرجل ليطوي صفحة 154 يوما من المعاناة مع الفيروس.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)
تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، عن نجاح السعودية في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».

وأكّد وزير الثقافة السعودي أن الدعم غير المحدود الذي يحظى به القطاع الثقافي السعودي بمختلف مكوناته من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، ساعد على تعزيز حضور الثقافة السعودية في العالم، مضيفاً: «يعكس هذا التسجيل جهود المملكة الحثيثة في حماية الموروث الثقافي غير المادي، وضمان استدامته ونقله للأجيال القادمة».

وجاء تسجيل الورد الطائفي بملفٍ وطنيٍ مشتركٍ بقيادة هيئة التراث، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، والوفد الدائم للمملكة لدى اليونيسكو، لينضم إلى قائمة عناصر التراث الثقافي غير المادي السعودية المُسجلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو، وهي: العرضة السعودية، والمجلس، والقهوة العربية، والصقارة، والقط العسيري، والنخلة، وحياكة السدو، والخط العربي، وحِداء الإبل، والبن الخولاني السعودي، والنقش على المعادن، والهريس.

ويُعد الورد الطائفي عنصراً ثقافياً واجتماعياً يرتبط بحياة سكان الطائف، حيث تُمثّل زراعته وصناعته جزءاً من النشاط اليومي الذي ينعكس على الممارسات الاجتماعية والتقليدية في المنطقة، ويمتد تاريخ زراعة الورد الطائفي إلى مئات السنين، إذ يعتمد سكان الطائف على زراعته في موسم الورد السنوي، ويجتمع أفراد المجتمع في حقول الورود للمشاركة في عمليات الحصاد، التي تُعد فرصة للتواصل الاجتماعي، ونقل الخبرات الزراعية بين الأجيال.

وتُستخدم منتجات الورد الطائفي، وخصوصاً ماء الورد والزيوت العطرية في المناسبات الاجتماعية والتقاليد المحلية، مثل تعطير المجالس وتقديم الضيافة، مما يُبرز دورها في تعزيز الروابط الاجتماعية، كما يُعد مهرجان الورد الطائفي السنوي احتفالاً اجتماعياً كبيراً يجتمع خلاله السكان والزوّار للاحتفاء بهذا التراث، حيث يعرض المجتمع المحلي منتجاته، ويُقدم فعاليات تُبرز الفخر بالهوية الثقافية.

ويعكس تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو قيمة هذا العنصر بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية، إلى جانب إسهامه في تعزيز فهم العالم للعلاقات الوثيقة بين التراث الثقافي والممارسات الاجتماعية، ويأتي ذلك في ظل حرص هيئة التراث على ضمان استدامة هذا الإرث الثقافي، كما يعكس حرصها على ترسيخ التبادل الثقافي الدولي بعدّه أحد مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».